نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان قدرة الله في خلق الكون ومظاهر هذه القدرة، لكن أولا دعني أسألك سؤال هل جربت يومًا أن تفكر ما هو الكون؟، اعتقد أن كثيرًا بحث حول هذه الكلمة حتى يعرف ما هي وما مدلولها، ولكن أهم ما يمكن استنتاجه عند البحث وراء تلك الكلمة أو هذا المفهوم هو مدى قدرة الله ومدى إبداعه الذي لا حدود له وهو ما يدعونا إلى الطاعة وحسن العبادة.
اقرأ: حقوق الابناء على الوالدين حسب الشريعة الاسلامية
ما هو الكون
دعونا نبدأ كلامنا بالتعرف على ما هو الكون؟
للكون تعريفات و مفاهيم متعددة ما بين تعريف الفلاسفة وتعريف العلماء والتعريف العقائدي، ولكن دعونا نتعرف على المفهوم المجرد للكون والذي يمثل التعريف العلمي للكون والذي يقول بأن الكون هو هذا الفضاء المترامي الأطراف الذي يضم داخله الكواكب والمجرات والنجوم والكويكبات والمذنبات وغيرها مما يمكن أن يتواجد داخل هذا الفضاء الممتد، والأرض التي نعيش بها هي إحدى هذه الأجزاء والتي تنتمي إلى المجموعة الشمسية التي تمثل جزء من مجرة درب التبانة أحد المجرات المتناثرة في هذا الكون المترامي الأطراف.
المفهوم الفلسفي للكون قد لا يختلف كثيرًا عن المفهوم العلمي والذي يلاقي الكثير من الاتفاق من قبل الفلاسفة والعلماء، إذ يرى بأن الكون هو الحجم النسبي لمساحة الفضاء الزمكاني حيث يوجد داخله كل ما هو معروف من الموجودات مثل المجرات والكواكب والنجوم وغيرها.
اقرأ: من هن زوجات الرسول امهات المؤمنين رضي الله عنهن
مظاهر قدرة الله في خلق الكون
عند التأمل في الكون والبحث حوله ستجد كم كبير من المظاهر يوضح مدى قدرة الله في خلق الكون ومن هذه المظاهر:
- عدد أيام خلق الكون فكل هذا القدر من الفضاء المترامي الأطراف وما يحويه خلقه الله في ستة أيام، وبمقارنة بسيطة إذا قررت مثًلا إنشاء مجمع سكني فكم تحتاج من الوقت، ربما تحتاج إلى سنوات فلك أن تتخيل قدرة من استطاع خلق هذه الكون في أقل من أسبوع قال تعالى “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض َفِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ” ( الأعراف، آية54 ).
- التنظيم الدقيق الذي يسير به الكون، فالكون لا يحتوي على موجودات ثاتبة فتقريبًا كل الموجودات في الكون متحركة وتتميز بسرعة ثابتة تقريبًا، فهل فكرت مرة كيف يتم ذلك وكم هي قدرة من يتحكم بها ويسيرها ويحافظ على هذا النظام الدقيق الذي يسير به هذا الكون أو هذه الموجودات.
- السماء واحدة من معجزات خلق الله، فهى سبع سموات رتبها الله عز وجل ورفعها، ولكن هل ترى أعمدة تدعم تلك السماء لتجعلها تظل على علوها وارتفاعها، بالطبع لا فقد رفعها الله بغير عمد، وقد جاءت آراء العلماء التي دعمت أن تلك المعجزة لولاها لكانت الحياة على الأرض لا تطاق فقد قال علماء الفلك بأنه نظام وقوة الجاذبية التي خلقها الله بين السماء والأرض إذا سعوا لاستبدالها بالأعمدة فإنهم بحاجة إلى أكثر من مليار عمود الفاصل بين العمود والآخر مساحة توازي حجم عمود، فلك أن تتخيل أن الأرض بها ما يزيد عن مليار عمود كيف ستكون الحياة.
- الجبال، هل فكرت مرة ما هي الفائدة المرجوة من الجبال لما خلقها الله، بالطبع نعرف أن الكثير من الجبال تحتوي على ثروة معدنية كبيرة للبشر، ولكن الفائدة الأهم فيما يخص خلق الكون هو أن الجبال هو الأوتاد التي خلقها الله حتى يجعل الأرض مستقرة للمحافظة على توزانها.
- الليل والنهار وتعاقبها المنتظم وهذه الدقة الكبيرة التي يحدثان بها فلا يسبق الليل النهار.
قال تعالى “خَلَقَ السَّمَاوَات ِبِغَيْرِ عَمَد ٍتَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَى ٰفِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُم ْوَبَثّ َفِيهَا مِن ْكُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ” ( سورة لقمان، آية 10 ).
اقرأ: مدح النبي محمد صل الله عليه وسلم وأعظم ما قيل في مدحه
الحكمة في خلق الكون
الإقرار بألوهية الخالق عز جل ووحدانيته والاعتراف بعظمته وبقدرته وعبادته، فبنظرة دقيقة ومتجردة سترى مدى الدقة التي تنبؤك وبشكل يقيني أن هذا العمل عمل قدرة واحدة فلا تضارب ولا اختلافات بل تناسق متناهي الدقة، وكأن كل ذلك مسخر لخدمة هذا الإنسان الضعيف الذي ربما يكون واحدًا من اضعف الحلقات داخل هذا الكون المترامي الأطراف والمتعدد الموجودات إلا أنها كلها في خدمته، فها هي الشمس تطل عليه بقدر معين من الساعات حتى تمنحه الحياة، وها هو الليل يأتيه للراحة والسكن، وها هو الهواء حتى يستطيع أن يعيش والنبات والحيوان وكل ما حوله فقط لخدمته ولدعم سبل حياته، فهل شكرنا، وهل قدرنا، وهل عبدناه حق عبادته، أعتقد الإجابة وعن يقين كلا لم نوفه حق عبادته فاللهم عفوك ورضاك يا الله.
كل ما سبق من مظاهر قدرة الله في خلق الكون هو غيض من فيض، فمظاهر قدرة الله لا حصر لها ولا يمكن عدها، ولا نملك مقابلها إلا أن نعترف بوحدانية الخالق وطاعته وعبادته والابتهال له وشكره على نعمه التي أنعم بها علينا، فالإنسان وخلقه فقط به كم هائل من هذه المظاهر التي توضح قدرة الله، فلك الحمد يا ارحم الراحمين، اللهم عاملنا برحمتك بلا بعدلك يا الله.