مجتمع

اليوجينيا الدينية – رؤيتها والفرق بينها وبين التطور الطبيعي

اليوجينيا الدينية – رؤيتها والفرق بينها وبين التطور الطبيعي ، فمن المعلوم لدى البشر ومنذ زمن بعيد بأن الإنجاب هو نعمة من عند الله سبحانه وتعالى ، وقد ذكر الخالق جل في علاه في القرآن الكريم أمثلة كثيرة على تمني أنبيائه وسائر المؤمنين للذرية ، وقد دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام خالقه وقال : {رب هب لي من الصالحين} (سورة الصافات) ، وقد قال الله عز وجل عن نبيه زكريا عليه السلام في القرآن الكريم : {إذ نادى ربه نداء خفيا ، قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً} (سورة مريم) ، بالإضافة لقوله تعالى : {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} (سورة الفرقان) ، وقد أمر الخالق جل في علاه نبيه شعيب عليه السلام أن يذكر أهله بأن يذكروا نعمة خالقهم عليهم ، حيث جعلهم كثرةً بعد أن كانوا قلة ، ففي القرآن الكريم يقول المولى : {واذكروا إذ كنتم قليلاً فكثركم} (سورة الأعراف).

وقد أتى ذلك المعنى أيضاً في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ، منها ما رواه الإمام النسائي وأبو دواود والإمام أحمد رضي الله عنهم بلفظ : (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) ، ومنها أيضاً : (تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) ، وهذا حديث صحيح رواه الإمام الشافعي رضي الله عنه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، والأمثلة في هذا الأمر لا حصر لها ، فكما بينا بأن الدين الإسلامي يرى في الذرية والإنجاب نعمة تتوجب الشكر عليها ، كما أن الأمم الواعية حقاً تجد بأن الإنجاب يعد قوة بالنسبة لها ، فالشخص عبارة عن قوة كامنة لأي بلد أو لأي مجتمع ، إلا أن بعض الناس قد قرروا بأن يحدثوا في هذه الفطرة خلل ، فظهر علينا ما يطلق عليه اليوجينيا ، وفي هذا اليوم سوف نتعرف على اليوجينيا الدينية – رؤيتها والفرق بينها وبين التطور الطبيعي.

 ما هي اليوجينيا:

  1. إنها كلمة مشتقة من الإغريق ومعناها الفرد الأصيل ، وتعني تحسين النسل أو العرق ، ويحدث ذلك التحسين من خلال انتقاء سلسلة من الناس ممن لديهم صفات وراثية تريدها الدولة ، فتقوم بتشجيعهم على الزواج من أشباههم حتى يقوموا بالتكاثر!
  2. وقد أتت هذه الفكرة الشيطانية من البريطاني فرنسيس جالتون ، الذي قام بصياغة هذا المصطلح في العام ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانون في موضوع نشره تحت اسم (الموهبة الوراثية والطبع).
  3. وفي العام ألف وتسعمائة وأربعة ميلادياً قام الرجل بتعريف ذلك العلم على أنه دراسة العوامل التي يمكن أن تراقب من خلال المجتمع ، وتستطيع أن ترفع الصفات العرقية لكافة الأجيال المقبلة أو أن تقلها من الجهتين : الجهة الجسمية والجهة العقلية.
  4. وفي السنة ذاتها بدأ الرجل في إلقاء محاضرات حول تحسين النسل ، وكان غرضه هو أن يمنع الناس من التكاثر وخصوصاً المعاقين ، ولا بد وأن ينشط تكاثر الأفضل بالجينات حتى يقوم بتحسين الجنس البشري من وجهة نظره!

الفارق ما بين التطور الطبيعي واليوجينيا:

  1. من المهم للغاية أن نفرق ما بين نظرية التطور الطبيعي أي الإنجاب ، واليوجيا التي تعني استبدال الإنجاب الطبيعي من خلال إنجاب يتم الاعتماد فيه على تحسين العرق ، والتقليل من النسل الذي يحمل صفات ليست مرغوب بها بغرق تنقية النسل والعرق!
  2. فوفقاً لمصطلح اليوجينيا يوجد أشخاص يستحقون أن ينجبوا أكثر من أشخاص آخرين ، ولمصطلح اليوجينيا صنفان أولاهما : إيجابي أما الثاني فهو سلبي ، فالصنف الإيجابي يحث على تحسين النسل عن طريق تحفيز من لديهم صفات وراثية مرغوبة ، أما السلبي في الأمر ألا وهو عن طريق منع المنحطين بيولوجياً من أن ينجبوا بأكثر من وسيلة.

رؤية اليوجينيا:

  1. يرى شخص مثل ألوين يونج بأن انتشار مرض مثل الإيدز على سبيل المثال قد قضى على عدد ضخم من البشر في العام ، وقد جعل من جنوب القارة الأفريقية أغنى بنسبة خمسة في المائة ، حيث نقص معناه توزيع الموارد على عدد قليل مما كانوا عليه.
  2. وقد قال الاقتصادي الشهير جيفري ساتشز في كتابه بأن زيادة السكان قد جعلت المياه العذبة يذهب قسم كبير منها يبلغ سبعون في المائة من أجل ري المحاصيل الزراعية من أجل تغذية البشر!

تجارب الدول:

  1. تجربة الصين : لقد أصدرت البلاد سياسة في سنة ألف تسعمائة وثمانون حتى يومنا هذا ، تلك السياسة تقضي بالحد من معدلات الإنجاب حتى وصلت لطفل واحد فقط للشخصين المتزوجين ، وقد ميزت من يلتزم بهذه السياسة بدعم مادي مغري ، وقد فرضت عقوبة رادعة على من يخالف هذا الأمر من الممكن أن تصل في بعض الحالات للإجهاض الإجباري.
  2. تجربة الهند : لقد أصدرت رئيسة وزراء الهند في العام ألف وتسعمائة وست وستون سياسة لإجبار الرجال على التعقيم الإجباري ، وذلك من أجل التقليل من زيادة النسل ، وفي سنة واحدة فقط قد تم تعقيم أكثر من ثمانية مليون هندي ، وبعد أن أوقفت تلك السياسة الجائرة صارت البلاد في المرتبة الثانية من حيث أكبر الدول عدد سكان ، والبلاد في المركز الـ10 اقتصادياً.

للمزيد يمكنك قراءة : افضل طريقة لمنع الحمل

للمزيد يمكنك قراءة : وسائل تنظيم النسل

للمزيد يمكنك قراءة : حكم تحديد النسل

إلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقال الليلة وقد تحدثنا في هذا المقال حول اليوجينيا الدينية – رؤيتها والفرق بينها وبين التطور الطبيعي ، انتظرونا قريباً للمزيد من أجدد المواضيع التي تهمكم!

اسلام عمر

أقوم بكتاب الشعر، واعمل كمحرر وكاتب محتوي ترفيهي في العديد من المنصات، احب الرياضة وخاصة رياضة جمال الأجسام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى