إن الصلاة تحتل مكانة كبيرة جداً في الإسلام نظراً لأهميتها ، على اعتبار أنها أول عمل يسأل عنه المسلم يوم القيامة ، فلو صلحت صلاة المسلم صلحت بقية أعماله ، ولو فسدت صلاة المسلم فسدت معها بقية أعماله ، وتعد الصلاة واحدة من أهم الركائز التي يقوم على الإسلام ، ولمؤدي هذه الفريضة عظيم الأجر والثواب ، لأنها سبب رئيسي في تحقيق رضا الخالق سبحانه وتعالى والتقرب منه والوصول للجنة ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على فرائض الصلاة ، وسنن الصلاة ، ومبطلات الصلاة ، وفرائض الوضوء ، فتابعوا معنا.
فرائض الصلاة:
إن الصلاة لا تتحقق إلا بفعل عدد من الأقوال والأعمال فيها ، وهي ما يطلق عليها الفرائض ، وهي :
- القيام بصلاة الفريضة للقادر عليها.
- تكبيرة الإحرام ، وهي : (الله أكبر).
- قراءة سورة الفاتحة.
- السجود والرفع من السجود.
- الجلوس بين السجدتين ، والسنة فيها أن يفترش المسلم على الرجل اليسرى ، وينصب الرجل اليمنى ويوجهها للقبلة.
- الطمأنينة ، وتكون بكل ركن فعلي.
- التشهد الأخير والجلوس له.
- التسليمتين ، ويقال فيهما : (السلام عليكم ورحمة الله).
- الترتيب بين الأركان.
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي أركان الصلاة
سنن الصلاة:
تتعدد سنن الصلاة التي يستحب للعبد أن يأتي بها ، منها الفعلية والقولية ، وتوضيحها فيما يلي :
- يرفع اليدين ويمد الأصابع حذو المنكبين أو الأذنين عندما يكبر.
- يضع يده اليمنى فوق يده اليسرى ، ويضعهما على صدره.
- ينظر لمحل السجود ، ونشير هنا إلى أن إغماض العين لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه يجوز للمسلم أن يغمض عينيه لو انشغل نظره بشيء حوله وأثر على خشوعه وتدبره في الصلاة.
- دعاء الاستفتاح.
- الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم قبل البدء بقراءة سورة الفاتحة.
- قول (أمين) بعد أن تنتهي من قراءة الفاتحة ، ويسن القول للإمام والمأموم على حد سواء.
- اقرأ ما تيسر من القرآن بعد أن تقرأ سورة الفاتحة بأول ركعتين من الصلاة.
- سبح في السجود والركوع.
- اذكر الله تعالى بعد الرفع من الركوع.
- ادعي الله عز وجل بين السجدتين.
- اجلس جلسة خفيفة بعد السجود الثاني ، وقبل أن تقوم للركعة الثانية والرابعة.
مبطلات الصلاة:
إن الصلاة تبطل لأمور عدة ، منها :
- أن يقوم العبد المسلم بترك ركن من أركان الصلاة ، أو بعد الالتزام بشرط من شروط الصلاة ، أو بواجب من واجبات الصلاة ، سواءً سهواً أو قصداً.
- أن يتحرك بصورة مستمرة في الصلاة دون حاجة.
- أن يكشف عورته عمداً.
- أن يتكلم أو يضحك أو يأكل أو يشرب عمداً.
الوضوء:
- من حكمة الله تعالى أن فرض على المسلمين الوضوء لكل صلاة ، وذلك طهارةً لأبدانهم وحفظاً على صحتهم ، لهذا كان واجباً على كل مسلم يريد أن يصلي أن يتوضأ لو لم يكن على طهارة ، ولكي يكون الوضوء صحيح يجب عليه أن يأتي بكل أركانه وشرائطه دون نقصان ، وقد اتفق العلماء على بعض أركانه واختلفوا على بعضها ، وكان الاختلاف ناشئ عن نص أو آخر.
- فربما ورد لبعضهم نص لم يصل للبعض الآخر ، وربما فهم بعض العلماء النص بطريقة مختلفة كما فهمه غيره ، وكان هذا أساس اختلافهم وليس فقط مجرد الخلاف ، أو ليس لوجود أكثر من صورة للوضوء ، وهذا الأمر لو دل فإنما يدل على اتساع الدين الإسلامي وسماحته.
