علم التجويد يعرف في اللغة على أنه الإتقان والتحسين ، فأجاد الأمر بمعنى أحسن فعله ، وقام به على النحو الأمثل ، ويعرف في الاصطلاح على أنه إخراج كل حرف من مخرجه ، وإعطاءه حقه كاملاً من الصفات والأحكام ، وهذا التعريف يمس الناحية التطبيقية ، أما من الناحية النظرية ، فهو علم يبحث بقواعد تصحيح التلاوة ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأن القرآن مجوداً على سجيته من دون أن يحتاج لقواعد وذلك بسبب فصاحته ، وأيضاً كان الصحابة ، إلا أن عندما دخل العجم للإسلام هنا بدأت الأخطاء ، فعلم الصحابة وتفطن التابعين لهذا ، وحرصوا على أن يقرءوا القرآن قراءة سليمة ووضع قواعد له ، وسميت قواعد قراءة القرآن (علم التجويد) ، وهو يحمل الكثير من الأحكام ، وفي هذا اليوم سوف نتعرف أكثر حول أحكام لفظ الجلالة وسنتعرف عن التفخيم والترقيق وغيرها ، فتابعوا معنا.
أحكام لفظ الجلالة:
- لفظ الجلالة هو (الله) اسم مثله مثل الأسماء المعربة ، فيأتي بالكلام مرفوع أو مجرور أو منصوب ، إلا أن قراءته ولفظه يتم نقطها على أوجه ، تكون بها لامه مفخمة مغلظة إذا ما تقدمت عليه الفتحة أو الضخمة ، وتكون مرققة إن تقدمت عليه الكسرة ، ومن أجل توضيح أحكام لفظ الجلالة يجب تفصيل حالات ترقيق وتفخيم لام لفظ الجلالة ، بعد التعريج على معنى الترقيق والتفخيم ، ومن أجل معرفة صفتهما بالحروف ومعرفة الحروف التي ترقق والحروف التي تفخم ، والحروف التي قد ترقق وقد تفخم بحسب موقعها أو حسبما يسبقها من حركة في الكلام.
للمزيد يمكنك قراءة : احكام التجويد كاملة للمبتدئين
التعريف بالتفخيم والترقيق:
- وللحديث عن أحكام لفظ الجلالة يجب أن نفهم معنى الترقيق والتفخيم في الصوت خلال قراءة القرآن ، ويتم تعريف التفخيم لغة على أنه التسمين ، ويتم تعريفه اصطلاحاً على أنه سمن يدخل على صوت الحرف عند نطقه ، فيمتلئ الفم به ، ويجعله بمخرج الحرف جسيماً سميناً ، وبالصفة قوياً ، والتسمين والتفخيم والتغليظ كلهم بمعنى واحد ، لكن المستخدم في اللام في الغالب صفة التغليظ ، وبالراء تستخدم في الغالب صفة التفخيم.
- أما بالنسبة للترقيق : فهو عكس التفخيم بالمعنى ، ويتم تعريفه لغةً على أنه التخفيف والتنحيف ، وفي الاصطلاح على أنه نحول يدخل على ذات الحرف ، فلا يمتلئ الفم بصداه ، فيجعله بالمخرج نحيفاً ، وبالصفة ضعيفاً ، وفي حروف الهجاء العربية حروف تفخم دوماً ، وحروف ترقق دوماً ، وحرف ترقق وتفخم بحسب ورودها بالكلام ، وقبل أن نتوسع في ترقيق وتخفيم اللام ضمن حديثنا عن أحكام لفظ الجلالة ، فسنذكر هنا تفصيل بأقسام الحروف الهجائية من حيث الترقيم والتفخيم:
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات عن القرآن الكريم
حروف تفخم دوماً:
- أما الحروف التي تفخم دائماً هي : حروف الاستعلاء ، وعددها 7 أحرف (خ ، ص ، ض ، غ ، ط ، ظ ، ق) ، وتم جمعها في قول : (خص ضغط قظ) ، وتعد حروف الإطباق أقواها وهي : (الطاء والظاء والصاد والضاد) ويرجع ذلك الأمر لما اجتمع بها من كثرة الصفات القوية ، وتأتي الحروف البقية بعدها في قوة التفخيم.
حروف ترقق دوماً:
- أما الحروف التي ترقق دائماً هي حروف الاستفال ، وحروف الاستفال هي بقية حروف الهجاء ، فلا يجوز تفخيم أي حرف منها إلا الراء واللام في بعض الأحوال ، أما حرف الألف فهو تابع لما قبله في الترقيق والتفخيم ، وهناك بعض الحروف التي يجب التأكيد على استفالها حتى لا يسبق اللسان لتفخيمها كحرف الألف عند الابتداء والهاء في لفظ الجلالة.
حروف ترقق وتفخم:
- والحروف التي ترقق وتفخم مثل الألف الساكنة المدية ، واللام في لفظ الجلالة ، والراء في بعض أحكامها ، والألف لا توصف بالترقيق أو التفخيم ، إلا أنها تتبع ما قبلها ، فإن وقعت بعد مرقق رققت ، وإن وقعت بعد مفخم فخمت ، أما الراء واللام فترقق وتفخم على حسب ما قبلها من سكنات وحركات.
لفظ الجلالة عند علماء اللغة:
- وفي الختام يجدر بنا أن نشير لأراء علماء اللغة في أصل لفظ الجلالة ، فيقول بعض العلماء بأن لفظ الجلالة هو علم للذات الإلهية ، وبدوره فهو دال على جميع أسماء الله الحسنى ، وهو في أصله وصف لأنه دليل على المعبود ، كما أنه مشتق من الإلهية والألوهية ، فيقال آله الشيء بمعنى عبده ، والعرب تفخمه باللفظ بعد الضم ، والفتح لمناسبة اللام للتفخيم ، وقيل تمييزاً وتعظيماً للامه عن غيرها في بقية الكلمات.
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات دينية اسلامية قيمة