سورة لقمان هي من السور المكية، عدد آياتها 34 آية، وترتيبها السورة الحادية والثلاثين من المصحف الشريف، وقد نزلت بعد سورة الصافات، تقع سورة لقمان في الجزء الحادي والعشرين، وتبدأ بالحروف المقطعة “الم”، وترتيبها في المصحف الشريف بعد سورة الروم، اما سبب تسميتها بسورة لقمان فيرجع الي اسم عبد صالح رزقه الله سبحانه وتعالي بالعلم والحكمة، وقد عالجت هذه السورة الكريمة موضوع العقيدة كما أنها ذكرت الاصول الثلاثة للإيمان وهي الوحدانة والنبوة والبعث والنشور، كما ذكرت السورة وصايا لقمان الثمينة لإبنه، واشتملت كذلك علي موضوعات تعظيم الله سبحانه وتعالي والتحذير من عاقبة الشرك به، ويسعدنا ان نذكر لكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم معلومات دينية رائعة حول تعريف سورة لقمان وسبب نزولها بالاضافة الي المحاور الاساسية للسورة والموضوعات التي تناولتها، موضوع مفيد جداً ورائع نتمني ان تستفيدوا معنا بقراءته، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : إسلاميات .
سبب نزول سورة لقمان
هناك العديد من الاقوال في سبب نزول سورة لقمان، حيث اختلفت الروايات حول سبب نزولها، ومنها رواية الكلبي ومقاتل والتي تذكر نها نزلت في النضر بن الحارث الذي كان يخرج تاجراً إلى فارس ويشتري أخبار العجم بهدف روايتها الي قريش، فكان أهل قريش لا يستمعون الي احاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ويذهبون الي الاستمتاع لإحاديث هذا الرجل التي كانت تلهيهم عن سماع القرآن الكريم ، ولهذا نزلت هذه السورة التي تنهي عن لهو الحديث، اما بالنسبة للرواية الثانية لسبب نزولها فإنها تقول أنها نزلت في رجل اشتري مغنية تغني له ليل نهار، وهذا الامر نهى عنه رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم .
وقد نزلت الآية الكريمة، قال تعالي : (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [لقمان: 15] في سعد بن أبي وقاص، عندما أسلم فغضبت أمه لذلك، وقالت له : يا سعد لقد بلغني انك صبوت، فوالله لا يظلني سقف بيت من الضح والريح ولا أكل ولا اشرب حتي تكفر بمحمد وترجع الي ما كنت عليه ” ، وقد كان سعد من أحب اولادها اليها واقربهم الي قلبها، فرفض سعد أن يعود الي الكفر واصر علي اسلامه، فصبرت ثلاثة ايام دون أكل او اشرب ولم تستظل بظل حتي خشى عليها فذهب سعد بن ابي وقاص وقص علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ما حدث، فأنزل الله تعالي هذه الآية الكريم .
وعندما نزل قول الله تعالي : (الَّذِينَ آمَنُوْا وَلَمْ يَلْبِسُوْا إِيْمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) [الأنعام:82] قلنا: يا رسولَ اللهِ، أيُّنَا لا يظلمُ نفسَهُ؟ قال: ليس كما تقولونَ (لَمْ يَلْبِسُوْا إِيْمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) بشِرْكٍ ، أَوَ لم تسمعوا إلى قولِ لقمانَ لابنِهِ: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [صحيح البخاري].
محاور السورة
- تناولت سورة لقمان اهمية تربية الابناء وتقديم النصائح الهادفة إليهم، كما ذكرت وصية لقمان لابنه حيث دعا ابنه الي عبادة الله سبحانه وتعالي وحدة لا شريك له، كما وصاه ببر الوالدين .
- كما تلفت هذه السورة نظر الآباء الي احد اهم اساليب التربية، وهو الموعظة الحسنة، حيث كسب لقمان مودة ومحبة ابنه قبل أن ينصح بكل هذه الوصايا حتي يضمن استجابته لها .
- أظهرت دلائل قدرة المولى -عز وجلّ- من خلقٍ للسماوات بلا عَمَدٍ، ومن إرساء للجبال كالأوتاد.
- أنكرت السورة فكرة التقليد الاعمي وحذرت من خطورته، حيث أنكرت سلوك من اتبع قناعات الآباء والاجداد من الشرك وعبادة الاصنام دون إعمال العقل والتفكير في هذا الامر .
- وضحت السورة ان كل انسان مسئول عن عمله يوم القيامة اما الله سبحانه وتعالي وانه لا ينفع والده ولده او العكس .
- ركزت السورة كذلك علي قدرة الله سبحانه وتعالي وعلمه واظهرت عجز الانسان او احد من الخلق عن الاحاطة بشئ عن علمه، فهناك امور غيبية لا يعلمها الا الله وحده، وهي : موعد يوم القيامة، وموعد نزول المطر، وجنس الجنين في بطن الام، ورزق الانسان في المستقبل، ونهاية اجل الانسان وموعد وفاته .
