محتوي الموضوع
تُثير عبارة “الدار القديم” مشاعر مختلفة لدى كل شخص. فبعضها يرتبط بذكريات الطفولة الجميلة، وآخرون يربطونها بالحنين إلى الماضي، بينما يرى البعض الآخر فيها رمزًا للتاريخ والتراث.
ذكريات الطفولة:
يُعدّ الدار القديم بالنسبة للكثيرين مسرحًا لذكريات الطفولة الجميلة. فهو المكان الذي نشأوا فيه، ولعبوا فيه، وعاشوا فيه أجمل لحظات حياتهم. ففيه رائحة أمهم، وضحكات إخوانهم، وصوت أبيهم. وفيه أيضًا ذكريات الألعاب الشعبية، والقصص التي كان يرويها لهم أجدادهم.
الحنين إلى الماضي:
يُمثل الدار القديم بالنسبة للكثيرين رمزًا للحنين إلى الماضي. فهو المكان الذي عاشوا فيه حياة بسيطة، بعيدة عن تعقيدات الحياة العصرية. وفيه أيضًا ذكريات الأهل والأصدقاء الذين رحلوا عن الدنيا.
لك يا منازل
لك يا منازل في القلوب منازل
أقفرت أنت وهن منك أواهل
يعلمن ذاك وما علمت وإنما
أولاكما يبكى عليه العاقل
(المتنبي)
حيِّ المنازل
حي المنازل أقفرت بسهام
وعفت معالمها بجنب بِرام
جرت عليها الرامسات ذيولها
وسجال كل مخلخل سجام
أقوت وقد كانت تحل بجوارها
حور المدامع من ظباء الشام
شعر عن الديار واهلها
(الحارث بن عباد)
أحنّ
أحن إلى تلك المنازل كلما
غدا طائر في أيكة يترنم
بكيت من البين المشت وانني
صبور على طعن القنا لو علمتم
(عنترة بن شداد)
بعد هند
أشاقتك المنازل بعد هند
وتِربَيها وذات الدل دعد
منازل أقفرت منهن محت
معالمهن من سبل ورعد
وريح حرجف تستن فيها
بسافي الترب تلحم ما تسدي
(السيد الحميري)
هو الرسم
هو الرسم لو أغنى الوقوف على الرسم
هو الحزم لولا بعد عهدك بالحزم
تجاهلت عرفاني به غير جاهل
وللشوق آيات تدل على علمي
ووالله ما أدري أبَوْحي نافعي
عشية هاجتني المنازل أم كتمي
عشية جن القلب فيها جنونه
ونازعني شوقي منازعة الخصم
شعر عن الحنين للديار
(ابن الخياط)
تغيّرت الليالي
وقالوا قد تغيّرت الليالي
وضيعت المنازل والحقوق
وأقسم ما استجد الدهر خلقاً
وما عدوانه إلا عتيق
أليس يرد عن فدك عليّ
ويملك أكثر الدنيا عتيق
(ابن سنان الخفاجي)
قبر يستراح به
أعفى المنازل قبر يستراح به
وأفضل اللبس فيما أعلم الكفن
إن الذين على وجه الثرى وطنوا
يشابهون أناساً تحته دفنوا
شعر شعبي عن الدار
(أبو العلاء المعري)
سل المنازل
سل المنازل كيف صرم الواصل
أم هل تبين رسومها للسائل
عرجت أسألها بقارعة الغضا
وكأنها ألواح سيف ثامل
أورد حمير بينها أخبارها
بالحميرية في كتاب ذابل
بالخِلّ تقتسم الرياح ترابها
تسقي عليها من صبا وشمائل
للريح والأمطار ما سبقا به
وما تركن فمن نصيب الخابل
(تميم بن أبي)
لم يبق
حي المنازل بين السفح والرحب
لم يبق غير وشوم النار والحطب
وعقر خالدات حول قبتها
وطامس حبشي اللون ذي طبب
شعر عن الدار المهجورة
(الأخطل)
ما بال نومك
ما بال نومك بالفراش غرارا
لو أن قلبك يستطيع لطارا
وإذا وقفت على المنازل باللوى
هاجت عليك رسومها استعبارا
حي المنازل والمنازل أصبحت
بعد الأنيس من الأنيس قفارا
والغانيات رجعن كل مودة
إذ كان قلبك عندهن معارا
أصبحن بعد خلابة وتذلل
يقطعن دون حديثك الأبصارا
الدار القديم
يا دارَنا يا دارَ عهدِ الصبا
دارَ الهوى والذكرى والحبّ
أينَ الحبيبُ وأينَ منْ سكنوا
**فيكَ الزمانَ وراحَوا مِنْ حُبّ
أينَ الضحكاتُ وأينَ اللعبُ
أينَ الغناءُ وأينَ الطربُ
أينَ الأماني وأينَ الأملُ
كلٌّ مضى وانقضى كأنّه لمْ يكنْ
دارُنا يا دارَنا يا دارَنا
دارَ الحنينِ والشوقِ والأسى
أنتِ التي جمعتنا على حبٍّ
**وأنتِ التي فرّقتنا على عُدْوَى
لكنْ سأبقى أذكرُكِ دومًا
في كلّ لحظةٍ وفي كلّ حينْ
فأنتِ رمزُ الماضي والحاضرِ
وأنتِ رمزُ المستقبلِ والعينْ
رمز للتاريخ والتراث: يُعدّ الدار القديم رمزًا للتاريخ والتراث. فهو يُجسّد ثقافة وحضارة الأجداد. وفيه أيضًا حكايات وأساطير تُنقل من جيل إلى جيل. بغض النظر عن المشاعر التي تُثيرها عبارة “الدار القديم”، فهي تُمثّل رمزًا مهمًا في حياة الكثيرين. فهو المكان الذي عاشوا فيه أجمل لحظات حياتهم، وفيه ذكريات لا تُنسى. الدار القديم في الثقافة العربية: يُعدّ الدار القديم رمزًا مهمًا في الثقافة العربية. فهو يُجسّد ثقافة وحضارة الأجداد. وفيه أيضًا حكايات وأساطير تُنقل من جيل إلى جيل. في الختام ، الدار القديم هو مكان مليء بالذكريات والمشاعر. فهو رمز للتاريخ والتراث .
