تعددت المصادر في اسم أبي هريرة رضي الله, حيث كان اشهرها «عبد الرحمن بن صخر», «عمير بن عامر»,«عامر بن عبد غنم», «عمر بن عبد شمس» فقد كان أبي هريرة رضي الله من اليمن من قبيلة دوس, وكان الرسول يحب اهل اليمن ويصفهم برقة القلوب, والحكمة الايمانية والفقة ,وكان اسلام أبي هريرة رضي الله في عام خيبر حيث شهد غزوة خبير مع رسول الله ,وشارك فيها وعندما هاجر الي المدبنة سكن المسجد النبوي .
كان أبي هريرة رضي الله في معية النبي لمدة اربع اعوام, فقد كان ملازما له ويخدم رسول الله ,وشاركه في العديد من الغزوات, مثل فتح مكة وكان الرسول يحب أبي هريرة رضي الله ويدعو له, حيث قال( اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
وصف رسول الله أبي هريرة رضي الله بشدة ايمانه وكثرة عبادته, وانه كان كثير القيام والصوم ويروي عنه أبو عثمان الهندي قال: (تضيَّفتُ أبا هريرةَ سبعًا فكان هو وامرأتُه وخادمُه يعتقِبونَ الليلَ أثلاثًا يُصلِّي هذا ثم يوقظُ هذا ويصلِّي هذا ثم يرقدُ ويوقظُ هذا قال قلتُ يا أبا هريرةَ كيف تصومُ قال أما أنا فأصومُ من أولِ الشهرِ ثلاثًا فإن حدث لي حادثٌ كان آخرَ شهري) [الألباني].
أقراء ايضا:ابي ايوب الانصاري قصته وفي أي معركة توفي
تعريف بأبي هريرة صفاته وفضائله
اشتهر أبي هريرة رضي الله بسرعة الحفظ والذكاء, مع قوة الذاكرة فقد حفظ الاحاديث وكان يصاحب رسول الله كثيرا , وخالف العديد من الصحابة في اهتماماتهم, فمنهم من اهتم بالاموال ومنهم من اهتم بالتجارة, لكنه اهتم بحفظ الاحاديث وتلوتها واشتهر بحسن قوله للحديث, وقد قيل في ذلك (يقولونَ إنَّ أبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ، واللَّهُ المَوْعِدُ، ويقولونَ: ما لِلْمُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ لا يُحَدِّثُونَ مِثْلَ أحَادِيثِهِ؟ وإنَّ إخْوَتي مِنَ المُهَاجِرِينَ كانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بالأسْوَاقِ، وإنَّ إخْوَتي مِنَ الأنْصَارِ كانَ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أمْوَالِهِمْ، وكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، ألْزَمُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى مِلْءِ بَطْنِي، فأحْضُرُ حِينَ يَغِيبُونَ، وأَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ، وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَوْمًا: لَنْ يَبْسُطَ أحَدٌ مِنكُم ثَوْبَهُ حتَّى أقْضِيَ مَقالتي هذِه، ثُمَّ يَجْمعهُ إلى صَدْرِهِ فَيَنْسَى مِن مَقالتي شيئًا أبَدًا فَبَسَطْتُ نَمِرَةً ليسَ عَلَيَّ ثَوْبٌ غَيْرُهَا، حتَّى قَضَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقالَتَهُ، ثُمَّ جَمَعْتُهَا إلى صَدْرِي، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالحَقِّ، ما نَسِيتُ مِن مَقالتِهِ تِلكَ إلى يَومِي هذا) [صحيح البخاري].
كان أبي هريرة رضي الله يحب العلم ويطلبه ,وشهد له رسول الله بذلك فقد روي عنه أنه قال : (قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ: لقَدْ ظَنَنْتُ، يا أبَا هُرَيْرَةَ، أنْ لا يَسْأَلَنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ، لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قَالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِهِ) [صحيح البخاري].
كان أبي هريرة رضي الله كثير الذكر لله واشتهر بحبه للذكر, فقد قال عكرمة مولى ابن عباس: (إنَّ أبا هُرَيْرةَ كانَ يسبِّحُ كلَّ يومٍ اثنتَي عشرة ألفَ تسبيحةً، يقولُ أسبِّحُ بقدرِ ذنبي).
أقراء ايضا:أبو العتاهية وهارون الرشيد وسبب تسميته بهذا الإسم
سبب تسميته بأبي هريرة
الصحابي عبد الرحمن بن صخر الدوسي هو اول من لقب أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللقب ,حين راي رعايته لقطه واطعامها والاهتمام بها وحبه للقطط ,و يقال انه كان يضع القطة في كمه ,وكان يفضل أبي هريرة رضي الله عنه هذا اللقب أبي هر حيث قال ان رسول الله كان يلقبه بهذا اللقب, حيث كان يقول أبي هريرة رضي الله عنه(لا تُكنُّونِي أبا هريرةَ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ كنَّاني أبا هرٍّ، والذكرُ خيرٌ من الأُنْثى),وعنما سالوا أبي هريرة رضي الله عنه لماذا لقبت بهذا اللقب, قال: “كنتُ أرعى غنمَ أهلي وكانت لي هِرَّةٌ صغيرةٌ فكنتُ أضعُها بالليلِ في شجرةٍ وإذا كان النهارُ ذهبتُ بها معي فلعبتُ بها فكنُّوني أبا هريرةَ” ,فكان يفضل لقب أبي هر عن أبي هريرة.
أقراء ايضا:أبو لهب وأبو جهل وقصتهما مع رسول الله
قصص في حياة أبي هريرة
شارك أبي هريرة رضي الله عنه في العديد من المعارك في عهد الصحابة, منها حرب الردة في عهد الصحابي أبي بكر الصديق رضي الله عنه,وفتح فارس في عهد الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه, حيث عينه الخليفة عمربن الخطاب علي ولاية البحرين , وقد حدثت قصة في ذلك ان الخليفة عمربن الخطاب اتهم أبي هريرة رضي الله عنه باغتصاب بعض المال, ولكن اثبت أبي هريرة رضي الله عنه برائته وان هذا ماله الخاص, واعتزال أبي هريرة رضي الله عنه عن خلافة البحرين, فلما تاكد الخليفة عمر بن الخطاب من صدق كلامه اراد ان يعيده للولايه البحرين, ولكن أبي هريرة رضي الله عنه رفض ,وذهب بعد ذلك الي المدينة واقام فيها واشتغل في علم الحديث, وبدا في فتوي الناس في الدين ويحدثون الناس علي رسول الله .
شارك أبي هريرة رضي الله عنه في عهد الخليفة عثمان ابن عفان, في مناصرة الخليفة ونصر الامويون, وعنف مروان بن الحكم عندما منع دفن الحسن بن علي بن أبي طالب مع قبر رسول الله حيث قال له أبو هريرة رضي الله عنه: «تدخل فيما لا يعنيك ولكنك تريد رضا الغائب».
أقراء ايضا:أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة وجهاده مع الرسول