محتوي الموضوع
يُعد التليف الرئوي واحد من الأمراض المزمنة التي تتزايد بصورة ملحوظة في الأعوام الأخيرة، ومرض التليف الرئوي يُعرف بأنه مرض الجروح والندبات في نسيج الرئة، ويتضمن التليف الرئوي ما يتعدى الـ 200 حالة طبية أو أو تصنيفات مرضية كلها تدخل ضمن حالات التليف الرئوي، ويتم التصنيف تبعًا للأسباب والأعراض التي يشعر بها كل مريض.
وفي العادة تستجيب أنسجة الرئة للعوامل الخارجية والمؤثرات التي ينتج عنها جروح طفيفة في هذه الأنسجة مع عملية التئام محدودة، دون أن تؤثر على الأنسجة التي تجاور النسيج المصاب.
ونحن في هذا الموضوع أعراض تليف الرئة وأسبابه وطرق العلاج، نتعرض إلى بعض التفاصيل حول هذا المرض وأعراضه والأسباب المتعلقة به، وطرق العلاج اللازمة لمن أُصيب بمشكلاته الصحية.
تليف الرئة :
في مرض التليف الرئوي يحصل خلل واضطراب في عملية التئام الجروح، الأمر الذي يؤدي إلى حصول مبالغة في تلك العملية في الالتئام؛ مما ينتج لنا تكوين ندبات وألياف في ذلك النسيج، وتكرير تلك العملية يؤدي إلى زيادة بالتدريج في نسب النسيج المتليفة، وذلك النسيج ليس من الممكن له أن يتبادل الأكسجين مع الدم، وليس ذلك فقط فهو كذلك يعمل على التقليل من مرونة الرئة، وكذلك يعمل على تقييدها وحدِّها عن الانتفاخ والحركة بصورة حرة أثناء عملية التنفس.
أسباب تليف الرئة:
معرفة الأسباب المتعلقة بمرض التليف الرئوي ليست بالعملية السهلة أبدًا، وأشهر صنف من أصناف التليف الرئوي لا زالت أسبابه غير معروفة حتى اليوم؛ لذا يُسمى هذا الصنف من المرض باسم التليف الرئوي مجهول السبب.
وهناك بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التليف الرئوي، وهي كالتالي:
- أمراض مناعية: وهي بسبب خلل مناعي معين يقوم الجسم بإحداث مهاجمة لنسيج الرئة، الأمر الذي يؤدي إلى التهابات وندبات في ذلك النسيج، ومن تلك الأمراض المناعية مشاكل الروماتيزم ومرض تصلب الجلد.
- التعرض للغبار الصناعي كالسيليكا والأسبستوس.
- بعض الأنواع المعينة من الأدوية كأدوية القلب، أو بعض أدوية المضادات الحيوية.
أعراض التليف الرئوي:
أهم الأعراض للتليف الرئوي والتي تسبب إزعاجًا كبيرًا عند كل المصابين به، هو مشكلة ضيق التنفس، وتلك الأعراض تظهر بصورة متأخرة في العادة، وتدلل على أن الأذى الذي أصاب الرئة من الصعوبة بمكان إصلاحه، وفي بداية الأمر قد يكون ضيق التنفس مصاحبًا لبعض الأنشطة الرياضية وبعض المجهود اليومي المبذول، ومع مرور الأيام وتقدم المرض في الجسم فإن ضيق النفس قد يحصل حتى أوقات الراحة.
ومن الأعراض الأخرى التي من الممكن ملاحظها في أمراض التليف الرئوي هي مشكلة تحدب الأظافر، والتي تنجم من خلال النقص المزمن في مستوى الأكسجين في دم الشخص المصاب؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة في سمك تلك الأنسجة تحت أظافر الإنسان.
تشخيص مرض التليف الرئوي:
يُعد تشخيص مرض التليف الرئوي من التحديات الطبية الكبيرة، حيث إن أكثر المصابين يقومون باللجوء إلى الطبيب المختص في مراحلهم المتقدمة من المرض، فتحديد النوع والسبب في مشكلة التليف الرئوي إن أمكن هذا التحديد فهو أمر صعب للغاية، ولا بد من مناقشة الطبيب المختص بتاريخ المرض بصورة تفصيلية، ولا بد من إجراء فحوصات سريرية كاملة، وهو أول طرق التشخيص الصحيحة للمرض.
علاج مرض التليف الرئوي:
مع الأسف فحتى هذا اليوم لا يوجد علاج ناجح وبصورة فعالة في حالات ومشكلات التليف الرئوي، فمجرد أن تحصل الندبات في هذا النسيج الرئوي فمن الصعب جدًّا إصلاحها بعد ذلك، غير أنه يوجد الكثير من الخيارات الجراحية التي تساعد في تحسين الأعراض، ومن ثم منع المرض من الانتشار، والحد من وطأته.
وأهم خطوات العلاج هي تجنب المسببات التي أدت إلى المرض، فينبغي التوقف عن التدخين بصورة فورية، وتجنب مصادر التلوث مثل الغبار والتراب الصناعي، ولا بد من المحافظة على مزاولة التمرينات الرياضية والتنفسية، والحفاظ على طعام صحي نظيف، والتخلص من مشكلة السمنة بالرياضة والأكل الصحي، وعلاج الارتجاع في المريء.
ويوصى بأن يُعطى المريض تطعيم الأنفلونزا بصورة سنوية.
كان هذا ختام موضوعنا حول أعراض تليف الرئة وأسبابه وطرق العلاج، تكلمنا في هذه المقالة حول أهم الأسباب المعروفة التي تؤدي إلى مرض التليف الرئوي، وذكرنا أن بعض التصنيفات المشهورة من هذا المرض لا زالت لا تُعرف لها أسباب حتى يومنا هذا، وذكرنا الأعراض التي يتعرض لها مريض التليف الرئوي والتي من أهمها وأكثرها إزعاجًا هي مشكلة ضيق النفس، وذكرنا بعض التوصيات المهمة من أجل الحد من مشكلة التليف الرئوي وانتشاره في الجسم؛ وذلك عن طريق ممارسة الرياضة والأكل الصحي والبعد عن الملوثات وعلاج ارتجاع المريء ونحو ذلك.