علاج عرق النسا وأسبابه وأعراضه
محتوي الموضوع
جاءت تسمية عرق النسا بهذا الاسم؛ حيث إن تأثير الألم الناتج عنه يُنسي ما سواه من الألم، وهو اسم يُطلق على الآلام التي تنجم من الضغط الشديد على العصب الوركي أو التهيج لتلك الأعصاب، ويُعد هذا العصب هو الأطول في جسد الإنسان، ويبدأ ذلك العصب من الطرف الأدنى حيث الحبل الشوكي، أي من الناحية الخلفية للحوض، ويمر بالأرداف والفخذين حتى يصل إلى كفوف القدمين.
ونحن في هذا الموضوع علاج عرق النسا وأسبابه وأعراضه، نتعرض إلى بعض المعلومات المهمة الخاصة بهذا المرض وبهذا العصب المهم في جسم الإنسان، وما هي الأعراض التي يمكن أن يسببها، وما هي الأسباب التي ينجم عنها.
أعراض الاصابة بعرق النسا :
من العلامات البارزة التي تدلل على انكشاف عصب عرق النسا أو حصول تهيج فيه هو أن تبرز آلام تتكلل بالخدر والوخز:
- حيث يبدأ الألم ينتشر من ناحية أسفل الظهر ويمر بإحدى الساقين حتى يصل إلى القدم وأصابع القدم.
- يتفاوت هذا الألم الذي ينجم عن تلك الحالة ما بين ألم طفيف إلى ألم شديد بصورة كبيرة، كما أنه في ازدياد أكثر حدة مع السعال والعطس أو الجلوس لمدد طويلة.
- المصابون بعرق النسا يمكن مواجهتهم لما يلي:
- حصول ضعف في عضلات الساق وفي الأرداف.
- الإحساس بألم شديد هو الأصعب حين نقارنه بما ينتج عن آلام الظهر.
أسباب عرق النسا:
- هناك الكثير من الأسباب التي ربما أدت إلى إصابة الشخص بعرق النسا، فأكثر الحالات تصاب بعرق النسا كنتيجة حدوث انزلاق في الديسك أو انفتاق، فما هي تلك الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه؟
انزلاق الديسك أو القرص:
العمود الفقري عند الإنسان يشتمل على:
- فقرات: وهي مجموعة من عظام تعمل على تكوين بناء العمود الفقري، وتقي الأعصاب، وتوجد متكئة على الديسك.
- ديسكات: وهي التي تكون عبارة عن حقيبة ليفية صلبة تشتمل على مادة ناعمة تشبه الهلام.
- أعصاب: وهي تلك التي تحدث لها الإصابة بعرق النساء عند أكثر النسا؛ نتيجة حصول انفتاق أو حصول انزلاق في الديسك في العمود الفقري، حيث تتم إصابة واحدة من الديسكات التي تقع بين عظام العمود الفقري بالتلف لتشرع بالضغط على العصب.
- هذا الانزلاق الحاصل يؤدي إلى العديد من المشاكل في القدرة على الشعور أو في ضعف العضلات.
ومن الممكن أن نقلل من احتمالية الإصابة بالانزلاق للديسك أو نقلل من آلام عرق النسا عن طريق:
- أن نتبنى وضعية ملائمة، وبالخصوص في الأعمال التي توجب علينا رفع الأوزان الثقيلة.
- أن نقوم بممارسة التمارين الرياضية التي تعمل على التخفيف من الألم الناتج عن عرق النسا، وتلك الممارسة الرياضية هي من أهم الممارسات للحفاظ على صحة الجسم بصورة عامة.
- ليس واضحًا ما هي الأسباب التي ينجم عنها تلف الديسك، غير أنه من المشهور أن الكبر في العمر يُعد من العوامل المنتشرة التي يحدث فيها تنكس للأقراص الفقرية، أو ما يُسمى داء القرص التنكسي، فتصير الديسكات في مرونة أقل وتكون أكبر في الميل نحو التمزق؛ لخسارتها لما تشتمل عليه من الماء.
