ذكر القرآن الكريم بعض الأنبياء بأسمائهم، وذكر قصصهم وما كان يحصل من أقوامهم وكيف كانت دعوتهم وكيف أثمرت وكيف جابههم قومهم وكيف عاندوهم، وكان القصص القرآني في غاية الروعة والإحكام الذي لا إحكام فوقه ولا مثيل بعده، وفي الآيات القرآنية التي تحدثت عن هؤلاء الأنبياء الكرام الذين أُرسلوا إلى أقوامهم كان الله يذكر ما كانوا يدعونه من أدعية كانت تخرج من صدورهم إلى رب الكون سبحانه وتعالى، وأدعية الأنبياء جديرة بالتأمل، فهذه الأدعية لم تخرج هكذا عبثًا، بل خرجت لحِكَم عديدة وفوائد غزيرة، وكلمات الأنبياء وأدعيتهم تقطر بلاغة لا نظير لها، ولا شبيه لها، ونحن في هذا الموضوع نتقصى هذه الأدعية ونذكر أسماء الأنبياء الذين دعوا بتلك الأدعية، لعل هذا الموضوع يلفت انتباه القارئ إلى عظيم أهميته ونفعه عليه، وكيف أن أمامه فرصة ليتعرف كيف كان الأنبياء عليهم السلام يدعون ربهم؛ ليكون لنا فيهم الأسوة والقدوة.
أعظم الأدعية النبوية
دعاء آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} . [الأعراف – 23].
دعاء نوح عليه السلام: {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}. [نوح – 28]. {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}. [هود – 47]. {رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ}. [المؤمنون – 29].
دعاء هود عليه السلام:
{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. [هود – 56].
دعاء لوط عليه السلام: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ}. [الشعراء – 169].
دعاء يوسف عليه السلام: {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}. [يوسف – 101].
دعاء شعيب عليه السلام: {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}. [الأعراف – 89].
دعاء موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}. [القصص – 16]. {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ}. [القصص – 17]. {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}. [القصص – 24]. {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}. [طه – 25-28].
دعاء أيوب عليه السلام: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83). [الأنبياء]
دعاء سليمان عليه السلام: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}. [النمل – 19].
دعاء يونس عليه السلام: {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. [الأنبياء – 87]
دعاء زكريا عليه السلام: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}. [الأنبياء – 89].
دعاء يعقوب عليه السلام: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}. [يوسف – 86].
دعاء إبراهيم عليه السلام:
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128){. [البقرة – 127-128]. {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}. [إبراهيم – 40-41]. {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)}. [الشعراء – 83-85]. {رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)}. [الممتحنة – 4-5]. {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}. [الصافات – 100].
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية الأنبياء في القرآن الكريم، وعلى العبد أن يتفكر في هذه الأدعية التي دعا بها أنبياء الله الكرام وألا يُهْمِلَ في تدبرها والتعرف على ما تحتويه، فقد نقلنا ما ذُكِرَ في القرآن الكريم من أدعية وردت على ألسنة أنبياء الله الكرام، وكيف كانت تلك الأدعية وكيف كان الأدب العالي والذوق الرفيع في اختيار أنبياء الله لكلمات الدعاء الذي يدعون به رب العالمين، وكيف كانوا يتأدبون بهذه الصورة التي يجب على كل مؤمن بالله أن يتأسى بها ويعرف كيف تكون مآخذها وينسج على منوالها ويسير على خطاها، حتى نستطيع بحق أن نكون مؤدبين في دعاء الله خاشعين له منيبين إليه كما كان يفعل الأنبياء الكرام صلوات الله وتسليماته عليهم جميعًا