الحياة مليئة بالتناقضات التي لا يسلم منها إنسان، فالإنسان في سيرة حياته يمر بعدة مشكلات وتعصف به بعض الكوارث وهو في طريقه نحو الحياة، وهو في طريقه إلى الطموح، وهو يسعى إلى الوصول، والعاقل في هذا الطريق المليء بالأشواك عليه أن يتحسس نفسه وعقله وكيانه ووجوده ليدرك الفرق بين الأشياء، وليعلم الحق من الباطل، والكذب من الصدق، ولا بد أن تخطر في بال الإنسان وهو على هذه الحال الكثير من الخواطر عما لاقاه في حياته، عما اكتنفه قلبه واحتقبه فؤاده من أشياء وأفراح وأحزان ومحاسن ومساوئ، والإنسان يحب أن يعبر عن خلجات صدره بأحسن تعبير، لتكون منفسًا عنده يهرب إليه ويلجأ نحوه عند ضيق الطريق، فالكاتب الذي ينثر خواطره يشعر بنشوة عظيمة وهو يكتب، فهو كائن حساس متأمل تميل نفسه دائمًا نحو الرغبة في التعبير عما يكون بين جوانحه من أوجاع وأسقام وأفراح وأحزان، والإنسان الذي لا يستطيع أن يعبر عما بداخله يحب أن يستمع إلى غيره ممن يحسنون الكلام، وهذا الموضوع يتناول هذا الجانب من الحياة، وينثر الخواطر حولها بسلاسة عذبة مضيئة جميلة، ولندخل مباشرة على الموضوع.
خاطرة عن الحياة:
وفي لحظه ،، قد ينتهي كل شيء ،، لتدرك أن الحياة بكل ألوانها وأيامها لا تستحق !!.. إبدأ من الآن وإعمل للشيء الذي يستحق ،، إسأل نفسك دوما .. ماذا بنيت في دراك الآخر؟! نحن هنا اليوم ولا نعلم أين سنكون غداً ،، نعلم تماما أن شمسنا في يوما ما ستغيب .. ولكننا لا ندرك هذه الحقيقة ،، إن لم تعمل اليوم ،، فمتى ستعمل ؟!!! الإنسان يعبر الحياة مرة واحدة، لذا إن كان هناك أي احسان تستطيع تقديمه لأي مخلوق فلتفعله الآن، لأنك لن تمر من هذا الطريق مرة أخرى.
علمتني الحياة أن ليس معي إلا الله وحده وإذا تعثرت أقامني الله وإذا مرضت شفاني الله؛وإذا إفتقرت أغناني الله؛وإذا أذنبت غفر لي الله لا تخافي ولاتقلقي ولا تحزني وربگ الله معكِ في كل وقت وحين .. احيانا يكون التمرد على الذات هو من اعظم ما يمكن لانسان يشعر بالضعف والضيق ان يفعله .. اذ ان ذالك يجعله ينطلق ويحلق في عالم بلا حدود، ويحقق كل ما يصبو اليه في هذه الحياة بثقة ونجاح.
ان ما تمارسه يوميا سوف تتقنه بكفاءة عالية فعندنا تمارس القلق ستقلق لأتفه الاسباب، وعندما تمارس الغضب ستغضب بدون سبب؛ لذا مارس الطمأتينة لتتقن السكينة، ومارس التفاؤل لتتقن راحة البال، ومارس الثقة وحسن الظن بالله في حياتك، فتنعم بالسعادة والامان والخير..
مخطىء من يعتقد أن الماضي قد يمحى من ذاكرتنا ، فهذا الأخير ما نصف أحدا يوما ليخزن فقط ما أوجعه آنفا وينسيه ما أسعده وكأن الأشياء المؤلمة هي التي يعشقها ….فيعيش الشخص حينها على ذكرى دامعة وتفاصيل مخبأة وكله أمل أن يمسي ويصبح وقد تلاشت ليحملها الزمن دون رجعة ….وكم تكون خسارته فادحة ! حين يرى أحلامه وهي تسقط منه واحدة تلو الأخرى مخلفة وراءها شخصا غير الذي كان من قبل … لقد اتاه الزمن كشبح بيده عصاه ليريه الطريق التي رسمها فاختارها له غصبا ….
أكيد هنا ستصبح ذاكرته تائهة وهي تفتش على منفذ لها فلا تجد أمامها سوى النسيان كمنقذها من متاهتها التي سجنت نفسها في دائرتها المغلقة ….فيصبح همها رغبتها في تحريرها من ذكرياتها المكدسة الصامتة إلا أنها تصاب بالخذلان حين تجد النسيان قد ولى ظهره عنها غير آبه بها ليتركها في دوامتها مع ذكرياتها وهي تطحن بعضها بعضا كالرحى… فيعيش الشخص في نفس مكانه لاتزحزه أحداث ولا يمشي مع الحياة رغم اختلاف الأزمنة.
