الذكر من الموضوعات الهامة في حياة كل مسلم، كيف لا والإنسان مطالَب لكي يدخل الجنة أن يذكر الله تعالى كثيرًا ويسبحه بكرةً وأصيلًا، فشرط دخول الجنة أن يكثر الإنسان من ذكر الله تعالى في منشطه ومكرهه في عمله وخموله في وقته كل يملأ وقته بذكر الله تعالى، والله عز وجل يجازي على ذلك بالجزاء الأوفى والثواب العميم والفضل العظيم، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل الذكر في أحاديث كثيرة، منها ما ورد في سنن أبي داود، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَعَدَ مَقْعَدَاً لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ، كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجِعاً لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ).
وقال أيضًا: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْراً، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).
وذلك يدل على عظيم فضل الذكر، وأن الذاكرين مقربون من الله سبحانه وتعالى غاية القرب، وأن السعادة كل السعادة ومتعة الدنيا الحقيقية هي في ذكر الله سبحانه وتعالى، وأن الذكر له لذة لا تدانيها لذة من الدنيا، وأن على المسلم أن يغتنم حياته في ذكر الله وطاعته والإخلاص له سبحانه لتتم له سعادة الدارين: الدنيا والآخرة، والآن ندلف إلى موضوعنا:
أذكار المسلم من أذكار النبي صلى الله عليه وسلم:
ذكر لُبْسِ الثَّـــــــــــوْبِ: (الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا (الثَّوْبَ) وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّة…)
ذكر لُبْسِ الثَّوْبِ الجَــــدِيدِ: (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ).
الدعاء لِمَنْ لَبِسَ ثـَوْباً جَـدِيداً: (تُبْلِي وَيُخْلِفُ اللَّهُ تَعَالَى)، (اِلْبَسْ جَدِيداً وَعِشْ حَمِيداً وَمُتْ شَهِيداً).
ذكر دُخُـــــولِ الْخَــــــــلاءِ: ([بِسْمِ اللَّهِ] اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبائِث).
ذكر الْخُـــــرُوجِ مِنَ الْخَـــــلاَءِ: (غُفْرَانَكَ).
الذِّكْرُ قَبْـــــــــلَ الْوُضُـــــوءِ: (بِسْمِ اللَّهِ).
الذِّكْرُ بَعْدَ الْفَــرَاغِ مِنَ الْوُضُوءِ: (أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)، (اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ)، (سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتوبُ إِلَيْكَ).
الذِّكْرُ عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْمَنْزِلِ: (بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، وَلَاَ حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ).
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ).
الذِّكْرُ عِنْـــدَ دُخُـولِ الـمَنْــــزِلِ: (بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ).
ذكر الذَّهَابِ إِلَى الْـمَسْــجِدِ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي لِسَانِي نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، وَمِنْ فَوْقِي نُوراً، وَمِنْ تَحْتِي نُوراً، وَعَنْ يَمِينِي نُوراً، وَعَنْ شِمَالِي نُوراً، وَمِنْ أَمَامِي نُوراً، وَمِنْ خَلْفِي نُوراً، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُوراً، وَأَعْظِمْ لِي نُوراً، وَعَظِّم لِي نُوراً، وَاجْعَلْ لِي نُوراً، وَاجْعَلْنِي نُوراً، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُوراً، وَاجْعَلْ فِي عَصَبِي نُوراً، وَفِي لَحْمِي نُوراً، وَفِي دَمِي نُوراً، وَفِي شَعْرِي نُوراً، وَفِي بَشَرِي نُوراً). ([اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُوراً فِي قَبْرِي… وَنُوراً فِي عِظَامِي]) [(وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً)] [(وَهَبْ لِي نُوراً عَلَى نُورٍ)].
ذكر دُخُــولِ الـمَسْــــجِدِ: (يَبْدَأُ بِرِجْلِهِ الْيُمْنَى)، وَيَقُولُ: (أَعُوذُ بِاللَّهِ العَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [بِسْمِ اللَّهِ، وَالصَّلَاةُ] [وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ] (اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ).
ذكر الْخُرُوجِ مِنَ الْـمَسْـــجِدِ: (يَبْدَأُ بِرِجْلِهِ الْيُسْرَى) وَيَقُولُ: (بِسْمِ اللَّهِ وَالصّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك، اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).
أَذكَارُ الأَذَانِ: يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ إِلاَّ فِي (حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَحَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ) فَيقُولُ: (لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ).
يَقُولُ: (وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبَّاً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالْإِسْلاَمِ دِينَاً) (يَقُولُ ذَلِكَ عَقِبَ تَشَهُّدِ الْمُؤَذِّنِ). (يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ إِجَابَةِ الْمُؤَذِّنِ).
يَقُولُ: (اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامَاً مَحمُوداً الَّذِي وَعَدْتَهُ، [إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ]). (يَدْعُو لِنَفسِهِ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فَإِنَّ الذكر حِينَئِذٍ لاَ يُرَدُّ).
ذكر الاسْـــــــتِفْتَاحِ: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْني مِنْ خَطَايَايَ، بِالثَّلْجِ وَالْماءِ وَالْبَرَدِ). (سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ).
(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفَاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبي جَمِيعَاً إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ. وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الأَخْلاقِ لاَ يَهْدِي لِأَحْسَنِها إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالخَيْرُ كُلُّهُ بِيَـــــــدَيْكَ، وَالشَّـــــرُّ لَيْسَ إِلَيْــــــكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتوبُ إِلَيْكَ).
(اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيْكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقيمٍ).
(اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرَاً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثيراً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثيراً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثيراً، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) ثَلاثاً (أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ: مِنْ نَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ، وَهَمْزِهِ).
كان هذا ختام موضوعنا اليوم، وقد كان من المواضيع الحيوية التي نثري بها موقعنا الرائع هذا، ونرجو أن نكون قد أفدنا القارئ بما يكفيه من الأذكار التي تعينه على بدء يومه بصورة صحيحة فيها إقبال على الله تعالى، فلا يزال لسان المرء رطبًا بذكر الله تعالى، فذكر الله تعالى تتغذى عليه الألسن والقلوب والعقول، والعقل الذي لا يهتدي لذكر خالقه هو عقل خاوٍ لا يحس ولا يشعر ولا يدرك حقيقة الكون والعالم، وخالق الكون سبحانه كريم يُمهل عبده حتى يرجع إليه، والرجوع إلى الله إنما هو بكثر ذكره ودعائه والإخلاص له سبحانه وتعالى.