البراق في رحلة الاسراء والمعراج بشكل مفصل للكاتب : أحمد بهجت
كانت رحلة الإسراء والمعراج تكريمة لنبينا، نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، وتشريفا له وايناسا وكشفا لبعض الأسرار امام قلبه، لم تستمر الرحلة سوى بضع ليلة واحدة، أسري فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى القدس، ومن بيت المقدس عرج به إلى السموات العلى حتى وصل إلى ما لم يصل إليه أحد من قبله من الأنبياء أو الملائكة عند سدرة المنتهى، حتى رأی من آيات ربة الكبرى.
كانت مطيته في رحلته المقدسة البراق فكيف هو البراق؟ وكيف كانت سرعته ومن كان دليل محمد صلی الله عليه وسلم في الرحلة؟ وكيف بدأت الرحلة؟ وما أحداثها؟ وما مغزی تلك الأحداث؟ هذا ما يعرضه لنا الكاتب الإسلامي أحمد بهجت ، بأسلوب يتميز بالشفافية والروحانية، ويروي لنا الرحلة كلها على لسان البراق في هذا المقال عبر موقع احلم وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : إسلاميات .
البراق
مخلوق فوق قوانين الزمان والمكان، يعكس مظهره الوداعة البالغة، وتمور حقيقته بقوة لا حدود لها، أراد له الله أن يتشكل في صورة دابة تقل النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته المعجزة
رحلة الإسراء، وقد قال صلى الله عليه وسلم في وصفه إنه دابة تقع بين البغل والحمارأي أنه أكبر قليلا من الحمار وأصغر قليلا من البغل.
کم تبلغ سرعة البراق؟
أسرع ماعرفه الإنسان في تاريخه العلمي حتى اليوم هو سرعة الضوء، فالضوء يقطع مليون كيلومتر في ثلاث ثوان وثلث الثانية، أما البراق فيتحدث عن سرعته قائلا: تسألون عن سرعتي أنا؟! إنني أبتسم إشفاقا من بطء الضوء، إن نقطة الصفر في سرعتي هي سرعة الضوء، فأنا أسرع من البرق لأنني البراق، أنا الأداة المعجزة التي تنتمي للعالم العلوي، وتحمل الأنبياء في معراجهم، أنا الدابة التي كان لها شرف حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس، وكان لها شرف الارتفاع به في الأكوان والعوالم، وكان لها شرف الصعود به إلى سدرة المنتهي ثم عادت به صلى الله عليه وسلم إلى بيته قبل أن يبرد فراشه.
لا أعرف الزمن، أو فلنقل إنني أعرفه وأتجاوزه، منحني الله القدرة على تجاوزد، أيضا لا أعرف المكان. إنني حين أسير أملك قوة قادرة على النفاذ في أي قوة مناوئة تعترضني، والتخلص من أي جاذبية تشدني سواء كانت شهابا أو نيزكاً او كوكباً او نجماً، إنني اسير في الكون كله بسرعة تخترق ذارت
الأشياء وتبتعد عنها قبل أن تتحس الذرات أو تدرك أنها اخترقت، إن سرعتي هي سري الأكبر، فهكذا خلقني الله ويسرني لما خلقت له.. كيف بدأت رحلة الإسراء؟ تشكل جبريل عليه السلام. على هيئة إنسان لا يرى عليه أثر السفر، ودخل المسجد الحرام في مكة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما، تقدم جبيل من النبي وشق صدره وطهر قلبه وغسله وثبته وأعده لهذه الرحلة، ثم قاده خارج الحرم، حيث اعتلى ظهرالبراق وانطلق الموكب تظللة السكينة إلى المسجد الأقصى في القدس، مصداقا لقوله تعالى في سورة الإسراء: (سبحان الذي أسرى بعبده اليمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لتريه من آیاتنا إنه هو السميع البصيرا.
کم كان وقت الرحلة من مكة إلى القدس وما دلالتها؟
استمرت الرحلة من مكة إلى القدس صفرا من الزمان، يقول البراق، وصلت إلى القدس طائرا فهدأت من سرعتي وطفت حول المدينة مرة ليراها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم هبطت في البقعة التي حددها الحق بالمسجد الأقصى، لم يكن في القدس يومئذ مسجد، ولقد سبق القرآن بهذه النبوءة الرسوله، وبشرد أن البقعة التي هبط فيها في القدس سوف تتحول إلى مسجد يبنيه أتباعه من المسلمين وهم سيفتحون إيلياء ويحررونها من عباده العباد إلى عبادة الله.
وفي القدس اصطف أنبياء الله السابقون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، إبراهيم ونوح وموسى وعيسى واسحق ويعقوب ويونس واسماعيل حول رسول الله صلى الله عليه وسلم | وأبلغه جبريل أمر ربه بأن يصلي بهم | إماما، فكبر الرسول صلى بأنبياء الله | ركعتين قرأ فيهما القران. فأبکی الأنبياء، واتضحت دلالة ما حدث، أن معنى هذا الحدث هو تحول القيادة من أمة إلى أمة ومن بلد إلى بلد ومن ذرية إسرائيل إلى ذرية إسماعيل، إن هاتين الركعتين في المسجد الأقصى كانتا إعلانا عن كون الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى خلقه، وهي كلمة مهد لها كل أنبياء الله السابقين، وشهدوا لها حين جاءت، ثم ها قد حان الوقت ومنح اللواء سيد التوحيد وأمير الأنبياء وخاتمهم.
كيف بدأت رحلة المعراج؟
يقول الكاتب على لسان البراق تقدم جبريل الرسول وأمسك الجامي وتقدم الرسول فاعتلى ظهري، وانطلق جبريل فانطلقنا، خرجنا من غلاف الأرض وانطلقنا، تبدو الأرض من بعيد كأنها كرة تغطي وجهها المياه وهي معلقة تدور في الخلاء لا تمسكها إلا يد القدرة الخالقة، زایلنا مجرة الأرض، وخلفنا بعدها آلاف المجرات، ولم نزل نرى الأفلاك حتى انتهينا إلى آخر مجرات النجوم، ومضينا نصعد، انتهى الكون البادي هنا وبدأ الكون الخفي .
السموات العلى
وفي السموات السبع التقى الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، فكان يحييهم ويستمع إلى نصحهم ويستفيد من تجربتهم مع أممهم التي أرسلوا إليها فالتقى أدم أبا البشر وأبا الأنبياء عليه السلام، وفي السماء الثانية التقى نبیین کريمين هما عیسی ابن مریم ويحيى بن زكريا عليهما السلام. وفي السماء الثالثة كان يوسف عليه السلام، وفي السماء الرابعة التقي نبي الله إدريس عليه السلام، وفي السماء الخامسة التقي هارون وزير موسي وشقيقه وفي السماء السادسة التقي موسي كليم الله عليه السلام اما في السماء السابعة فالتقي ابراهيم خليل الرحمن، وجد محمد صلي الله عليه وسلم الذي لاحظ شدة شبهه به .