فراض الوضوء:
- لقد اتفق العلماء على أن غسل الوجه ، واليدين للمرفقين ، ومسح الرأس ، وغسل الرجلين للكعبين من فرائض الوضوء ، وتلك الفرائض هي ما نص عليها القرآن الكريم ، فقد قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، فهذه الآية قد تحدث عن 6 فرائض للوضوء وهي التي اتفق عليها العلماء ، أما بالنسبة للفرائض التي اختلف العلماء في عدها فهي : الموالاة ، والنية ، والدلك ، والترتيب.
للمزيد يمكنك قراءة : تعلم كيفية الصلاة الصحيحة
الفرائض المتفق عليها:
غسل الوجه :
- لقد اتفق العلماء على أن غسل ظاهر الوجه كاملاً مرة هو فرض من فروض الوضوء ، واستندوا في هذا الرأي لقول الله سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
- وبما روي عن صفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد روى حمران مولى عثمان ، أخبره أن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه : (دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم).
غسل اليدين للمرفقين :
- لقد اتفق العلماء على أن غسل اليدين للمرفقين هو ركن من أركان الوضوء وفرض من فروض الوضوء ، واستندوا في هذا بالكتاب والسنة والإجماع ، ففي القرآن الكريم قول الله تعالى : {فاغسلوا بوجوهكم وأيديكم إلى المرافق} ، وفي السنة فقد روي بصفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم : (أنه توضأ، فغسل وجهه، فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم اليُسرى حتى أشرع في العضد).
- مسح الرأس : لقد اتفق العلماء على أن مسج الرأس هو ركن من أركان الوضوء وفرض من فروض الوضوء ، لقول الله تعالى : (وامسحوا برءوسكم) ، وللأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بوصف الوضوء وخاصة حديث عثمان رضي الله تعالى عنه وقوله : (ثم مسح برأسه) ، والمقصود بالمسح هنا هو تمرير اليد المبتلة بالمياه على الرأس بدون تسييل.
- وقد اختلف العلماء على القدر الذي يجزى من مسح الرأس بالوضوء على أقوال : فذهب المالكية على المشهور ، وذهب الحنابلة على الصحيح من المذهب إلى أنه يتوجب مسح الرأس كله ، وقد قال الشافعية : أن من فرائض الوضوء مسمى المسح ، فيجوز المسح لبعض بشرة الرأس أو لبعض شعر الرأس ، وقد قال الحنفية بالمعتمد لديهم من المذهب أنه يجزى مسح ربع الرأس.
غسل الرجلين للكعبين :
لقد اختلف العلماء بغسل الرجلين أو مسحهما على 4 أقوال ، سنذكرهم في التالي :
- القول الأول : لقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والحنفية والحنابلة والشافعية إلى أن من أركان الوضوء هو غسل الرجلين للكعبين مرة فقط لو كانت سليمة وليست مصابة بكسر أو ليست ملفوفة بجبيرة ، وذلك لقول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا إذا أقمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} ، وللأحاديث الصحيحة بصفة وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم.
- القول الثاني : وقد ذهب أصحاب هذا القول إلى أن الفرض بالرجلين المسح دون الغسل ، وهذا القول هو قول الشيعة الإمامية ، وروي هذا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقد ورد أنه مسلح على نعليه وقدميه ، وبعدها دخل المسجد وخلع نعليه ، وقد ثبت رجوعه عن ذلك.
- القول الثالث : لقد ذهب الجبائي والحسن البصري وابن جرير الطبري برواية عنه إلى أن المسلم الذي يريد الوضوء مخير بين غسل رجليه أو مسحها.
- القول الرابع : وقد ذهب بعض أهل الظاهر لوجوب الجمع بين المسح والغسل ، واستدلوا في هذا القول على أن الروايتين الواردتين بالآية تعدان بمثابة آيتين ، فيتوجب العمل بهما الاثنين ما أمكن ، وهنا من الممكن العمل بهما.
للمزيد يمكنك قراءة : كيف اعرف قبلة الصلاة
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي الصلاة الوسطى