لقد قدم عالم الأرصاد الألماني (ألفريد فينجر) ، أول نظرية مفصلة وشاملة لزحزحة القارات في العام 1912 ميلادياً ، وقد بني نظريته على عدد كبير من البيانات الجيولوجية والأحفورية ، فافترض أنه خلال جميع الوقت الجيولوجي كان هناك قارة واحدة فقط ، وقد أسماها قارة (بانجيا) ، وبعدها انقسمت بأواخر العصر الترياسي الذي استمر قبل نحو مائتي واحد وخمسون مليون إلى نحو مائتي مليون سنة ، وقد بدأت أجزاؤها بالابتعاد عن بعضها البعض ، وقد أدى الانجراف الغربي للأمريكيتين لظهور المحيط الأطلسي ، وقد تزحزحت الكتلة الهندية عبر خط الاستواء ، وبعدها اندمجت مع قارة آسيا ، وقد عدل العالم الجيولوجي ألكسندر وهو من جنوب أفريقيا فرضية فينجر في العام 1937 ميلادياً ، من خلال افتراض وجود قارتين أساسيتين ، وهما : لوراسيا بالشمال ، وجندوانا بالجنوب ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على زحزحة القارات ، وحركة الصفائح التكتونية ، وغيرها من المعلومات الرائعة فتابعوا معنا.
زحزحة القارات:
- إن زحزحة القارات تعرف على أنها حركات أفقية واسعة النطاق للقارات ، وهذا بالنسبة لبعضها البعض ، وإلى أحواض المحيطات أثناء توقيت جيولوجي واحد أو أكثر ، وذلك المفهوم كان يعد مؤشر مهم لتطوير نظرية تكتونية الصفائح ، التي ساعدت بدمجها مع زحزحة القارات.
- إن الجيولوجيون يعتقدون بأن الانجراف القاري ، هو أحد أوائل الطرق التي تحركت بها القارات مع مرور الزمن ، أما الآن فقد استبدلت نظرية الانجراف القاري بعلم الصفائح التكتونية ، حيث ترجع نظرية الانجراف القاري للعالم ألفريد فيجنر.
للمزيد يمكنك قراءة : ماهي اكبر جزيرة في العالم
حركة الصفائح التكتونية:
- يوجد الكثير من الباحثين والعلماء الذين لم يتقبلوا نظرية الانجراف القاري الخاصة بفينجر ، وذلك لأن تلك النظرية لم تقدم أدلة كافية حول كيفية حدوث ذلك الانجراف أو الأنماط التي اتبعتها ، وذلك لأن فينجر قد افترض أن السبب بزحزحة القارات ناحية بعضها البعض هو دوران كوكب الأرض.
- أما في يومنا هذا فمن المعروف بأن القارات ترتكز على ألواح ضخمة من الصخور يطلق عليها الصفائح التكتونية ، والتي تتحرك وتتفاعل بصورة دائمة بعملية يطلق عليها تكتونية الصفائح ، كما تعد مناطق امتداد قاع البحر والوديان الضخمة المتصدعة واحدة من أكثر المناطق التي تشير لذلك النشاط التكتوني ، حيث كانت تلك العمليات هي القوى الجيولوجية الرئيسية وراء فرضية الانجراف القاري لفينجر.
- إن الصخور المنصهرة ترتفع من داخل الأرض بعملية امتداد قاع المحيط ، وتضيف قشرة محيطية أخرى على حافة قاع المحيط القديمة ، وتلك العملية تكون أكثر نشاط على طول سلاسل الجبال الضخمة تحت المياه المسماة باسم التلال وسط المحيط ، ومن توسع قاع البحر تنتقل القارات على جانبي التلال ، بعيداً عن بعضها البعض.
- فعلى سبيل المثال : يتم فصل الصفائح التكتونية لأمريكا الشمالية وأوراسيا بواسطة سلسة جبال وسط الأطلسي ، والقارتين تبتعد عن بعضهما البعض بنحو اثنين ونصف سنتيمتر سنوياً ، أما بخصوص الوديان المتصدعة فهي مواقع تتفكك بها اليابسة القارية ذاتها ، فقارة أفريقيا على سبيل المثال سوف تنقسم بنهاية المطاف على طول الوادي المتصدع الكبير لقارتين ، واحدة على الصفيحة الأفريقية ، والثانية على الصفيحة الصومالية الأصغر.
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي الزلازل وأنواعها
أدلة على نظرية زحزحة القارات:
- إن بقايا الأحافير الشبيهة بالكائنات الحية التي توجد بقارات مختلفة من العالم تدعم نظريتي الانجراف القاري ، والصفائح التكتونية ، فيوجد بقايا أحافير متشابهة ، كبقايا زواحف الأرض الترياسية ، والنبات الأحفوي بكلاً من أفريقيا ، وأمريكا الجنوبية ، والقارة القطبية الجنوبية ، ودولة الهند ، وأستراليا ، والتي كانت كلها تشكل قارة جندوانا.
- والتي تعد أحد الأجزاء الكبرى المنفصلة عن بانجيا قبل نحو مائتي مليون عام ، وهناك نوع آخر من الأحافير ألا وهو نوع الزواحف القديمة المزوصوروس ، التي وجدت بجنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية فقط ، حيث كانت من زواحف الماء العذب الذي يصل طوله لمتر فقط ، والذي لم يتمكن من التجول بالمحيط الأطلسي ، الأمر الذي يشير إلى أنه كانت هناك منطقة أرضية متصلة في يوم من الأيام ، وكانت توفر ملجئ له كأنهار المياه العذبة ، والبحيرات.
للمزيد يمكنك قراءة : كم عدد الدول في القارات