حصول تضيق للعمود الفقري:
- الضيق في العمود الفقري يُعتبر من الأسباب الأقل انتشارًا والتي تؤدي إلى أن يصاب الشخص بعرق النسا، حيث تضيق الممرات العصبية الموجودة في العمود الفقري، أو تتعرض تلك للممرات لأن تصاب بالالتهابات.
- كما أن عرق النسا ربما حصل كنتيجة لنمو الأورام داخل العمود الفقري.
- وبخصوص تضيق العمود الفقري فهو ضيق يؤدي إلى إصابة الممر الذي يسري فيه الحبل الشوكي إلى الناحية السفلى من العمود الفقري، ويحصل كنتيجة لتضخم في الأربطة بجانب بروز في الديسكات.
- عرق النسا يتأثر بهذا المرض في بعض الأوقات؛ الأمر الذي يعني أن الأعراض متركزة في أسفل ظهر المصاب مع حصول ثقل في ساقيه، ووضعية منحية والإحساس بصعوبة المشي.
- وفي العادة يحصل تضيق العمود الفقري كنتيجة لحصول تغيرات محددة، ومن الممكن أن تكون تلك التغيرات ناتجة عن مرض تنكسي في مفاصل العمود الفقري؛ الأمر الذي يؤدي إلى اعوجاج الفقرات وعدم استقامتها بصورة سليمة، ويُشار إلى أن تلك التغيرات تتعلق بالكبار في السن.
انظر أيضًا: معلومات عن مرض الروماتويد
الانزلاق الفقاري:
- يحصل ما يسمى بالانزلاق الفقاري الأمامي حين تنزلق واحدة من الفقرات في العمود الفقري من مكانها، فإن حصل ضغط لهذه الفقرة على عصب عرق النسا ربما سبب ذلك الألم.
- ويُعتبر السبب الأعلى انتشارًا لحصول الانزلاق الفقاري الأمامي هو الكبر في السن أو حصول التلف التنكسي للمفاصل المرتبطة بالهيكل العظمي.
متى أذهب إلى الطبيب؟
- عرق النسا في العادة يؤدي إلى إحساس الشخص المصاب به الألم الذي يصاحبه وخز، والذي يبدأ في الانتشار من أسفل الظهر وينزل على ساق واحدة لدى الشخص المصاب، ويُشار إلى أن أي ألم يشعر به الشخص في أسفل الظهر في الغالب يكون أقل في شدته من آلام الساق، فإذا أصبح الوجع الذي ينتج عن عرق النسا أشد وفي ازدياد مع مرور الوقت، حينذاك ينبغي أن يتوجه المصاب إلى الطبيب الخاص به.
- ومن الممكن للطبيب معرفة تشخيص الإصابة بأنها خاصة بعرق النسا، استنادًا لما يتكشف من أعراض تنتج عن تهيج في العصب الوركي، وحينذاك ينصح الطبيب بالعلاج المناسب مع طبيعة الحالة.
- ومن الممكن أن يحصل تحويل للمصاب إلى أحد الأطباء المختصين لكي يجري عليه العديد من الفحوصات الأخرى، وينبغي أن يتصل الشخص المصاب فورًا بالطبيب في تلك اللحظة في حالة لو شعر: بإحساس بفقدان التحكم في المثانة والأمعاء، وحصول فقدان للإحساس حول الأرداف وبين الساقين.
انظر أيضًا: معلومات طبية عن عرق النسا
علاج عرق النسا:
- الكثير من الحالات المصاب بعرق النسا تزول بمرور مدة ست أسابيع دون أن يحتاج الشخص المصاب إلى علاج أو إلى تدخلات جراحية، غير أنه في بعض الحالات قد تظل إلى عام أو أكثر من العام.
