لقد شرع صيام التطوع أو النفل ، من أجل أن يتقرب العبد المسلم من خالقه ، وأن يكسب رضاه ومحبته ، وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ].
كما أن صوم النفل يجبر ما قد يحدث من سهو أو من خلل بصوم الفرض ، وفي النفل امتثال لأوامر الخالق سبحانه وتعالى واجتناب لنواهيه ، بالإضافة لحفظ الجوارح من الوقوع بالذنوب والمعاصي ، والصوم في مجمله يحقق التقوى بالقلوب ، وفي المقال هذا سوف نتعرف على فضل صوم الاثنين والخميس والحكمة من صيامهما ، تابعوا معنا.
فضل صوم يومي الاثنين والخميس:
إن فضل صوم يومي الاثنين والخميس يتضح في الكثير من الأمور ، ومنها على سبيل المثال :
- الأعمال التي تعرض على الله عز وجل في يوم الاثنين ويوم الخميس ، فيستحب الصيام فيهما كي يتم عرض أعمال المسلم فيهما وهو صائم ، فقد ثبت هذا فيما أخرجه الإمام مسلم رضي الله تعالى عنه بصحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : [تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا] ، فالملائكة تظهر أعمال العباد ، وترفعها لله عز وجل كي تكون أعمالهم شاهدة عليهم يوم الساعة ، قال الله عز وجل في القرآن الكريم : {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً}.
- وقد حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أن يصوم الاثنين والخميس ، وذلك كما ورد عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه : [يا رسولَ اللَّهِ! إنَّكَ تَصومُ حتَّى لا تَكادَ تُفطرُ، وتُفطرُ حتَّى لا تَكادَ أن تَصومَ! إلَّا يَومَينِ إن دَخلا في صيامِكَ وإلَّا صُمتَهُما، قالَ: أيُّ يومينِ؟ قُلتُ: يومَ الاثنينِ ويومَ الخَميسِ، قالَ: ذانِكَ يومانِ تُعرَضُ فيهما الأَعمالُ على ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُعرَضَ عمَلي وأَنا صائمٌ] ، ولهذا يجب على المسلم أن يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس ، اقتداءاً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وإتباعاً لسنته.
- لقد ثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ولد في يوم اثنين ، فقد ورد بصحيح مسلم رضي الله تعالى عنه ، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ].
- اغتنام صوم يوم الاثنين حمداً لله عز وجل ، وشكراً له على جميع نعمه ، ومنها بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وبيانه لرسالة الإسلام ، ودعوة العباد للخير والحق.
للمزيد يمكنك قراءة : هل يجوز الصيام بنيتين
الحث على صوم التطوع:
- يجدر بالمسلم أن يحرص على طاعة الله عز وجل وأن يداوم عليها ، وأن يتقرب منه من خلال إخلاص العبادات له ، ومن ضمن العبادات التي تقرب المسلم من خالقه سبحانه وتعالى ، وتكفر ذنبه وخطاياه هي صيام النافلة ، وذلك لأنه عمل من الأعمال التي يسعى إليها العديد من المسلمين ، طمعاً في نيل الثواب والأجر العظم من الله عز وجل ، فقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، قد حث على صوم التطوع ، وقد رغب فيه من خلال قوله : [من صام يوماً في سبيل الله ، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً].
- والمقصود بالسبعين خريف أي سبعين سنة ، كما حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على صوم العديد من أيام السنة تطوعاً ، مثل : صوم الأيام البيض ، وصوم الاثنين والخميس ، وصوم 6 أيام من شهر شوال ، وصوم يوم عرفة ، وغيرها ، وقد قال الإمام النووي رحمة الله عليه بشرح الحديث السابق : [فيه فضيلة الصيام في سبيل الله، وهو محمولٌ على مَن لا يتضرّر به، ولا يفوّت به حقّاً، ولا يختلّ به قتاله، ولا غيره من مهمات غزْوِه، ومعناه المباعدة عن النار والمعافاة منه].
للمزيد يمكنك قراءة : هل يجوز الصوم على جنابة
أحاديث الصيام بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : لماذا نصوم رمضان 30 يوم
