المسلم يتعرض للكثير من المواقف التي يحتاج فيها إلى أن يحصن نفسه بالدعاء، فالإنسان معرض لمخاطر كثيرة، سواء مخاطر الأذى من الناس أو من الجان أو من النفس الأمارة بالسوء إلى غير ذلك من المخاطر التي تصيب الإنسان بالضرر في دينه ودنياه، فعلى العبد ألا يهمل أمر الدعاء وأمر تحصين نفسه بما ورد في القرآن الكريم وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما يستطيع به أن يدعو دعاءً عامًّا مطلقًا، فالله تعالى يحب أن يدعوه عبده بما شاء من الدعاء.
والمعوذتان سورتان من سور التحصين الذي ينبغي على العبد أن يحصن بهما نفسه دائمًا، فقد ورد في الحديث أن: قل: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
أدعية التحصين لا يضر المؤمن بعدها شيء إن شاء الله:
- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4).
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5).
- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6).
- اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [255].
- ورد في الحديث: من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة. رواه ابن السني، وصححه الأرناؤوط.
- روى مسلم في صحيحه: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
- روى البخاري في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ ، فَقُلْتُ : لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ.
- ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. رواه البخاري ومسلم.
- وروى الترمذي في سننه من حديث النعمان بن بشير عن النبي قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان.
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، يقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، ثم يقول: هكذا كان يعوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
- وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يَدَع تلك الدعوات إذا أمسى وإذا أصبح: اللهم أني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية التحصين لا يضر المؤمن بعدها شيء إن شاء الله، جمعنا فيها بعض ما ورد في الذكر الحكيم من آيات التحصين المهمة وسوره العظيمة التي ينبغي على كل مسلم أن يهتم بتحصين نفسه من خلالها، فلا يدع ذكر سورة الإخلاص ولا المعوذتين فإنهما من أعظم الرقى والحصانة التي يتحصن بها المسلم، وكذلك آية الكرسي فهي من أعظم ما يمكن أن يحصن به العبد نفسه، وكذلك نقلنا ما ورد في السنة النبوية حول هذه الأوراد المهمة التي ينبغي على المسلم أن يتحفظها ويدعو الله بها.