مدينة القدس معلومات مشوقة من تاريخها والفتح الاسلامي لها
تتمتع مدينة القدس الشريف بمكانة تاريخية عظيمة في أذهان جميع المسلمين والعرب، حيث تحتل مدينة القدس مكانة دينية وتاريخية وأثرية مرموقة بين مدن العالم اجمع، فتحتوي هذه المدينة علي المسجد الاقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسري رسول الله صلي الله عليه وسلم، وتجدر الاشارة الي أن المكانة العظيمة التي تحظي بها مدينة القدس ليس فقط لدي المسلمين ، وإنما تتمتع بقدسية فريدة لدي اتباع الديانات السماوية الثلاث : اليهودية والمسيحية والاسلام، فبالنسبة لليهود تعد القدس من اقدس المواقع التي فتحها النبي داود عليه السلام وجعلها عاصمة مملكة اسرائيل الموحدة وذلك في عام 1000 ق.م ثم قام ابنه سليمان عليه السلام ببناء اول هيكل فيها، اما عن المسيحين فتنص التوراة ان مدينة القدس قد اصبحت موقعاً مقدساً بعد أن صلب يسوع المسيح علي احدي تلالها المسماة “جلجثة” حوالي سنة 30 للميلاد، وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة وذلك طبقاً لما ورد في العهد الجديد، اما عن المسلمين فمدينة القدس هي ثالث اقدس المدن بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، فكان المسلمين من كل بقاع الارض يتجهون إليهم في صلاتهم وذلك بعد أن فرضت عليهم الصلاة حوالي عام 610 م ، كما انها الموقع الذي عرج منه رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم الي السماء، وتضم مدينة القدس مجموعة من المعالم الدينية التي تتمتع باهمية تاريخية وقدسية كبري في العالم منها كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى – المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي .
وقد تعرضت مدينة القدس للتدمير مرتين خلال تاريخها، كما هوجمت 52 مرة وتم غزوها 44 مرة، فهي اقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، حيث استوطنها البشر منذ الالفية الرابعة قبل الميلاد، ويتم تصنيها علي انها موقع تراث عالمي، ولا تزال حتي الآن منطقة نزاع في قضية الصراع العربي الإسرائيلي، ويسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع احلم مجموعة من المعلومات المشوقة حول مدينة القدس بالاضافة الي مقتطفات رائعة من اجمل القصائد والاشعار التي تغني بها الشعراء تخليداً لهذه المدينة العظيمة ، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : معلومات .
الفتح الإسلامي
تمتعت مدينة القدس بمكانة مقدسة وعظيمة لدي المسلمين بعد حادثة الاسراء والمعراج، وبعد أن فرضت الصلاة علي المسلمين، حيث أصبحوا يتجهون اثناء اقامة الصلاة نحو المدينة، وبعد مرور حوالي 16 شهراً تم تحويل قبلة المسلمين في صلاتهم نحو مكة المكرمة بدلاً من القدس، وذلك بسبب كثرة تعيير اليهود لمحمد وللمسلمين بسبب إستقبالهم لقبلة اليهود، ولأسباب أخرى .. وفي عهد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه والفتوحات الاسلامية، ارسل عمرو بن العاص وابو عبيده بن الجراح لفتح فلسطين ونشر الاسلام فيها، ولكنهم لم يتمكنوا من فتحها في هذا الوقت بسبب مناعة اسوارها، وعندما طال الحصار للمدينة طلب رئيس البطاركة منهم ألا يسلم القدس الا للخليفة عمر بنفسه، فأخبر عمرو بن العاص الخليفة عمر بما طلبه رئيس البطاركة صفرونيوس فاستشار الخليفة عمر اصحابه فكان أول من تكلم عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال : “أقم ولا تسر إليهم فإذا رأوا أنك بأمرهم مستخفن ولقتالهم مستحقر فلا يلبثون إلا اليسير حتى ينزلوا على الصغار ويعطوا الجزية”. وقال علي بن أبي طالب: “إني أرى أنك إن سرت إليهم فتح الله هذه المدينة على يديك وكان في مسيرك الأجر العظيم”، ففرح عمر بمشورة علي وقال : “لقد أحسن عثمان النظر في المكيدة للعدو وأحسن علي المشورة للمسلمين فجزاهما الله خيراً ولست آخذاً إلا بمشورة علي فما عرفناه إلا محمود المشورة ميمون الغرة”.
وهكذا اتجه عمر نب الخطاب وخادمه ومعها ناقة الي بيت المقدس وما أن وصلا الي مشارف القدس حتي استقبلهما صفرونيوس، فسأل أيهما عمر فقيل له ذاك الواقف علي قدميه، فذهل أن عمر واقف علي قدميه بينما خادمه ممتطياً الناقة، وكان هذا مذكوراً في كتبهم، فكان الفتح العمري لبيت المقدس. كتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم “العهدة العمرية” .