تخفيف الألم الناتج عن عرق النسا:
- تناول المسكنات التي توجد في الصيدليات بدون وصفة طبيبة.
- الحرص على الانتظام في التمارين الرياضية وفي ممارسة الرياضة، فهي اللعبة التي تؤدي إلى الضبط العام لصحة الجسم.
- استعمال الكمادات الباردة أو الكمادات الساخنة.
إذا حصل استمرار للألم، فقد يوصى بالآتي:
- يتبع الأشخاص برامج تمارين رياضية معينة تحت إشراف أحد أخصائيي العلاج الطبيعي.
- يحصل الشخص الذي يشعر بالألم على الحقن التي تضاد الالتهاب والتي تسكن الألم بداخل العمود الفقري.
- يحصل الشخص الذي يشعر بالألم على أقراص مسكنة أكبر في قوتها من الأقراص العادية.
- ولكن لا يوجد وضوح في قوة فعالية هذه العلاجات في التخفيف من الألم الناتج عن عرق النسا، وفي عدد قليل من تلك الحالات يوصي الأطباء بإجراء تدخل جراحي لكي يتم تصحيح المشاكل الموجودة في العمود الفقري، والتي من المعتقد أنها هي السبب لظهور تلك الأعراض.
الطرق العلاجية المتبعة لمعالجة عرق النسا:
- معالجة الآلام الناتجة عن عرق النسا ليست ضرورية بصورة دائمة، حيث إن تلك الحالات في الغالب تتحسن بصورة طبيعية في نحو ست أسابيع، غير أنه إذا كانت الأعراض لدى الشخص المصاب شديدة أو مستمرة، فتوجد الكثير من العلاجات الموجودة.
المساعدة الذاتية:
- هناك الكثير من الأمور التي من الممكن أن يقوم بها الشخص لكي يساعد في أن يقلل من أعراض عرق النسا، ومن تلك الأمور: أن يبقى نشطًا قدر إمكانه، أن يستعمل الكمادات الباردة والكمادات الساخنة، أن يأخذ المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول.
ممارسة التمارين الرياضية:
- من المهم لك أن تبقى نشطًا بصورة كبيرة إذا كنت من المصابين بعرق النساء، والتمارين الرياضية البسيطة التي تشتمل على المشي والمد بلطف تؤدي إلى أن تقلل من أعراض الإصابة بعرق النسا، وتؤدي إلى تقوية ودعم العضلات التي تقوي الظهر.
- رغم أن الراحة في السرير تُعطي انطباعًا بالتحسن المؤقت من الألم، إلا أن الراحة لفترات طويلة لا يُعد شيئًا مفيدًا، وإن كنت قد حرصت على أخذ إجازة من عملك بسبب الإصابة بعرق النسا، فننصحك بالعودة إلى العمل في أقرب الأوقات الممكنة.
- وتوجد العديد من طرق المعالجة التي تصل في النهاية إلى إجراء تدخل جراحي، ولكن هذه تكون في حالات محدودة جدًّا على حسب ما يقدره الطبيب، وننصح كل من يشتكي من أعراض عرق النسا أن يستشير طبيبه ليدله على العلاج الأمثل لحالته.
انظر أيضًا: عرق النسا
كان هذا ختام موضوعنا حول علاج عرق النسا وأسبابه وأعراضه، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات حول عرق النسا وحول الإصابة به وأسباب تلك الإصابة والأعراض التي يتعرض لها الشخص المصاب، وعرضنا إمكانية العلاج التي تبدأ بالعلاجات البسيطة مثل الكمادات وممارسة التمارين الرياضية وفي أكثر الحالات لا يحتاج المريض إلى تدخل جراحي، فالتدخل الجراحي يكون في نطاق حالات محدودة بالقدر الذي يعينه الطبيب المعالج ويراه مناسبًا، فإن شعرتَ بأعراض عرق النسا فعليك بالذهاب إلى طبيبك الخاص ليخبرك باللازم.