محتوي الموضوع
إن للقرآن الكريم 10 قراءات أقرها علماء الأمة ، وهي نوعان ألا وهما : القراءات المتواترة ، والقراءات الشاذة ، كما يجب أن نأخذ في عين الاعتبار أنه يوجد اختلاف في عدد تلك القراءات ، فمنهم من يرى أنها 7 قراءات فقط ، ومنهم من زاد عليها 3 قراءات أخرى ، كي تصبح بذلك 10 قراءات ، ويجب هنا أن نشير إلى أن تلك القراءات على اختلافها لا تغير بكلام القرآن ولا بمعانيه ، بل هي تختلف باللهجات ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على معنى قراءة حفص عن عاصم ، وأسباب انتشار قراءة حفص عن عاصم ، وترجمة مختصرة للشيخ عاصم وتلميذه ، وغيرها من المعلومات ، فتابعوا معنا.
معنى قراءة حفص عن عاصم:
- إن رواية حفص عن عاصم تعني بأن القارئ حفص قد التزم بطريقة قراءة القرآن الكريم ، وقد أتقنها وبرع فيها ، وحفظها بعهد تدوين أشهر القراءات الصحيحة ، ثم أصبح شيخاً فيها ، وله تلاميذ نقلوها عنه ، حيث كان العلماء يختارون أشهر القراءات لدى تدوين القرآن الكريم ، وكان لكل شيخ تلميذين ، فالشيخ هنا هو الإمام عاصم ، وتلميذيه هما : شعبة ، وحفص ، إلا أن رواية شعبة ليست شهيرة كرواية حفص ، مع العلم بأن النسبة هنا ليست نسبة اختراع ، بل هي نسبة التزام.
للمزيد يمكنك قراءة : أجمل صوت قرآن
أسباب انتشار قراءة حفص عن عاصم:
- إن قراءة حفص عن عاصم سهلة القراءة إذا ما قورنت بغيرها من القراءات الأخرى ، مع العلم بأن الله تعالى لم يوجب قراءة القرآن الكريم بكل القراءات ، بل خيرهم بقراءة الأسهل لهم.
- ومن أسباب انتشارها أيضاً اشتهار الرواية بدار الخلافة في الكوفة ، حيث كان يفد إليها التلاميذ والعلماء ، ثم انتقالها بمدينة بغداد مع انتقال حفص للمدينة ، كما قرأ بمكة التي تعتبر ملتقى علماء المسلمين ، هذا الأمر قد سهل انتشارها بمختلف مناطق العالم.
- لقد تفرغ حفص لتلك القراءة على خلاف غيره من بقية القراءة ، وشدة إتقانه له ، وقوة سنده قد أدى لتمكينها بنفوس القراء ، وساهم على انتشارها.
- من أسباب انتشار القراءة أيضاً كثرة الإقبال على تلك القراءة بالتلقين ، والتدوين ، والإقراء.
- من أسباب انتشارها أيضاً تدوين المصاحب بما يوافق تلك القراءة.
- بالإضافة إلى تسجيل القرآن صوتياً لأول مرة بتلك القراءة.
- ومن أسباب انتشارها أن هذه القراءة يتم تدريسها بالمدارس ، والمعاهد ، والكتاتيب ، والجامعات.
ترجمة مختصرة للشيخ عاصم وتلميذه:
- اسمه (عاصم بن عبد الله بن بهدلة أبي النجود الكوفي) ، واسم أمه (بهدلة) ، وهو تابعي جليل ، وكنيته هي (أبو بكر) ، ويعد أحد القراء السبعة ، مع العلم بأن إسناده بالقراءة ينتهي لعلي بن أبي طالب ، ولعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنها ، ونشير هنا إلى أن الشيخ قد توفي في العام 120 هجرياً ، رحمه الله تعالى.
- هو (حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز) وقد سمي بهذا نسبةً لبيعه الثياب ، وكنيته هي : (أبو عمر) ولقبه هو (حفيص) ، مع العلم أنه أخذ القراءة بالتلقين وعرضاً عن عاصم ، ونشير هنا إلى أن الشيخ قد توفي في العام 180 هجرياً ، رحمه الله تعالى.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات دينية اسلامية
تاريخ انتشار القراءات في الشام:
- لقد بعث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، عدد من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم من أجل تعليم أهل الأمصار ، فكان ممن بعثهم الفاروق هو : (أبا موسى الأشعري) لمدينة البصرة ، وعبد الله بن مسعود الهذلي لمدينة الكوفة ، وأبا الدرداء الخزرجي للشام ، وكان لهؤلاء الثلاثة أثر بالغ بالفقه ، والقراءات بتلك الأمصار ، وكان وقتها أهل الشام يقرؤون بقراءة أبي الدرداء ، إلى أن بعث إليهم ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ، بعد الانتهاء من جمع القرآن بالمصحف الشامي مع المغيرة بن أبي شهاب ، فأقبل يذكر الحافظ ابن عساكر عنهم أنه : (لما قدم كتاب عثمان بن عفان إلى أهل الشام في القراءة ، قالوا سمعنا وأطعنا وما اختلف في ذلك اثنان ، انتهوا إلى ما أجمعت عليه الأمة ، وعرفوا فضله).
- وقد حدث بعض التوقف بخصوص بعض القراءات المرسومة بالمصحف العثماني من أبي الدرداء حين وصل المصحف لمدينة دمشق ، فقال في قوله تعالى في سورة الليل : {وما خلق الذكر والأنثى} ، (وهؤلاء يريدونني أن اقرأ {وما خلق} ، فلا أتابعهم) وكان يقرؤها هكذا {والذكر والأنثى} انظر لشرح ابن حجر 10/355.
للمزيد يمكنك قراءة : عبد الباسط عبد الصمد