لقد جعل الله سبحانه وتعالى صوم شهر رمضان المبارك فريضة من الفرائض التعبدية ، كما أنه ركن من أركان الإسلام الخمس ، وقد ارتبط صوم شهر رمضان المبارك بالأشهر القمرية ، فقد جعل الله عز وجل شهر رمضان المبارك محلاً لشرعة الصوم ، هذا لأنه الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم ، وشهر رمضان المبارك يمتاز بالكثير من المزايا التي جعلته محط اهتمام المسلمين بكل زمان ومكان ، إنه شهر تتنزل فيه رحمات الله عز وجل على عباده الصائمين ، كما أن فيه ليلة القدر المباركة بأجرها ، والعظيمة بقدرها.
كما أن شهر رمضان المبارك يختص بالسحور ، وبصلاة التراويح ، وبالذكر ، وبغيرها من الأعمال الصالحة ، ونتيجة لحرص المسلمين على ترقب حلول شهر رمضان المبارك وتحري صيامه ، فقد ظهر عند أهل العلم ما يطلق عليه صيام يوم الشك ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر على صيام يوم الشك … تعريفه وحكمه ، فتابعوا معنا.
تعريف يوم الشك:
لقد تناول العلماء المقصود الشرعي بيوم الشك ، وقد رتبوا بناءً على تعريفهم له الأحكام التي تتعلق به من حيث الحل والحرمة ، وتوضيح ذلك فيما يلي :
- يوم الشك : لقد ذهب أهل التحقيق لأن ظهور تلك التسمية تكون بحال تعذرت رؤية هلال شهر رمضان المبارك باليوم الـ29 من شهر شعبان لو كان من المحتمل رؤيته ، وهو بهذا يكون اليوم الـ30 من شهر شعبان ، فهو المتمم له ، واستناداً على ذلك التعريف فإن يوم الـ29 من شهر شعبان لا يمكن أن يكون هو نفسه يوم الشك ، فالشك فيه منعدم ، ويبين تلك الاستدلالات الإمام النووي رحمة الله عليه حيث يقول : [قال أصحابنا: يوم الشّك هو يوم الثلاثين من شعبان إذا وقع في ألسنة الناس أنّه رؤي، ولم يقل عدلٌ أنّه رآه، أو قاله وقلنا لا تُقبل شهادة الواحد، أو قاله عددٌ من النساء أو الصبيان أو العبيد أو الفساق وهذا الحد لا خلاف فيه عند أصحابنا]
- الخلاف في يوم الشك : يجد المرء الباحث في هذه المسألة أن طائفة أخرى من العلماء وأهل الفقه مالوا للقول بأن تحديد يوم الشك يكون بالليلة الصافية ، بحال أن الناس في تلك الليلة لم يتراءى أحد منهم الهلال ، وقد أنكروا ان يكون يوم الشك يوم غيم ، وقد خالفوا بهذا بعض العلماء ممن قرروا أن يوم الغيم هو يوم الشك ، والأرجح بحسم الخلاف بالمسألة أن يكون المتعمد بتحديد يوم الشك باختلاف الأشخاص فيه ، فلو اختلفوا في ذلك اليوم ، فهو يوم الشك ، بعيداً عن كون ذلك اليوم غيماً أو صحواً.
للمزيد يمكنك قراءة : هل الاحتلام يبطل الصيام والوضوء
حكم صيام يوم الشك:
لقد تباينت مذاهب أهل الفقه بمسألة صوم آخر يوم في شعبان على أقوال كثيرة ، وتوضيحها فيما يلي :
- القول الأول : وهو النهي عن صيامه بحق من نوى صومه من باب الاحتراز لإدراك شهر رمضان المبارك من أوله ، وقد فرق عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما بالمسألة من حيث كون يوم الـ30 من شعبان صحواً أم غيماً ، وقد وافقه في هذا الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه.
- القول الثاني : لقد ذهب جمهور العلماء لإباحة صومه لمن كان له عادة صيام بأيام التطوع والنوافل ، كيومي الاثنين والخميس ، ووافق يوم الشك صوم التطوع ، او كان صومه بسبب قضاء واجب فائت ، أو كان بنية أداء كفارة أو نذر أو ما شابه.
- القول الثالث : لقد ذهبت طائفة من السلف الصالح للنهي عن صوم يوم الشك مطلقاً ، وهذا لضرورة الفصل بفطر قبل البدء بصوم شهر رمضان المبارك.
- القول الرابع : لقد كره بعض السلف الصالح صيام يوم الشك بنية التطوع المطلق ، بينما لم ير الإمام مالك رحمة الله عليه بأساً ولا حرجاً في هذا ، وقد ذهب الإمام الشافعي رحمة الله عليه للتفريق بالمسألة ، فأباحه في حق من وافق عادة صيام عنده دون غيره.
والخلاصة : أن أكثر المحققين من العلماء وأهل الفقه قد ذهبوا للنهي عن تقديم شهر رمضان المبارك بصوم يوم أو يومين ، إلا لمن كان من عادته صيامه لموافقته لسنة راتبة ، وقد استندوا في هذا لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : [لا تقْدُموا رمضانَ بصومِ يومٍ ولا يومينِ، إلا رجلٌ كان يصومُ صوماً، فلْيصمْه].
للمزيد يمكنك قراءة : احكام الصيام ومفطراته عند الشافعية
معلومات دينية مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي مبطلات الصيام ومكروهاته عند الرجل
