الشهادة في سبيل الله هي غاية كل مؤمن بالله تعالى أن يموت في سبيله مجاهدًا تحت راية دينه محاربًا للأعداء الغاصبين الذين دمروا وخربوا البلاد وعتوا عن أمر ربهم، فالمسلم يحرص دائمًا على نيل هذه الدرجة الرفيعة التي ضمن الله للإنسان للمسلم فيها متى كان مخلصًا مؤمنًا به صادقًا بوعده ان يدخله الجنة ويباعده عن النار، فللشهيد مكانة رفيعة جدا في الاسلام، ودرجة الشهادة لا يبلغها الا المخلصون الصادقون الذين يظنون الظن الجميل بالله سبحانه وتعالى، فيا سعده من حصل هذه المرتبك وتوخى هذه المنزلة، وآثره الله بهذه الرفعة، فإنه حينئذ يكون من أهل سعادة الدارين، ويكون ممن أنعم الله عليهم ووفاهم حسابهم بأحسن الجزاء، فالشهيد مكانته عظيمة في الإسلام وقيمته كبيرة جدًا، فاللهم ارزقنا الشهادة وتوفنا مسلمين، وهذا الموضوع نتحدث فيه عن أمور يجب أن يعلمها كل مسلم عن الشهيد، فهي أمور مهمة جدا تستوجب الانتباه، ولندخل إلى الموضوع الآن.
فقرة هل تعلم عن الشهيد فقرات حول الشهادة:
هل تعلم أن الله تعالى قال في حق الشهيد:” وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ “. (البقرة:154).
هل تعلم أن القرآن: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).
هل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل نفس تموت لها عند الله خير يَسُرُّها أن ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد فانه يسره أن يرجع الى الدنيا فيقتل مرة أخرى مما يرى من فضل الشهادة).
هل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة”
وأيضًا هل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للشهيد عند الله سبع خصال: يُغفر له في أول دفعة، ويُرى مقعده من الجنة، ويجار من فتنة القبر، ويأمن يوم الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه”.
وقال: “الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا”.
هل تعلم من هو الشهيد السعيد الذي يمشي على الثرَى وهو مُبشَّرٌ من النبي ﷺ بالشهادة وخاتمة السعادة؟! إنه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، الذي يُعرف بطلحة الخير، وطلحة الفيَّاض، وهو من السابقين إلى الإسلام، الذين أوذوا في الله ثم هاجروا، وقد شهد مع النبي ﷺ المشاهد كلها إلا غزوة بدر .
هل تعلم أن جمهور العلماء على أن الشهيد الذي لا يُغسّل ولا يُكفَّن ولا يُصلى عليه هو شهيد ساحة المعركة في قتال مشروعٍ بين مُسلمين وكفَّار، لأن النبيّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلّم – لم يغسل شهداء أُحد ولم يكفنهم ولم يُصلّ عليهم ..
هل تعلم أن هنالك قتلى سيخرون شهداء فى معركة الحق، شهداء فى سبيل الله، قتلى أعزاء أحباء، قتلى كراما أزكياء، فالذين يخرجون فى سبيل الله، والذين يضحون بأرواحهم فى معركة الحق هم عادة أكرم القلوب وأزكى الأرواح وأطهر النفوس، هؤلاء الذين يقتلون فى سبيل الله ليسوا أمواتا، إنهم أحياء، فلا يجوز أن يقال عنهم: أموات.
هل تعلم أنه لا يجوز أن يعتبروا أموات قى الحس والشعور، ولا أن يقال عنهم: أموات بالشفة واللسان، إنهم أحياء بشهادة الله – سبحانه – فهم لابد أحياء. إنهم قتلوا فى ظاهر الأمر، وحسبما ترى العين، ولكن حقيقة الموت وحقيقة الحياة لا تقررها هذه النظرة السطحية الظاهرة…. أن سمة الحياة الأولى هى الفاعلية والنمو والامتداد ،وسمة الموت الأولى هى السلبية و الخمود والانقطاع…. وهؤلاء الذين يقتلون فى سبيل الله فاعليتهم فى نصرة الحق الذى قتلوا من أجله فاعلية مؤثرة والفكرة التى من أجلها قتلوا ترتوى بدمائهم وتمتد، وتأثر الباقين وراءهم باستشهادهم يقوى ويمتد.
هل تعلم أن الفقهاء نصوا على أن الشهيد الكامل وهو شهيد الدنيا والآخرة هو المسلم المكلف الطاهر الذي قتله أهل الحرب، أو أهل البغي أو قطاع الطريق، أو وجد في المعركة وبه أثر دال على قتله.
هل تعلم أن الشهادة التي وعد الله عليها الثواب العظيم بالجنة لا تكون إلا للمؤمن ، وعلى أن تكون الحرب من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا ، وهذه هي الشهادة العظمى، فهناك شرطان لاستحقاق الإنسان ثوابها العظيم ، الإيمان والإخلاص في الجهاد.
هل تعلم أن الشهيد في اصطلاح الفقهاء: من مات من المسلمين في قتال الكفار وبسببه (شهيد الدنيا والآخرة)، ويُلحق به في أمور الآخرة أقسام أخرى.
هل تعلم أن الشهيد على ثلاثة أقسام: الأول شهيد الدنيا والآخرة، والثاني شهيد الدنيا، والثالث شهيد الآخرة.
– فشهيد الدنيا والآخرة: هو الذي يقتل في قتال مع الكفار، مقبلا غير مدبر، لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، دون غرض من أغراض الدنيا، وهو لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه عند الجمهور وفي الآخرة له من الخصائص ما جاء في الأحاديث.
– أما شهيد الدنيا: فهو المسلم المقتول في قتال مع الكفار وقد غل في الغنيمة، أو قاتل رياء، أو لغرض من أغراض الدنيا، وتجري عليه أحكام الشهيد الظاهرة وليس له ثواب الشهيد في الآخرة.
– وأما شهيد الآخرة: فهو المسلم المقتول ظلما من غير قتال، وكالميت بداء البطن، أو بالطاعون، أو بالغرق، وكالميت في الغربة، وكطالب العلم إذا مات في طلبه، والنفساء التي تموت في طلقها، ونحو ذلك، ولا تجري عليه أحكام الشهيد الظاهرة ويُشارك الشهيد في بعض ثواب الآخرة.
كان هذا ختام موضوعنا المهم عن الشهيد والأمور التي ينبغي على كل مسلم أن يعلمها عن الشهيد، فهي أمور هامة للغاية ينبغي ان يتحراها كل مسلم، ليعلم مكانة الشهيد في الاسلام وعظم منزلته، حتى لو فقد الانسان عزيزًا لديه قد مات وهو يحارب في سبيل الله أن يستأنس لعل الله قد كتبه من الشهداء والصديقين، فتلك منزلة رفيعة جدا لا يبلغها الا هؤلاء المخلصون الأتقياء الأنقياء، ونتمنى ان يكون هذا الموضوع قد نال استحسان القارئ الكريم ونال على اعجابه، وان نكون قد وفينا المراد والهدف منه.