محتوي الموضوع
سنقدم مجموعة أشعار غرامية للحبيب، والتي تكتب من قبل المحب لمحبوبته، حيث أن الغرام في الحب يعنى شدة الأرتباط ، والغرام يعد تعلقا شديدا بالشخص المحبوب، وذلك التعلق يجعل من الصعب على المحب أن يتخلص منه، والرجل حين يكون مغرما و مولع بمن يحب لا يصبر على أن يفارقه، فهو يكون ملزما بالحب، الذي وقع فيه ولا يمكن أن يتخلص منه، وقد عبر الشعراء عن الغرام من خلال مجموعة من أبيات الشعر والتي سوف نقوم بتناولها في ذلك الموضوع والتي سردها مجموعة متنوعة من الشعراء في العصور المختلفة.
شعر الشريف الرضي:
هِيَ سُلوَةٌ ذَهَبَت بِكُلِّ غَرامِ
وَالحُبُّ نَهبُ تَطاوُلِ الأَيّامِ
وَلَقَد نَضَحتُ مِنَ السُلُوِّ وَبَردِهِ
حَرَّ الجَوى فَبَرَدتُ أَيَّ ضِرامِ
مِن بَعدِ ما أَظمى الغَليلُ جَوانِحي
وَأَطالَ مِن مَلَلِ الزُلالِ أُوامي
نَشَزَ الجَنيبُ عَلى ثَنِيّاتِ الهَوى
وَنَجَوتُ مَرمِيّاً إِلَيَّ زِمامي
سَلوانَ لا أُعطي الجَآذِرَ لَفتَةً
أَو نَظرَةً إِلّا بِعَينِ لَمامِ
نَفَضَ الصَبابَةَ خاطِري وَجَوانِحي
وَأَبى المَذَلَّةَ مَنزِلي وَمَقامي
وَالحُبُّ داءٌ يَضمَحِلُّ كَأَنَّما
تَرغو رَوازِحُهُ بِغَيرِ لُغامِ
لا يَدَّعِ العُذّالُ نَزعَ صَبابَتي
بِيَدي حَسَرتُ عَنِ الغَرامِ لِثامي
وقال أبو الهدى الصيادي:
اسهر فيك ليلي
وهكذا الشجي
ويدعي غرامي
خادعك الدعي
نشر الهوى بسري
له عليك طي
فانت نور عيني
وسري الخفي
على هواك روحي
شراعها مطوي
غرامها بمعنى
هواك سرمدي
فوجدها خفي
وشأنها جلي
ووقدها مذاع
وزندها وري
متى اراك قربي
والروض عبقري
ويحي موت قلبي
رضابك الشهي
كاس لماك حلو
وعطره زكي
مدامه رحيق
ختامه مسكي
قصيدة محمود سامي البارودي عن الحب والغرام:
قَالُوا أَلا تَصِفُ الْغَرَامَ لَنَا
حَتَّى يُحِيطَ بِنَعْتِهِ الْفَهْمُ
فَأَجَبْتُهُمْ هَيْهَاتَ أَنْعَتُ مَا
يَعْتَلُّ دُونَ صِفَاتِهِ الْوَهْمُ
الْحُبُّ يَنْفُذُ بِالْفُؤَادِ كَمَا
يَمْضِي عَلَى غُلَوَائِهِ السَّهْمُ
يَعْنُو لِسَوْرَتِهِ الْمَلِيكُ وَلا
يَقْوَى عَلَى صَدَمَاتِهِ الشَّهْمُ
عنترة بن شداد:
إِذا لَعِبَ الغَرامُ بِكُلِّ حُرٍّ
حَمِدتُ تَجَلُّدي وَشكَرتُ صَبري
وَفَضَّلتُ البِعادَ عَلى التَداني
وَأَخفَيتُ الهَوى وَكَتَمتُ سِرّي
وَلا أُبقي لِعُذّالي مَجال
