قصص واقعية مكتوبة قصة رائعة عن رسالة ابن الي والده بعنوان الرقيب
قصة الرقيب قصة رائعة فيها حكمة عظيمة لجميع الاعمار استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا المقال عبر موقع احلم من موضوع قصص واقعية مكتوبة ، وهي عبارة عن رسالة ابن الي والده ،وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
الرقيب
قال حازم لابنه صالح وهو يودعه في المطار : انني يا بني ما وافقت علي سفرك للدراسة في لندن الا بعد ان اتخذت من اصحابي هناك من يوافيني بتقارير مستمرة عن وضعك وسأبعث لك كل شهر شيكاً يغطي نفقاتك، فإن تأخر فما عليك الا ان تذهب الي مكتب الخطوط الجوية لتجد تذكرة العودة بانتظارك، فخير لك ان تعود الينا سريعاً بلا شهادة من ان تبقي متسكعاً في الشوارع او ينتهي بك الامر للعمل في غسل الصحون في مطاعم لندن !!
ابتسم صالح ولم يجب وما لبث ان صافح مودعيه واعتلي سلم الطائرة وبعد عدة شهور كتب صالح الي ابيه يقول : والدي الحبيب، منذ ان غادرتكم والشيكات تصلني في ميعادها ما تأخر منها شيكاً وحداً، فعلمت ان خطتي في خداع الرقيب قد نجحت فقد عرفت من هو الرقيب وتعرفت علي صفاته فرأيته يأخذ الامور بظواهرها وعن خوافيها جاهل فصرت اتحيل الفرص لأقترب ما انا مقترف والهو بما اشاء فإن حضر ظهرت امامه كما تحب ان تراني .
وطال بي الزمن وانا علي هذا الي ان دعوت صديقاً لي الي سهرة لهو، فارتبك وقال : اني اخاف الرقيب، قلت : يا صديقي وانا كذلك علي رقيب ولكن أًني له ان يعرف ماذا افعل ؟! قال يا لك من ساذج، قلت : اتهزأ بي يا صاحبي ؟ قال : ابداً، انما يبدو انك لا تعرف عن طريق المراقبة شيئاً، اما لاحظت ان المحلات التجارية كلها مراقبة بواسطة الكاميرات، اما سمعت انه في بعض البلدان تتم مراقبة اشارات المرور بواسطة المصورات الخفية، اما تعلم ان الرادار يستخدم في مراقبة سرعة السيارات لمعرفة التي تتجاوز تحدود السرعة المسموح بها .
قلت : نعم، اعلم كل هذا، فما دخله فينا ؟ قال : هذه بعض طرق المراقبة الحديثة، وهناك طرق ادهي منها تراقب الافراد وتحصي عليهم انفاسهم مثل اجهزة التنصت التي قد توضع في سيارتك او في حقيبتك فيستطيع المراقب ان يحدد مكانك دون أن يراك، وقد توضع لك المصورات التليفزيونية الصغيرة خفية في ديكور الغرفة فتقوم بارسال مباشر لكل ما تفعل وانت لا تدري .
قلت : هل تظن ان والدك يستخدم هذه الطرق لمراقبتك ؟ وهل ينفق علي مراقبتك اكثر مما ينفق علي دراستك ؟ ضحك صاحبي وقال : هذه يا صديقي بعض طرق المراقبة التي عرفها الانسان حتي الآن، وهي رغم تطورها طرق محدودة، وما اخترعت طريقة للمراقبة حتي الآن إلا وتلاها اختراع يعاكسها ويقلل من شأنها، وهي طرق قاصرة مهما تقدمت لأنها تراقب اعمالك ولا تعرف شيئاً عن نواياك .
قلت : فيم الخوف اذن ؟ قال : يا صديقي إن الرقيب الذي اخافه هو الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، الذي يعلم الجهر وما يخفي، الذي يعلم السر واخفي، الذي يعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين عنده، الذي ما نلفط من قول الا ولدينا منه رقيب عتيد، وهو اقرب الينا من حبل الوريد، الذي يتوفانا بالليل ويعلم ما جرحنا في النهار، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم والذي لا نحيط بعلمه ولا بشئ منه إلا بما شاء، والذي لا ملجأ منه إلا إليه .
وقعت كلماته علي وقوع الصاعقة، ومر في مخيلتي شريط حياتي سريعاً وادركت مدي الخسارة التي لحقتني، سامحك الله، فلو انك دللتني علي هذا الرقيب لوفرت مالك ووقتي فاتخذ من شئت من الرقباء فلن اخافهم، وارسل إلي من تري من العيون فسأخدعهم ولكن أني لي ان اخد ربي ! اشهدك يا والدي اني الي الله منيب ومن عذابه مشفق ولرحمته راج، واسأله الا يخيب رجائي وان يقبل توبتي، وإلي ان نلتقي استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .
مو جمييييييييييييلة