الأخ هو أقرب البشر إلى أخيه، ومن ثَمَّ فيكون عونه ونصرته له محتَّمة وقريبة جدًّا، الأخ يحب أخاه بالفطرة، يلجأ إليه بالفطرة، يحرص عليه بالفطرة، الأخ هو الذي تستطيع أن تعتمد عليه دون أن تفكر دون أن يتسلل أي شيء إلى خاطرك بأنه لن يساعدك.
الأخ هكذا كما كان وكما عرفنا هو الإنسان الوحيد في هذه الدنيا بعد الأب والأم الذي يحرص على أن يكون أخاه في أعلى المراتب وأرقى الدرجات، حيث لا حسد ولا غيرة ولا شحناء ولا ضغينة، هكذا يكون الأخ الذي يعرف معنى الأخوة، ومعنى الأخوة من المعاني العظيمة والعميقة التي لا ينبغي أن يغفل عنها أخ تجاه أخيه أو أن يتنكر لمثل هذه الصفات السامية التي تجدر به وبأن تكون معه دائمًا، ليحرص الإنسان على التقرب من أخيه وحبه والدعاء له والحرص عليه، وفي هذا الموضوع نتعرض إلى كلمات رقيقة جدًّا عن الأخ وكيف أن الأخ لا بديل عنه ولو ذهب الإنسان أين ذهب.
أخي الغالي ربي يحفظك أروع تعبير عن الأخوة:
الأخ هو من أجمل الأشياء في هذه الحياة، نعتمد عليه في أكثر الأمور، حين نشكو نذهب إليه، حين تعترينا الهموم ونكبات الدنيا نرجع إليه ونفيض على صدره بما عندنا، الأخ هو نعمة من الله امتن الله بها علينا؛ لما في الأخوة من شيء شديد الصلة شديد الرابطة بالإنسان، فالأخ هو الذي يعين الإنسان في حياته على طريقه الصعب، ويثابر معنا حتى نصل إلى بر النهاية.
الأخ هو الذي علمني كيف أعتمد على نفسي، علمني ما هي الأمانة وكيف هي العدالة وكيف تكون الأشياء على حقيقتها، الأخ نعمة كبرى تستحق الشكر، أن يكون لك أخ في هذه الحياة هي نعمة تستوجب منك أن تشكر الله تعالى عليها دائمًا.
الأخ هو الحبيب الذي لا يُكْرَه، هو الشخص الذي يبادلك الحب إلى أن تموت.
الأخ هو الذي يعينك في فرحك وفي حزنك، يكون عندك في أوقات الألم ويكون عندك في أوقات الرخاء لا يتركك أبدًا ولا يُسلمك ولا يحقرك، الأخ دائمًا يهديك عيوبك ويتمنى أن تكون أفضل منه وأحسن.
الأخ هو الذي يسعى معك في الخير ويدلك عليه ويصرفك عن الشر ويجنبك إياه، الأخ هو الذي إذا رآك تفعل مكروهًا ينهاك عن فعله، ويأمرك بالطاعة على الدوام.
الأخ هو الإنسان الذي يحس بك دائمًا ولو لم تظهر الحزن أو الأسى؛ لأن الأخوة شيء في النفس يتوارد إلى الأخ عن طريق الحس والقلب لا عن طريق المادة.
الأخ هو الأب الثاني في هذه الحياة وهو السند بعد هذا الأب والمعين الذي يقضي حوائج أخيه، وهو دائمًا إذا طُلِبَ جاء وأتى.
الأخوة علاقة قائمة قبل النسب على الصدق، فالصدق أهم ما في علاقة الأخ بأخيه، والأخ الصادق هو الأخ الذي يستحق الصحبة ويستحق الصداقة.
الأخ الجيد هو الرابط الذي تقوم الحياة على أساسه، وهو الشيء الذي يربطك دائمًا بأصلك وفكرك وعقلك ووجدانك كله، كأنه يصحح لك دائمًا ما تخطئ فيه من أخطاء أو ما يعتريك من أمور.
نحن نكبر على الدوام، ولكن بالنسبة للأخ فأنت لست كبيرًا بل دائمًا يراك بعينيه على أنك ابنه لا أخيه، يحنو عليك حنو الوالد على طفله، ويقدم لك ما تريده دائمًا وما تحبه شريطة أن يكون فيه الخير لك.
الأخ هو أكبر مكسب يمكن أن تكسبه في هذه الحياة، هو الزينة التي تكون في رخائك والمؤنة التي تكون في شدتك، وهو معك دائمًا قلبًا وقالبًا لا يتركك مهما حصل ومهما كان.
هكذا وصلنا إلى ختام موضوعنا أخي الغالي ربي يحفظك أروع تعبير عن الأخوة، وقد بيَّنَّا ما للأخ من صفات حميدة فلا يستطيع أخ أن يستغني عن أخيه ولا على أن يجد من يكون في مثل مقام أخيه، فمن عرف حق الأخوة حق المعرفة لا يمكن أن يغرِّر بأخيه ولا أن يؤذيه ولا أن يعرضه إلى ما لا تُحْمَد عقباه، هكذا الأخوة التي عرفناها وتربينا عليها، أن يكون الأخ دائمًا في ظهر أخيه عونًا ومددًا له عند الحاجة وغير الحاجة وفي كل وقت من الأوقات دائمًا معه.