محتوي الموضوع
إن الناس بحاجة لمعالجة أنفسهم من الذنوب بقسميها ألا وهي الصغائر والكبائر ، فالذنوب شبيهة بالأمراض الحسية التي لا بد على الإنسان أن يحرص على الوقاية منها وأن يبتعد عن أسبابها وألا يستسلم لها ، فكما أن الأمراض الحسية لو تم تركها بدون علاج سوف تضعف البدن وتهلكه ، فإن أمراض الذنوب لو تم تركها من غير علاج سوف تهلك الروح ، وسلامة الروح تفوق سلامة البدن ، وذلك لما يترتب عليها من النجاة يوم القيامة لو أقبل العبد على الله عز وجل بصدق وندم ، فإن الإقبال على الطاعات هو سير بطريق عفو الله عز وجل ، وذلك الطريق الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده وجعل عاقبته الرضا والقبول ، فلا يجمع العبد بين ذنبه وبين اليأس من رحمة المولى عز وجل ، يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (ما من عبدٍ يُذْنِبُ ذنبًا فيتوضأُ، فيُحْسِنُ الطُّهورَ ثُمَّ يقومُ فيُصلِّي ركعتينِ، ثُمَّ يستغفرُ اللهَ بذلكَ الذنبِ، إلَّا غُفِرَ لَهُ) ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على آثار الذنوب والمعاصي على المسلم وكيفية الرجوع إلى الله ؛ فتابعوا معنا.
أثر المعاصي والذنوب على العبد بالدنيا والآخرة:
قدر الله عز وجل أن يكون كل أبناء آدم خطائين ، ولكن خير الخطائين هم من يبادرون بالتوبة ، فالمعاصي والذنوب قد تؤدي لزوال النعم ونزول العديد من العقوبات التي تنقسم لقسمين وهما : عقوبات قدرية ، وعقوبات شرعية ، وتكون تلك العقوبات بالقلب أو بالبدن أو في الاثنين معاً ، ومنها ما يكون بعد يوم المحشر أو بعد الموت ، فلا يمكن أن تترك الذنوب من غير محاسبة ، وقد يعتقد الناس ذلك لجهلهم ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (إنَّ الرجلَ ليُحرَمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلا البرُّ) ومن صور تلك الأضرار ما يلي:
- الافتقار للتوفيق في الحياة مع الإحساس بتعسر الأمور ، فيرى المرء الأبواب مغلقة بوجهه ، وذلك على خلاف من يتقي الله عز وجل ، فإنه يجد من كل هم فرج ومن كل ضيق مخرج.
- الحرمان من نوع العلم الذي يعتبر من صور النعيم المعجل للعباد في الحياة الدنيا ، فاكتساب المرء للذنوب ينجم عنه ظلام بالبصيرة ، فعندما أعجب الإمام مالك بذكاء تلميذه الشافعي عليهما رحمة الله قال له : (إني أرى أن الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية).
للمزيد يمكنك قراءة : ما هي الذنوب التي لا تغفر
التوبة إلى الله عز وجل:
- إن التوبة بحاجة لإرادة قوية ، وبالخصوص لو اعتاد العبد على فعل الذنوب والمعاصي ، بالإضافة إلى أن وسوسة الشيطان تبعد الشخص عن التوبة لأنها قد تؤدي لفضيحة من رفقاء السوء ، ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا الأمر بقوله : (تُعرَضُ الفِتَنُ على القُلوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ أُشْرِبَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنْكَرَها نُكِتَتْ فيه نُكتةٌ بيضاءُ، حتى يصِيرَ القلبُ أبيضَ مثلَ الصَّفا، لا تَضُرُّه فِتنةٌ ما دامَتِ السمواتُ والأرضُ، والآخَرُ أسودَ مُربَدًّا كالكُوزِ مُجَخِّيًا، لا يَعرِفُ مَعروفًا، ولا يُنكِرُ مُنكَرًا، إلا ما أُشْرِبَ من هَواه).
- والمرء بالمعاصي على حالين ، إما أن يقبل تلك المعاصي لحين ائتلافها والتعود عليها ، وبكل مرة يفعل بها معصية تنكت بقلبه نكتة سوداء ، وإما أن يبتعد ويعرض عنها ويرفضها ، فيكون بقلبه نكتة بيضاء دلالة على رضا الله عز وجل ، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم القلب الذي يحرص على المعاصي بكوب منكوس لا ينتفع من شيء ، وليس هناك فائدة منه.
- والتوبة تتحقق عند الاعتراف بالمعصية ، وقد تكررت الألفاظ الدالة على الاعتراف بالذنوب بالقرآن الكريم ، فهو سبب للرحمة وسبب لمغفرة المعاصي ، والمعترف عارف لزلته ، ونادم عليها ، ويطلب من الله عز وجل الرحمة والمغفرة ، وذلك لعلمه يقيناً أن القوة بيد المولى عز وجل ، وأنه هو القادر على مغفرة الذنوب وعلى قبول توبة عباده ، يقول العز بن عبد السلام رحمه الله : (الاعتراف بالذنوب استكانة لعلام الغيوب، موجبة لعطفه ولطفه، بغفر الذنوب، وستر العيوب) ، ومن أقوى وجوه الاعتذار والاعتراف هو الإعراض عن المعصية والذنب والندم على فعلها مع العزم على ألا يرجع إليها مرة أخرى.
للمزيد يمكنك قراءة : كيف اترك المعاصي والذنوب
معلومات دينية مصورة:
للمزيد يمكنك قراءة : أدعية لغفران الذنوب