وَلا أُشفي العَدُوَّ بِهَتكِ سِتري
عَرَكتُ نَوائِبَ الأَيّامِ حَتّى
عَرَفتُ خَيالَها مِن حَيثُ يَسري
وَذَلَّ الدَهرُ لَمّا أَن رَآني
أُلاقِي كُلَّ نائِبَةٍ بِصَدري
وَما عابَ الزَمانُ عَلَيَّ لَوني
وَلا حَطَّ السَوادُ رَفيعُ قَدري
إِذا ذُكِرَ الفَخارُ بِأَرضِ قَومٍ
فَضَربُ السَيفِ في الهَيجاءِ فَخري
سَمَوتُ إِلى العُلا وَعَلوتُ حَتّى
رَأَيتُ النَجمَ تَحتي وَهوَ يَجري
وَقوماً آخَرينَ سَعَوا وَعادو
حَيارى ما رَأوا أَثَراً لِأَثري
وقال عنترة أيضًا:
هاجَ الغَرامُ فَدُر بِكَأسِ مُدامِ
حَتّى تَغيبَ الشَمسُ تَحتَ ظَلامِ
وَدَعِ العَواذِلَ يُطنِبوا في عَذلِهِم
فَأَنا صَديقُ اللَومِ وَاللُوّامِ
يَدنو الحَبيبُ وَإِن تَناءَت دارُهُ
عَنّي بِطَيفٍ زارَ بِالأَحلامِ
فَكَأَنَّ مَن قَد غابَ جاءَ مُواصِلي
وَكَأَنَّني أومي لَهُ بِسَلامِ
وَلَقَد لَقيتُ شَدائِداً وَأَوابِد
حَتّى اِرتَقَيتُ إِلى أَعَزَّ مَقامِ
وَقَهَرتُ أَبطالَ الوَغى حَتّى غَدَو
جَرحى وَقَتلى مِن ضِرابِ حُسامي
ما راعَني إِلّا الفِراقُ وَجَورُهُ
فَأَطَعتُهُ وَالدَهرُ طَوعُ زِمامي
بهاء الدين الزهير:
مَلَكَ الغَرامُ عِنانِيَه
فَاليَومُ طالَ عَنائِيَه
مَن لي بِقَلبٍ أَشتَري
هِ مِنَ القُلوبِ القاسِيَه
وَإِلَيكَ يا مَلِكَ المِلا
حِ وَقَفتُ أَشكو حالِيَه
مَولايَ يا قَلبي العَزي
زَ وَيا حَياتي الغالِيَه
إِنّي لَأَطلُبُ حاجَةً
لَيسَت عَلَيكَ بِخافِيَه
أَنعِم عَلَيَّ بِقُبلَةٍ
هِبَةً وَإِلّا عارِيَه
وَأُعيدُها لَكَ لا عَدِم
تَ بِعَينِها وَكما هِيَه
وَإِذا أَرَدتَ زِيادَةً
خُذها وَنَفسي راضِيَه
فَعَسى يَجودُ لَنا الزَمانُ
بِخَلوَةٍ في زاوِيَه
أَو لَيتَني أَلقاكَ وَحدَكَ
في طَريقٍ خالِيَه
وبذلك نكون قد قدمنا مجموعة أشعار غرامية للحبيب لعدد من الشعراء الذين نشأوا في عصور متنوعة، نتناول مجموعة قصائد جميلة في الحب والغزل وكذلك الرومانسية للمرأة، لشعراء قدامى و معاصرون، فقد تنوع هؤلاء الشعراء بين العصر الجاهلي الذي تواجد قبل الإسلام وكذلك شعراء من العصر العباسي وأيضا الأموي والعصر الحديث، وهؤلاء الشعراء قاموا بإعطاء اهتماما خاصا بهذا النوع من الشعر لكي يصفوا مشاعر الأحبة، ونتمنى أن نكون قد قدمنا أشعار جميلة تجدو بها ما يعبر عنكم أجمل التعبير بارق الكلمات.