مجتمع

اهمية الحوار | كيف نصنع حوار بناء في مجتمعاتنا؟

اهمية الحوار، في البداية الحوار هو وسيلة التواصل بين الناس، فالإنسان يتحاور مع اخوه الإنسان في موضوع ما قد يكون في كرة القدم إذا كان بين مجموعة من الشباب او في امور المطبخ إذا كان بين مجموعة من الفتيات، او قد يكون في مواضيع الإقتصاد إذا كان بين مجموعة من الخبراء الاقتصاديين، في كل الأحوال الحوار له اهمية كبيرة في حياتنا، فبه نتطور فالدكتور الجامعي يتحاور مع تلميذه لإعطاءه المعلومات، وبه نتقدم حيث يفتح مداركنا، فالحوار ليس شيء هامشي بل هو شيء نمارسه بشكل مقصود او غير مقصود في حياتنا اليومية، وفي السطور التالية سوف نتعرف علي الحوار واهمية الحوار في حياتنا اليومية وكيف نصنع حوار بناء لا هدام في مجتمعاتنا.

ما هو الحوار؟

دعونا نبدأ بالحديث عن ماهية الحوار في الأصل، ما هو الحوار؟ الحوار بكل بساطة هو التواصل بين فردين او اكثر بلغة يفهمها كل الأطراف حول موضوع معين مشترك، فالفردين او اكثر هم مثلًا صديقان او اخان يتحدثنا بلغة يفهمها كل الأطراف وفي حالتنا اللغة العربية او اللغة العامية وحول موضوع معين مشترك هو مثلًا الزواج او اخر الاخبار في البلاد، ويبدأ كل طرف من الطرفان بطرح افكاره في الحوار بأسلوبه وبطريقته الخاصة التي يراها صحيحة لهذا الطرح وكذلك الطرف الآخر، ولا ننسي بالذكر ان الحوار قد يكون مع الذات، حوار النفس لا يقل اهمية عن الحوار مع الآخرين، وفي الفقرات القادمة سوف نتحدث عن تلك النقطة بشكل من التفصيل، فالحوار هو طريقة الاتصال بين البشر سواء بشكل مباشر الاطراف امام بعضها او عن بعد في الهاتف مثلًا او في مقابلة اونلاين.

ستحب قراءة: كلام مؤثر 

انواع الحوار

ينقسم الحوار إلي عدة انواع من اهمها:

الحوار البناء : هو نوع الحوار الذي هدفه الخروج منتصرين، هو نوع الحوار الذي يركز علي الفكرة لا علي الشخص او بمعني ادق هو التركيز علي عدم الهدم بل الوصول لحلول، بل عدم الخوض في النقاط السلبية وزيادتها سوءًا بل التصحيح منها والتقدم خطوة للأمام في نهاية هذا الحوار.

الحوار الهدام : من إسمه هو يسعي للهدم، لهدم الفكرة، لهدم الشخص، لهدم المنظومة، للخسارة كما نقول، هو حوار لا فائدة منه سوي طرفان يتصارعان فقط ولا يصلان إلي حل في النهاية، طرفان كل منهم يريد فقط إثبات انه صحيح بعيدًا عن مضمون فكرته التي قد تكون في الأصل خطيء، لكن هو يقوم بالدفاع المستمين عنها كأنه الطرف الآخر يهاجمه هو لا فكرته، وللآسف الكثير يقع في هذا الفخ السلبي ومنتشر بشكل كبير في مجتمعاتنا الحالية.

اهمية الحوار

اهمية الحوار كثيرة قد تنتبه لها بشكل مباشر او تمارسها بشكل غير مباشر دون ان تقصد في ظل الروتين اليومي الخاص بك ومن اهمية الحوار:

  • الحوار هو بوابة التواصل بين الكائنات الحية، فالإنسان لا يستطيع العيش دون الحوار في حياته، سيصاب بالجنون إن لم يحدث حوار بشري مباشر مع الطرف الآخر.
  • الحوار هو وسيلة لحل المشكلات، فالمشكلة هو شيء معقد يتطلب وجود اطراف يتحاورون سويًا للوصول إلي حلها.
  • الحوار هو الطريق للنهضة، فالحوار يغير من التفكير، فإذا كنت تتحاور مع شخص أعلي منك في العلم، فسوف تستفيد من علمه وتطور من تفكيرك وتقضي علي الأفكار القديمة السلبية والتي كنت تظنها ثوابت.
  • الحوار يجعل منك إنسان حضاري خصوصًا إن كنت تتبع نوع الحوار البناء للوصول إلي حلول، فهنا أنت انسان حضاري يسعي إلي المشاركة المجتمعية المفيدة والتغيير في البيئة المحيطة وتطويرها، والناس تحب هذا النوع من الشخصيات التي توجد الحلول لا المشكلات ويكون التحاور معها مفيد وشيق.

