جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج العباد من ظلام الجاهلية إلى نور التوحيد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق هذه الدنيا الفانية إلى سعة الآخرة الباقية، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما ينفعنا في ديننا، فلم يدع شيئًا من الخير إلا وأخبر أمته به ودلهم عليه ليفعلوه، وما علم شيئًا من الشر إلا وحذرهم منه صلوات ربي وتسليماته عليه، ومن الأمور التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الدعاء الطيب الذي ندعو به رب العالمين سبحانه وتعالى.
ونحن في هذا الموضوع أحاديث الرسول الصحيحة من أدعيته صلى الله عليه وسلم، نتعرض إلى بعض الأدعية النبوية الرائعة التي ينبغي على كل مسلم أن يتعرض على تلك الأدعية وأن يطالع كتب السنة ليعرف الكثير والكثير عنها.
أحاديث الرسول الصحيحة من أدعيته صلى الله عليه وسلم:
أدعية نبوية:
وجَّهْتُ وجهيَ للَّذي فطَر السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا مِن المُشرِكينَ إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي للهِ ربِّ العالَمينَ لا شريكَ له وبذلكَ أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسلِمينَ اللَّهمَّ أنتَ الملِكُ لا إلهَ إلَّا أنتَ أنتَ ربِّي وأنا عبدُكَ ظلَمْتُ نفسي واعترَفْتُ بذَنْبي فاغفِرْ لي ذُنوبي جميعًا لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ لبَّيْكَ وسعدَيْكَ والخيرُ كلُّه في يدَيْكَ والشَّرُّ ليس إليكَ أنا بكَ وإليكَ تبارَكْتَ وتعالَيْتَ أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ.
أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه، ففي سنن أبي داود، وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قال: أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه؛ غفر له، وإن كان فارًّا من الزحف. [صححه الألباني]
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم. فعن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم. [رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني]
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ ، دِقَّهُ ، وَجِلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ ، وَآخِرَهُ ، وَعَلَانِيَتَهُ ، وَسِرَّهُ. رواه مسلم.
دعاء يوم عرفة:
في رواية الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. [حسنه الألباني]
سيد الاستغفار:
عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. رواه البخاري.
لزوم الاستغفار:
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزِمَ الاستغفارَ، جعلَ اللَّهُ لَه من كُلِّ همٍّ فرَجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقَه من حيثُ لا يحتسِبُ. رواه أبو داود، وغيره.
عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: (إن كنَّا نعد لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب عليَّ، إنَّك أنت التَّواب الرَّحيم) صححه الألباني.
كان هذا ختام موضوعنا حول أحاديث الرسول الصحيحة من أدعيته صلى الله عليه وسلم، قدمنا خلال تلك المقالة بعض الأحاديث النبوية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء، وذكرنا بعض الأدعية حول الاستغفار، فما أحوج الإنسان منا إلى أن يستغفر الله تعالى كل يوم ويقتدي في ذلك بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، حيث كان كثير الاستغفار كما وردت في ذلك الأحاديث الكثيرة، وذكرنا بعض الأدعية المتعلقة بيوم عرفة، هذا اليوم العظيم الذي يغفر الله تعالى فيه لجموع العباد الذين أتوه ملبين مكبرين ذاكرين له سبحانه وشاكرين له فضله ورحمته.
