محتوي الموضوع
إن للصيام حكم جليلة ومقصد عظيمة دل عليها القرآن في مواضع عديدة ، وذخرت السنة النبوية الشريفة بالأحاديث التي تدل عليها ، فأعظم مقاصد الصوم أن يستشعر الغني ما يعانيه الشخص الفقير ، كما أن الصيام يعطينا درساً في الصبر ، وكظم الغيظ ، وغيرها من الصفات التي لا يستطيع غير الصيام تعليمنا إياها ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر وسنتعرف على في أي عام فرض الصيام والحكمة من مشروعيته ، فتابعوا معنا.
وقت فرض صيام شهر رمضان المبارك:
لقد فرض صيام شهر رمضان المبارك في شهر شعبان من السنة الـ2 للهجرة النبوية ، وذلك بعد أن تحولت القبلة للكعبة المشرفة بنحو شهر تقريباً ، وقد قيل بأن فرض الصيام كان لليلتين من شهر شعبان من السنة الثانية ، وبذلك وجب صوم شهر رمضان الفضيل على كل مسلم لديه القدرة وكان بالغ وعاقل ومقيم وخالي من أي مانع يمنعه من الصيام ، وقد ثبت ذلك الوجوب بالقرآن الكريم ، وبالسنة النبوية الشريفة ، وبإجماع العلماء ، وتوضيح تلك الأدلة فيما يلي :
- قال الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
- أخرج الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : [بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ].
- أجمع أهل العلم على وجوب صيام شهر رمضان المبارك وفرضيته ، وأنه من أمور الدين المعلومة بالضرورة.
للمزيد يمكنك قراءة : متى فرض الصيام على المسلمين ومن أول من صام من البشر
الحكمة من تشريع صيام شهر رمضان المبارك:
لقد تجلت حكمة الله عز وجل من تشريع صيام شهر رمضان المبارك وفرضه على كل مسلم في الكثير من الأشياء ، توضيح البعض منها وتفصيله فيما يأتي :
- تعويد نفس الإنسان على العطاء والبذل ، فالشخص الصائم يستشعر حاجات المساكين والفقراء ، فيقوم بالبذل والإحسان إليهم ، وبذلك يصير المجتمع المسلم مجتمع متكامل متراحم ، تسوده معاني المودة والألفة.
- تحقيق تقوى الله عز وجل في النفس ، فقد قال الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فالصوم عبادة تقوي الوازع الإيماني ، وتعززه كثيراً عند العبد ، فتحول بينه وبين الوقوع بالمحرمات أو التمادي فيها.
- تحقيق وحدة الأمة الإسلامية ، حيث إن وحدة العقيدة والإخلاص لله عز وجل بعباداته ، واحدة من أهم مظاهر وحدة الأمة ، كما أن توحيد الله عز وجل هو الأساس الذي قامت عليه الشرائع السماوية كلها ، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : {وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ}
- استشعار نعمة الهداية لدين الإسلامي التي من الله سبحانه وتعالى بها علينا ، قال الله عز وجل في القرآن الكريم : {ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} ، فعبادة الصوم تجعل العبد المسلم يستشعر نعمة هداية الله عز وجل له ، وذلك حينما يمتنع عن المحرمات ، ويلتزم بما أمر به الله عز وجل.
للمزيد يمكنك قراءة : كفارة الصيام للمريض وللحامل
أخلاق الصائم في شهر رمضان المبارك:
العبد الصائم يتحلى بالكثير من الأخلاق الكريمة الحسنة التي تظهر واضحةً في تعامله مع غيره ، ومن أبرز هذه الأخلاق ما يلي :
- طاعة الله عز وجل والإقبال إليه طيلة اليوم ، نهاراً وليلاً ، فكما أن الصائم يمتثل أمر ربه بالنهار من خلال الإمساك عن المفطرات بنية الصيام ، فإنه أيضاً يمتثل لأمر خالقه بالليل فيسارع بفطره لعلمه بأن الله عز وجل يحب التعجيل بالفطر ، وبعدها يقبل عليه بالشكر والحمد والثناء بأن من عليه بالصوم.
- مقابلة الإساءة بالإحسان ، فلا يلتفت العد الصائم لسفاهة الأفعال والأقوال التي من شأنها أن تحد من أجره ، وقد أخرج الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : [وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ].
للمزيد يمكنك قراءة : هل يجوز الصيام على جنابه