ستحب قراءة: فوائد المطالعة

كيف نصنع حوار بناء في مجتمعنا

اتينا إلي النقطة المهمة في الموضوع، كيف نصنع حوار بناء في مجتمعاتنا؟ الموضوع في الحقيقة سهل لكن يعوقه مجموعة من الصعاب التي ترسخت في عقولنا وعقول الاجيال الحالية والسابقة والقادمة التي تتعلم منا إلا من رحم ربي في كل هؤلاء، الصعاب هي الجهل والمرض والتعصب، اصبحنا لا نبحث عن العلم وتحصيله فنجد انفسنا في الحوار نتكلم فيما لا نفقه ونعطي آرائنا في امور لا نعرف حتي اساسياتها فنجد مجموعة من الجهلاء يتكلمون ويخرجون في النهاية بخراب كبير والأسوأ ان يكون هؤلاء ذو سلطة ويفرضون هذا الجهل علي الآخرين .

والمرض المقصود به المرض النفسي الذي يعتلي الكثير من الناس التي تري انفسنا في الاتجاه الصحيح رغمًا عن انوف الناس ويقومون بقوة بضرب اراءهم – التي قد تكون صحيحة في غالب الامر- عرض الحائط ولا يري اي شيء إلا مفاهيمه فقط وهو من اسوأ الناس في هذه الدنيا في التعامل، والتعصب الذي يكمل المعادلة السيئة فقد تكون عالم ولك افكار عظيمة لكن لست الاعظم فقد يكون هناك من هو اكثر منك علمًا في مجالك او في موضوع الحوار المطروح، فتجد في بعض الاحيان تعصبه لرأيه يغمي عينيه عن علم عظيم وافكار مميزة والأسوأ ان يكون التعصب في شخص جاهل في الأصل، هنا كارثة حقيقية.

دعونا إذا نفكر كيف نصنع حوار بناء في مجتمعنا؟ 

  • حاول ان تناقش الفكرة لا الأشخاص.
  • حاول ان يكون هناك نقطة اتفاق تنطلقان منها في الحديث.
  • حاول ان لا تجرح الطرف الآخر بكلامك بحجة ان هذا هو الحق بل هو وقاحة وسيتحول النقاش إلي حلبة مصارعة.
  • الأحق احق ان يتبع مهما حدث فلا تنسي ذلك.
  • حاول الوصول إلي الحلول لا التركيز علي المشكلة.
  • تماسك اعصابك مع السفيه واحكم ضربتك بالمنطق ولا تنجر إلي أسلوبه في الكلام.
  • كن جميل الابتسامة وذو كلام طيب عذب لا يتلفظ منك اي كلام سيء حتي لو كان منطقك صحيح.
  • ركز مرة ثانية علي ان تصل لحلول في نهاية الحوار.
  • تناقش علي قدر المستوي، فعندما تتناقش مع الشباب تحدث علي قدر مستواهم وبأسلوب يفهمونه، وعند الحديث مع العالم تحدث بأسلوبه، وعند الحديث مع الأطفال تحاور معهم باللغة المناسبة لهم.
  • تذكر انك ستقابل انواع من الناس تحب الصراع في الحديث فلا تلتفت لهم واخرج من الحوار فورًا.

ستحب قراءة: دور العلم في حياتنا اليومية 

في النهاية قد يكون تعلم الحوار البناء امر صعب في البداية لانه يتطلب الكثير من المهارات مثل تعلم الهدوء وتماسك الاعصاب والتركيز علي الفكرة والبعد عن المغالطات المنطقية مثل مغالطة رجل القش وغيرها، لكن طالما انت تحاول التطوير من نفسك وافكارك بالقراءة والتعلم والتمسك بمباديء دينك قبل اي شيء فأنت علي الطريق الصحيح بلا شك.

في الأخير إذا اعجبتك مقالتنا بعنوان اهمية الحوار | كيف نصنع حوار بناء في مجتمعاتنا؟ فيمكنك مشاركتها علي مواقع التواصل الإجتماعي لتعم الفائدة بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button