محتوي الموضوع
إن أساليب الكلام والخطاب بين الناس في اللغة العربية كثيرة جداً ، ففي بعض الأحيان نلجأ للنهي ، أو للأمر ، أو للرجاء ، أو للتمني ، أو للتعجب ، أو للشرط ، وكل هذا يرجع لما يقتضيه الحال ، وما يتناسب مع المقام ، فالقاعدة المعروفة تقول بأن لكل مقام مقال ، ومن الأساليب المستخدمة باللغة العربية هو أسلوب الاستفهام ، ومما هو جدير بالذكر أن لكل أسلوب من أساليب اللغة العربية له تعريف وأدوات تميزه عن غيره من الأساليب بعلم النحو ، وفي تعريف الاستفهام قيل أنه الاستعلام عن شيء ما ، ويقال بأن الاستفهام هو طلب حصول صورة الشيء بالذهب ، فلو حصلت تلك الصورة يكون التصديق ، ولو لم تحصل فيكون التصور ، وسوف نستعرض لكم في هذا المقال أدوات الاستفهام والتعريف بها وكيفية إعرابها فتابعوا معنا.
ما هي أدوات الاستفهام:
- إن أسلوب الاستفهام يعد من الأساليب المستعملة كثيراً بلغتنا العربية ، حيث لابد من توجيه الاستفسارات والأسئلة عند حصول أشياء عديدة ، ولا يمك أن يفي بهذا الغرض إلا أسلوب واحد فقط ألا وهو أسلوب الاستفهام ، ويجب أن يكون للأسلوب هذا أدوات تمكن المتكلم من استعمال الأسلوب بالطريقة الصحيحة ، وتتنوع أدوات الاستفهام ما بين الحروف والأسماء ، والفرق هو أن الحروف تكون فقد من أجل الدلالة على المعنى ، بمعنى لا محل إعراب لها ، لكن الأسماء تكون ذات محل إعرابي.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عامة عن اللغة العربية
حروف الاستفهام:
إن للاستفهام حروف معينة ، لكل حرف منها استعمالات محددة تؤدي لغرض مختلف ، وهي ثلاث سنذكرهم الآن:
الهمزة:
- إن الهمزة تستعمل للاستفهام عن المفرد ، وعموماً تصبح الإجابة عنها بتحديد أحد الأمرين ، ويجب أن تأتي بعدها أم العاطفة كما في السؤال الآتي : (أمحمد فاز أم خالد؟) ، كما تستعمل الهمزة من أجل طلب التصديق ، والاستفهام عن حقيقة محددة.
- حيث تصبح الإجابة عندها بنعم أو لا كما في السؤال الآتي : (أقرأت كتاب البلاغة؟) ولها الصدارة بالجملة لهذا تتقدم على حروف الجر ، وعلى إن ، وحروف العطف ، والمفعول به ، لهذا تأتي الهمزة ببداية الجمل سواءً أكانت الحملة أسمية أم جملة فعلية.
هل:
- وقد ورد حرف الاستفهام هل حوالي 80 مرة بالقرآن الكريم ، وهو يأتي عموماً مع الجملة الفعلية كـ: (هل قرأت سلمى القصة؟) ، وأيضاً يدخل على الجملة الأسمية لو لم يكن خبرها جملة فعلية كـ: (هل السؤال صعب؟) ، كما يستعمل من أجل طلب التصديق فقط.
- ويكون جوابه عندها بنعم فقط ، ولو دخلت هل على الفعل المضارع تصرف للمستقبل فيكون السؤال عن المستقبل لا الوقت الحاضر كـ: (هل تدرس؟) ، أي هل ستدرس؟ ، كما أن هل لا تدخل على حرفي الفاء أو الواو العاطفة ، بل تأتي بعدها فتكون كـ: (وهل كنت مع رامي؟) فمن الخطأ أن نقول : (هل وكنت مع رامي؟).
أم:
- إن لحرف أم أوجه كثيرة ، فقد تدخل على المفرد كـ : (أمحمد عندك أم علي ؟) ، وقد تدخل على الجملة كـ : (أقام محمد أم قام علي ؟) ، وقد تأتي موازنة أيضاً لا تستعمل أداة الاستفهام (أي) كقولنا : (وفاء عندك أم سارة) ، فهنا قد أدت الغرض ذاته الذي تؤديه (أي) حينما نقول : (أي هما عندك وفاء أو سارة ؟) فالجواب هنا على أم يجب أن يكون من خلال تحديد المسئول عن الفعل.
- وأيضاً الحال بالجواب عن أي ، فلا يكون الجواب مثلاً هنا بنعم أو لا ، كما أن استعمال أم أيضاً قد يأتي لنفس السبب الذي يستعمل به حرف الاستفهام الهمزة ، فعلى سبيل المثال نقول : (أم تريدون دراسة المادة كاملة؟) وهي هنا استعملت بنفس معنى الهمزة حين نحولها إلى : (أتريدون دراسة المادة كاملة ؟) ، بالإضافة إلى أن حرف الاستفهام أم قد يكون منفصل ببداية الجملة أو بين جملتين ، أو من الممكن أن يكون متصل كاتصالها بمن الاستفهامية ، وذلك في قوله تعالى : {أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه}.
