الصداقة شيء جميل وفطري،ـ فالإنسان ينشأ على حب الاجتماع وتكوين الصداقات، هذه حقيقة معروفة، فالإنسان اجتماعي بطبعه، ودائمًا يحب ألا يكون وحيدًا ويسعى في تكوين الأصدقاء، ويحب أن تطول صداقاته بالناس لأطول فترة ممكنة، ولا يخلو بعد ذلك أن يكون بين الأصدقاء بعض الأمور التي يحدث فيها جفاء أو عتاب؛ لذلك فإن الصديق الذي يعرف حقيقة الصداقة ويعرف أهمية أن يكون له صديق مهما كانت له بعض العيوب فعنده أضعافها من المميزات، فالصديق الحقيقي الوفي لا ينظر إلى عيوب صديقه بقدر ما ينظر إلى ما يمتاز به وما يحبه فيه، هذه هي الصداقة الحقيقية التي تبقى أبدًا طول الحياة، وفي هذا الموضوع نعرض لتناول هذا المفهوم، فننقل بعض الكلمات الجميلة التي يقولها صديق لصديقه.
كلام جميل عن الصداقة
يا صديقي اعلم أن الصداقة الحقيقية تدوم مهما طال الغياب، فى كثير من الأحيان يتجنب الإنسان الإتصال ببعض أصدقائه وقد يطول الزمن وتنقطع العلاقة بسبب الإنغماس فى أشغال الحياة اليومية أو لأسباب أخرى فهل هناك داع لتأنيب الضمير؟ هناك من يقول لا ويبرر الأمر بالأسباب، الإطراء كلمات سحرية تدغدغ الوجدان لكنها قد تدمره.
بما أن الصداقة قيمة سامية عليا وتتطلب من الجانبين مراعاة حقوقها وواجباتها فمن المفروض أن يبذل الطرفان جهدا كافيا للمحافظة عليها.
وفاء الصداقة:
أتعرف يا صديق العمر أن الأصدقاء الأوفياء هم من يستحقّون كل مشاعر الحُب والأخوّة والتضحية فرُبَّ صديق لم تلده أمك وحُب الأصدقاء الحقيقون يختلف عن أى نوع من أنواع الحُب، فهوَّ حبٌ خالصٌ دون مصالح ومبنى على الصدقِ والوفاء، وفى حال تأخر أى طرف فى السؤال عن الطرف الآخر فلا داعى لتأنيب كل طرف لنفسه وإنما أخذ المبادرة والسؤال عن الصديق حتى وإن تأخر فى الجواب على مكالمة هاتفية أو رسالة إلكترونية.
عندما تكون الصداقة مبنية على أسس حقيقية وعندما يكون كلا الطرفين متفهما بأن التباعد الذى يحدث سببه ظروف شخصية فى هذه الحالة لا يعنى الغياب الذى يدوم أسبوع أو شهر أو أكثر شيئا؛ لأن الطرفين واعيان كل الوعى بأن هذا الإنقطاع لا يعنى الغياب.
أتعرف يا صاحبي، ليس من الصعب التضحيه من أجل صديق ولكن من الصعب وجود صديق يستحق التضحيه مثلك، الصداقة أحياناً ما تكون … أجمل بكثير من الحب. هناك أصدقاء يحتاجهم عقلك وهناك أصدقاء يحتاجهم قلبك وهناك أصدقاء تحتاجهم أنت لأنك ببساطه بدونهم تصبح بلا عنوان. هكذا الأصدقاء : كثيرون ثم قليلون فقليلون ! حتى لا يتبقى معك إلا من كان الأصدق بينهم. الصداقه شيء رائع تتغنى به النفس وهو وسيله ناجحة بين كل الناس في بعض الأحيان قد يكون هاجس يحرك الإحساس ولكن تبقى في النهايه، الصداقه علامة فارقه لا يستطيع أحد أن يفسرها إلا من إتّبعها بالشكل الصحيح وتنفس من عبيرها وضحى لأجلها وفعل المستحيل لكي لا تضيع.
الصداقة حيث لا مصلحة:
الصداقة دائمًا هي العنوان الأسمى والأنقى، العلاقة تبدأ بعيدة عن أي مصلحة، عن أي فائدة، أساسها هو لقاء قلبين تشابها في أشياء كثيرة وروحين وجدا الطمأنينة معًا، شيئًا فـ شيء، تتعلق القلوب ببعضها، وترتقي الأرواح إلى هذه العلاقة السامية.. تحدث الاختلافات والمشاكل نعم؟ ولكن الحلول سريعة، والنوايا صافية لا يشوبها غل ولا حقد، لذلك إذا حضرت المشكلة، وحضر الخلاف، وُجد حل الخلاف بشكل سريع.
يا صاحبي من الضروري أن يراعي الصديق حقوق الصداقة وواجباتها ولكن فى بعض الأحيان تدوم فترة انقطاع التواصل مع صديق نتيجة الإنغماس فى أشغال الحياة اليومية أو لأسباب عائلية أو شخصية ومن منا لم يعش مثل هذه الحالة ويرى أن التواصل إنقطع مع صديق له فجأة دون وجود أى مبرر ومن منا لم يرد على مكالمات أو رسائل تواصل وطال وقت الرد عليها حتى صار يؤنب نفسه.
كان هذا ختام موضوعنا حول كلام جميل لصديق عزيز أجمل الكلمات بين الأصدقاء، نقلنا فيها بعض الكلمات الجميلة التي وجهها أحد الأصدقاء يحدث بها صديقه ويعرفه بضرورة الصداقة وأهميتها وضرورة التجاوز عن أخطاء الصديق وتقوية العلاقات الاجتماعية، فهذا الموضوع فريد في بابه يتيح للقارئ أن يستطيع أن يكون صداقاته على أسس صحيحة وبعيدًا عن التشويشات والتشويهات، فنحن هنا نوصف الداء ونصف الدواء له إن شاء الله تعالى.