حينها يشعر بغربة كل من حوله ويتمنى لو يتخلص ويتحرر من ماضيه الذي مكث بمحاذاته يترقبه ليوقظ الحنين القابع بين ثناياه كل حين وحين … هو الماضي يبقى جزء لا يتجزأ من نفسية الإنسان يشمل تاريخه الذي خلفه وراءه ليستمر معه بعد أن كون ذاك الشخص الذي هو عليه الآن …..فكيف يعقل أن يتنكر له ؟ تنكره يعني أن يتنازل عن براءته التي كان عليها يوما وهو طفلا وأيضا عن تلك الروح الطاهرة التي كان يحملها قبل أن تشوبها أي شائبة ….
صحيح كما يقال أنه يتوجب علينا أن ننسى ما آلمنا لكي نساير لكن أكيد هناك جانب جميل من الماضي الذي لا يمكن التخلي عنه …. حتى لا يجرفنا تيار المستقبل المثقل بالضغوطات والخالي من كل الأحاسيس والمبادىء النبيلة التي كبرنا عليها ….فنضج الكبار وحكمتهم مقترن ببراءة الأطفال حتى لا تلوثهم أيدي المجهول.
من يستقبلك في نهاية يومك الطويل بشعرك الفوضوي وعينيك المتعبتين من يستقبلك بابتسامة ومن في وسط زحام هذه الحياة يتلهف لسماع احاديثك الغريبة ويضحك لنكاتك القديمة، ويؤمن باحلامك الهشة عندما يتآكلنا الحنين نختنق بالكلمات فلا هي تخرج فترتاح، ولا نحن نقوى على حبسها في رقابنا المتورمة حبك نفسي.. فكيف ارتاح ونفسي تؤلمني…
احيانا يكون التمرد على الذات هو من اعظم ما يمكن لانسان يشعر بالضعف والضيق ان يفعله .. اذ ان ذالك يجعله ينطلق ويحلق في عالم بلا حدود ويحقق كل ما يصبو اليه في هذه الحياة بثقة ونجاح .. ان لم تتراقص الارواح وتتناغم تغدو الاجساد مجرد دمى تحركها الموسيقى… ان لم تتراقص الارواح وتتناغم تغدو الاجساد مجرد دمى تحركها الموسيقى.
كبرت وصرت اعبر الشارع وحدي لكني افتقد طعم الامان الذي ذقته ممسكا طرف ثوبك .. اماه: كيف جعلتني اثق بقطعة قماش ترتدينها اكثر مما اثق بقدمي…
وابذل قصارى جهدك في احياء ما قد مات فيك، ولا تكترث لكم الفقد الذي اتاك.. انهض بنفسك.. عش.. تنفّس.. اغمض عينيك وانعم بما هو آتٍ .. الصَمتُ مُتعِب .. لكَنه يَبقى ارقى وسَيله للرَدُ عَلىِ كَثيِر مَنُ الكَلام …
قلوبنا لا تبحث عن الحب بقدر ما تبحث عن مشاعر صادقة – لا أكثر .. حٍـيَنْ تٌخـيَبْ آلُتٌوقَعآت يَكون بآقي آلُحٍـدِيَثْ إبْتٌسامة .. آلُظّروفَ هي سفَنْ للُرآحٍـلين ! أحٍـدِهم ركبهآ رغماً عنہ والآخر بإرادته .. هدوء النفَس لآ يَأتي من فَراغ فَربْمآ سكن فَ النفَس صرخـآت مرهقہ لآ حدود لہا ..! لُسنْآ على قَضٍآء الوجع ۆآلأسى نعترض ..! لكننا أرواح تفجٍعها الذكريات التي لآ تٌموت أحٍـيانا نتألم ولآ نْستطيع التعبْير .. ليس خوفاً وإنمآ نْستٌسلُم لُُمشآعرنْا ۆلُا نْعرفَ مآ نقَول … الذيَن نفتقدهم فَيَ غيابہم هم الذين يزرعون البْسمةّ في أرۆقَةّ الُحٍـزن.
كان هذا ختام الموضوع حول خاطرة عن الحياة، ونتمنى أن تكون هذه الكلمات قذ أثرت عقل القارئ الكريم ونبهت استيعابه حول مقتضيات هذه الأمور المهمة التي عصفت بها أذهان هؤلاء الكاتبين، وبلغت أفئدتهم مبلغًا فاضت من خلاله كلماتهم تحكي عما تكنه صدورهم حول معاناتهم مع الحياة وأفراحهم معها، ولا تزال الحياة تعلم الإنسان الكثير والكثير مما لا تعلمه شيء سوى الحياة، الحياة فعلا تصقل مواهب الانسان وخبراته وتنمي انسانيته الى حد كبير، وها نحن قد وصلنا إلى الختام، والله أسأل أن ييسر لكل صاحب معاناة في هذه الحياة.
رائع ………..