أسماء الاستفهام للعاقل وغير العاقل:
- من : وهو اسم استفهام للعاقل ، ومثال عليه : (من كسر الزجاج ؟) ، فيصبح الجواب عن الشخص الذي فعل ذلك.
- أي : وهي استفهام للعاقل وغيره ، ومثال عليه : (أي نوع من الفاكهة اشتريت ؟) ، فيصبح الجواب هنا تحديد الفاكهة ، والفاكهة غير عاقل.
- ما : وتستعمل لغير العاقل ، ومثال عليه : (ما الأمر الذي اختلفتم فيه ؟) ، فيصبح الجواب هنا تحديد الأمر الذي قد تم الاختلاف عليه والأمر هو شيء غير عاقل ، ومن الممكن أن تتصل (ما) بإحدى حروف الجر كـ(عن) فيتم حذف ألفها وتكون (عم) أو تتصل بحر الجر (بـ) فتكون (بم) ، أو من الممكن أن تتصل بالاسم الموصول (ذا) وتكون (ماذا).
للمزيد يمكنك قراءة : اسئلة اللغة العربية
أسماء الاستفهام عن الزمان والمكان:
- متى : وتستعمل من أجل الاستفهام عن الزمن المطلق ، ومثال عليه : (متى تعود أختي من لبنان ؟).
- أيان : وهي اسم استفهام يستعمل للزمان المستقبل ، ومثال عليه : (أيان الموعد النهائي ؟).
- أين : وتستعمل من أجل الاستفهام عن المكان ، ومثال عليه : (أين تمكثون غداً).
- أنى : وهي اسم استفهام يستعمل للمكان ، والزمان ، وتعيين الحال ، ومثال عليه : (أنى تذهبون ؟) ، وتأتي هنا بمعنى متى ، أما لو كان السؤال عن المكان فتصبح : (أنى لك هذا الكرسي ؟) بمعنى من أين لك الكرسي ؟ والإجابة تأتي عن تعيين الحال وكيفية حدوثه كقولنا : (أنى يكون له هذا الجهاز ؟) أي كيف يكون له؟
أسماء الاستفهام عن الحال والعدد:
- كيف : وهو اسم استفهام هدفه تعيين الحال ، بمعنى السؤال عن الحال ، كقولنا : (كيف حالك ؟ وكيف يزيد ؟).
- كم : وهم اسم استفهام يستخدم كناية عن عدد ، كقولنا : (كم كتاباً عندك ؟).
أنواع الاستفهام:
إن الاستفهام باللغة العربية يقسم لقسمين ، وهما على النحو الآتي :
- استفهام حقيقي : وهو معنى من المعاني ، ويتم فيه طلب المتكلم من السامع أن يعلمه ما لم يكن معلوماً لديه من قبل.
- استفهام مجازي : وهو استفهام لا يريد المستفهم إجابة منه ، فكل ما يريده هو أن يصل معان أخرى للمستمع ، ومن الأمثلة على الاستفهام التوبيخي على فعل ما : (أمرة تدرس ومرة لا تدرس ؟) واستفهام التنبيه كقولنا : (أين تذهب من عاقبة فعلتك ؟) ، والتعجب كقولنا : (هل هذا معقول ؟) ، ذلك بالإضافة لمعان أخرى للاستفهام وفيها لا يطلب السائل جواباً محدداً كالافتخار ، والتقرير ، والنهي ، والترغيب ، والتمني ، والدعاء.
للمزيد يمكنك قراءة : علامات الترقيم
إعراب أدوات الاستفهام:
إن أدوات الاستفهام تعرب كالآتي:
- حرفا (الهمزة وهل) : إن الحرفين هذين لا محل لهما من الإعراب ، فيصبح إعرابهما بالجملة : (حرف استفهام لا محل له من الإعراب).
- أدوات الاستفهام الدالة على الظرفية : كمتى وأيان ، فيصبح إعرابهما : (ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه).
أدوات الاستفهام (ما ، من ، ماذا ، منذا) ، وتعرب على النحو الآتي:
- بمحل رفع خبر مقدم لو أتى بعدها اسم معرفة ، ومثال عليه : (منذا الذي يقرأ الدرس ؟).
- بمحل رفع مبتدأ لو أتى بعدها اسم لكرة ، ومثال عليه : (من قارئ القصيدة ؟) ، أو فعل لازم كـ : (من أكل التفاحة ؟) ، أو فعل متعد استوفى مفعوله كـ : (من صمم المدرسة ؟).
- بمحل نصب مفعول به مقدم لو أتى بعدها فعل متعد لم يستوفي مفعوله ، ومثال عليه : (ماذا كتبت ؟) ، أو بمحل نصب مفعول به ثان لو أتى بعدها فعل متعد لمفعولين ولم يستوف مفعوله الثاني ، ومثال عليه : (من تظن نفسك ؟).
- أداة الاستفهام أي : وهي حرف معرب وذلك بحسب موقعه من الجملة ، وذلك على خلاف باقي أدوات الاستفهام ، فعلى سبيل المثال لو سبقت بحر الجر كـ : (بأي) فيتم إعرابها اسم مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره ، ولو كانت مبتدأ كـ : (أي الرجلين حضرا ؟) ، فيتم إعرابها مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، ومثلاً يتم إعرابها هنا على أنها مفعول به مقدم (أي الضيوف استقبلت ؟).
للمزيد يمكنك قراءة : كيف تعرف عن نفسك باللغة العربية