محتوي الموضوع
عيسى عليه السلام هو ابن مريم بنت عمران، المرأة التقية الورعة سيدة النساء التي فُضِّلت على نساء العالمين، ذكرها الله تعالى في كتابه في قوله: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}.
فالله تعالى خلق عيسى عليه السلام دون أب، وقد بيَّن لنا رب العالمين سبحانه في كتابه العزيز طريقة ولادته وكيف عانت مريم عليها السلام حين حملت به، وعيسى عليه السلام هو من أولي العزم من الرسل وهو آخر الأنبياء لبني إسرائيل، قد أرسله رب العالمين سبحانه بالإنجيل، حين كثر الفساد والطغيان من اليهود.
الإيمان بمعجزات عيسى عليه السلام:
- يجب على كل مسلم أن يؤمن بنبي الله عيسى عليه السلام، وأن يصدق بكل ما جاء عنه من معجزات، فمن لا يؤمن بعيسى عليه السلام لا يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في الحديث الصحيح عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وأنَّ عِيسَى عبدُ اللهِ، وابنُ أمَتِهِ، وكَلِمَتُهُ ألْقاها إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ منه، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وأنَّ النَّارَ حَقٌّ، أدْخَلَهُ اللَّهُ مِن أيِّ أبْوابِ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةِ شاءَ”.
انظر أيضًا: من قصص القرآن
معجزات عيسى عليه السلام:
- ولادته عليه السلام: حيث كانت الولادة بدون أب والمعاناة التي وجدتها وعانتها السيدة الكريمة مريم عليها السلام أثناء تلك الولادة، كل ذلك كان من المعجزات المحسوبة له عليه السلام.
- الكلام في المهد: حين حملت مريم بنت عمران عيسى عليه السلام إلى قومها وكانت قد صامت عن الكلام إلى البشر، فاشتد ذلك الأمر على قومها وما رأوه وأخذوا يوجهون التهم وهي صابرة محتسبة لله تعالى، حيث قال الله تعالى في سورة مريم: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا* يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا* فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا* قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}.
معجزة إحياء الموتى وعلاج الأكمه والأبرص:
- كان عيسى عليه السلام يشكل الطير وينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله تعالى، وكان يشفي بإذن الله تعالى الأكمه والأبرص، قال تعالى: {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
- نزول المائدة: جاء في سورة المائدة: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ* قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ}.
- تبشيره بخاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم: عيسى عليه السلام بشَّر ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى في سورة الصف: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}.
انظر أيضًا: قصص الأنبياء عليهم السلام
كان هذا ختام موضوعنا حول ما هي معجزات سيدنا عيسى عليه السلام؟، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المقتطفات من ولادة عيسى عليه السلام ومن صبر واحتساب أمه السيدة مريم عليها السلام وكيف عانت من ولادته ومن قومها، وذكرنا بعض المعجزات التي نقلها لنا القرآن الكريم عن نبي الله عيسى عليه السلام، وكيف أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص كل ذلك بإذن الله تعالى وبقدرته سبحانه وتعالى.
