محتوي الموضوع
لا شك أن خلق الأمانة من أعظم الأخلاق الإسلامية التي ينبغي للمسلم أن يلتزم بهذا الخلق الكريم، الذي حث عليه الدين وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أجمل أن يكون خلق المسلم الأمانة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صادقًا أمينًا، معروفًا بذلك حتى قبل مبعثه الشريف، فهذه من مكارم الأخلاق، وهذه الصفة من صفات الأنبياء الصدق والأمانة.
ونحن في هذا الموضوع أدعية عن الأمانة في الدين، نتعرض إلى بعض الأدعية التي ندعو بها أن يرزقنا الله تعالى الأمانة والخلق الكريم وأن يجعلنا على طاعته من أهل الطاعة والمغفرة.
أدعية رائعة عن الأمانة :
اللهم اجعلنا من الذين كتبت لهم أن يكونوا من الأمناء في هذه الحياة، وألا تجعلنا من الذين يخونون.
اللهم اجعلنا من الموفين بعهودنا ولا تجعلنا من الخائنين.
اللهم اجعلنا أمناء على الحق أمناء على الدين أمناء على الأخلاق الكريمة.
اللهم اجعلنا من أهل الأمانة وأهل الإيمان وأهل التقوى وأهل المغفرة.
اللهم إنا نؤمن بك فاجعلنا من الآمنين يا رب العالمين.
اللهم اجعلنا من أهل الأمانة في هذه الأرض، اللهم اجعلنا من أهل الوفاء وأهل الرحمة بالناس.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اعف عنا وعافنا واغفر لنا.
اللهم أتمم علينا مكارم الأخلاق، اللهم اجعلنا من أصحاب الأخلاق الحسنة يا رب العالمين.
اللهم اجعلنا من أهل المكارم جميعها من أهل الدين والصدق والأمانة والعفاف والستر.
انظر أيضًا: إنشاء عن الأمانة
الأمانة في القرآن الكريم:
قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) [الأحزاب:72].
يقول الإمام القرطبي في تفسيره: (والأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال).
وقال تعالى 🙁 وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [المؤمنون :8]
وقد كانت تلك صفة الأنبياء: {إني لكم رسول أمين}.
الأمانة في السنة الشريفة:
في الحور الذي دار بين أبي سفيان وهرقل، حيث قال هرقل : ( سألتك ماذا يأمركم ؟ فزعمت أنه يأمر بالصلاة ، والصدق، والعفاف ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ـ قال : و هذه صفة نبي ) وفي موضع ثان من صحيح البخاري : ( .. وسألتك هل يغدر ؟ فزعمت أن لا. وكذلك الرسل لا يغدرون ..).
في الحديث: ألَا أُخْبِرُكُم مَنِ المُسلِمُ؟ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِه ويَدِه، والمُؤمِنُ مَن أمِنَه الناسُ على أمْوالِهِم وأنْفُسِهم، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ الخَطايا والذُّنوبَ، والمُجاهِدُ مَن جاهَدَ نَفْسَه في طاعةِ اللهِ.
وجاء أيضًا: ( أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ) .
وقد جاء في الحديث : ( المستشار مؤتمن ) ( .. ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه)
وفي الحديث: ( سيأتي على الناس سنوات خداعات ،يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة في أمر العامة ، قيل وما الرويبضة ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال أبو هريرة : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله ، فانتظر الساعة ”
صفة المنافق: ( إذا ائتمن خان ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له)
من أحاديث النبي عن مكارم الأخلاق والأمانة:
كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا أَمَّرَ أَمِيرًا علَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ في خَاصَّتِهِ بتَقْوَى اللهِ، وَمَن معهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قالَ: اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وإذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إلى ثَلَاثِ خِصَالٍ، أَوْ خِلَالٍ، فأيَّتُهُنَّ ما أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، فإنْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى التَّحَوُّلِ مِن دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ إنْ فَعَلُوا ذلكَ فَلَهُمْ ما لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعليهم ما علَى المُهَاجِرِينَ، فإنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا منها، فَأَخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ يَكونُونَ كَأَعْرَابِ المُسْلِمِينَ، يَجْرِي عليهم حُكْمُ اللهِ الذي يَجْرِي علَى المُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكونُ لهمْ في الغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شيءٌ إلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مع المُسْلِمِينَ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فإنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ منهمْ، وَكُفَّ عنْهمْ، فإنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فلا تَجْعَلْ لهمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لهمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فإنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِن أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسولِهِ، وإذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، فلا تُنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ علَى حُكْمِكَ، فإنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فيهم أَمْ لَا. وفي رواية: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا بَعَثَ أَمِيرًا، أَوْ سَرِيَّةً دَعَاهُ فأوْصَاهُ، وَسَاقَ الحَدِيثَ بمَعْنَى حَديثِ سُفْيَانَ.
انظر أيضًا: فقرة هل تعلم عن الأمانة
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية عن الأمانة في الدين، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية العامة التي كتبناها ندعو الله تعالى أن يرزقنا الأمانة من عنده وأن يجعلنا من أهل الأخلاق الكريمة وأصحاب الفضائل الموفورة، وكذلك ذكرنا ما جاء عن الأمانة في القرآن الكريم، وكيف أن الإنسان حُمِّل تلك الأمانة، وذكرنا بعض الأوراد النبوية بخصوص الأمانة وبخصوص أهمية هذه الأمانة وما يحدث في آخر الزمان بخصوص تضييع الأمانة.