أحمد فؤاد نجم الفاجومي ذكريات خلف أسوار السجن
الفاجومي أو عم نجم ،كما يحلو له أن يناديه جمهوره ومحبيه الذين أحبوا شعره ، الثوري البسيط المنفتح النبيل الذي ملأ عالمنا بشعره ، تركنا بجسده ، لكن كلامه لا يزال في أذهاننا وقصائده خالدة في الذاكرة وهو الشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم.
استطاع الفاجومي أن يحفر ذكراه في ذاكرة المصريين بقصائده الخالدة التي غناها كبار الفنانين ، ولم يكن الشعر حكراً على الشيخ إمام، ولم تتحدث فقط عن السياسة بل قدم أشهر وأفضل “مسلسلات” مرتبطة بذكريات أجيال من المصريين.
السيرة الذاتية
شاعر مصري من مواليد أبو حماد بمحافظة الشرقية عام 1929،و من أهم شعراء العامية في مصر. دفعته وفاة والده إلى الانتقال إلى منزل عمه حسين بالزقازيق حيث التحق بدار أيتام عام 1936 حيث التقى بعبد الحليم حافظ وغادرها عام 1945 عن عمر يناهز 17 عامًا، بعد ذلك عاد إلى قريته ليعمل راعياً ، ثم انتقل إلى القاهرة مع أخيه ، لكنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته.
بعد سنوات عمل في أحد المعسكرات الإنجليزية ، لمساعدة الفدائيين في عملياتهم، بعد إلغاء المعاهدة الأنجلو-مصرية ، دعت الحركة الوطنية العمال في المعسكرات الإنجليزية إلى مغادرتها.
واستجاب نجم للدعوة وعينه الوفد الحكومي عاملا في ورش النقل الميكانيكي، حينها قام بعض المسئولين بسرقة المعدات من الورشة وعندما اعترضوا وجهوا له تهمة شراء نماذج مما أدى إلى الحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات في سجن قره ميدان حيث التقى بأخيه السادس (علي محمد عزت نجم).
خلال سنته الأخيرة في السجن ، دخل وفاز بأول مسابقة كتاب نظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، بعد ذلك تم نشر مجموعته الأولى من الشعر العامي المصري (صور من الحياة والسجن) وكتبت المقدمة سهير القلماوي لإشهاره خلال فترة سجنه.
بعد خروجه من السجن ، أصبح عضوا في منظمة التضامن بين الشعوب الآسيوية الأفريقية ، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية ، وسكن في غرفة على سطح منزل في حي بولاق الدكرور ،بعد ذلك التقى بالشيخ إمام في حارة خوش قدم (أي قدم الخير بالتركية) أو حوش آدم بالعامية ليقرر العيش معه والارتباط به حتى أصبحا زوجين معروفين وأصبح الربع مكانًا للقاء. للمثقفين.
من أهم قصائد أحمد فؤاد نجم كتاباته عن جيفارا رمز ثورة القرن العشرين، كما حصل على المركز الأول في استطلاع وكالة الأنباء العربية.
قد يهمك ايضاً : 10 معلومات عن نجيب محفوظ
الفاجومي الذي اعتبر العامية المصرية لغة
أحمد فؤاد نجم الذي كان ظاهرة شعرية كبيرة حيث لم تتوقف موهبته عن قول الشعر بل أصبح اسمًا على مسمى لأنه كان نجمًا بالمعنى الحرفي للكلمة، وصل إلى أبعد مما يمكن أن يحققه الشاعر العامي ، وأصبح نجمًا إعلاميًا منذ السبعينيات.
لم يكتف أحمد فؤاد نجم بكتابة الشعر ، فقد وسع حدوده ليغني ما كتبه ، بحيث تم تكييف معظم أغانيه في أغنيات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمزاج الثوري في جميع أنحاء العالم العربي وليس فقط في مصر، بل جالت أغانيه حول العالم ولا تزال تسمع على نطاق واسع ، ويغنيها الملحن والمغني الذي عرفه خلال رحلته الشيخ إمام.
التقى أحمد فؤاد نجم بالشيخ إمام في حي خوش قدم (أي قدم الخير باللغة التركية) أو بالعامية محكمة آدم ، فقرر العيش معه والارتباط به حتى أصبحا زوجين معروفين وأصبح الربع اجتماعًا “مكان للمثقفين” ،وتمكنوا من تحفيز الناس، حيث يقول نجم عن شريكه إنه كان “أول موسيقي يدخل السجن بسبب موسيقاه”.
يعتقد أحمد فؤاد نجم أن العامية هي أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب فصيح يتحدثون وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة، واللغة المصرية روح ومن وجهة نظرهم أهم إنجاز حضاري للشعب المصري.
ولد أحمد فؤاد نجم في الشرقية في 22 مايو 1929 وتوفي في 3 ديسمبر 2013 ، ولقب بـ “الفغومي المصري” وسُجن عدة مرات وفي عام 2007 ، انتخبته المجموعة العربية سفيرا للفقراء في صندوق الأمم المتحدة لمكافحة الفقر.
حتى وفاته عام 2013 ، خاطب نجم وسائل الإعلام بتصريحاته وكلماته الجريئة التي ظلت متداولة في تعليقاته على القضايا السياسية والاجتماعية حتى بعد وفاته.
قد يهمك ايضاً : أحمد عمر هاشم
ذكريات خلف أسوار السجن
في الخمسينيات من القرن الماضي ، اعتقل أحمد فؤاد نجم وسجن بتهمة التزوير ، وهناك تمكن من مقابلة عدد من السجناء السياسيين معظمهم من الشيوعيين ، فاستمع إلى مناقشاتهم وحواراتهم ،بالإضافة إلى القصائد التي تلاها ، وأبرزها للشاعر فؤاد حداد ، ذكر نجم نبذة عن تجربته في السجن في كتابه الأول ، صور من الحياة والسجن.
في عام 1974 تم سجن نجم والشيخ إمام بسبب أغنية “نيكسون بابا” التي كتبها نجم في الوقت الذي زار فيه الرئيس الأمريكي السابق نيكسون مصر بعد حرب أكتوبر ليغنيها الشيخ إمام وفي عام 1977 أصبحا في السجن لمدة عام بسبب القصيدة “الفول واللحمة”.
وتعاون الصديقان في إنتاج مجموعة من الأغاني السياسية التي كانت سبب اعتقالهما ، وكانت هذه الأغاني تسخر من النظام الحاكم ، ومنها “بقرة حاحا” ، وأصبحت الأغنية شائعة بين الناس، وفي أوائل التسعينيات كانت العلاقة بين الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام بدأت تضعف وتتفكك حتى انفصلا ، وقرر الشيخ الغناء في مناسبات خاصة جدًا حتى وفاته عام 1995، واستمر الشاعر أحمد فؤاد في تأليف تترات المسلسلات وكتب فوازير رمضان وقصائد لمسرح الدولة.
في إحدى روايات الشاعر أحمد فؤاد نجم عن العلاقة العميقة التي جمعتهما قال إنه يستيقظ على أحد أعمالهما ويفتقد حكمة وحنق الشيخ إمام وهما معًا ولا يوجد من يحل محله.
توفي الشاعر أحمد فؤاد نجم عام 2013 عن عمر يناهز 84 عامًا بعد مسيرة فنية كبيرة تمكن خلالها من تقديم العديد من القصائد التي تنقل الحياة الواقعية في الحي المصر، الجدير بالذكر أنه توفي أثناء إحياء أمسية شعرية في الأردن بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
قد يهمك ايضاً : سيرة ابن باز