الدعاء هو سبيل تفريج الكربات عن عباد الله تعالى، فالدعاء مهم لكل مسلم أن يدعو الله تعالى، والله تعالى يحب دعاء عبده له، ويحب أن يتقرب إليه عباده وأن يلحوا عليه في الدعاء وأن ينيبوا إليه ويكثروا من الاستغفار، والعبد لا يمكن أن يستغني عن معية الله تعالى طرفة عين أو أدنى منها، فالعبد دائمًا يحتاج إلى معية الله سبحانه وتعالى ورحمته به.
ونحن في هذا الموضوع أدعية الرزق والفرج أروع الأدعية، نقدم للقارئ الكريم بعض الأسباب الجالبة للرزق وبعض الأدعية التي تجلب الرزق، وكذلك بعض الأوراد التي جاءت في الفرج من الله سبحانه وتعالى، ونتمنى أن يكون هذا الموضوع شاملًا لما يريد القارئ معرفته في هذا الباب.
أدعية الرزق وأسبابه:
من أسباب الرزق تقوى الله تعالى؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ 3}. وقوله أيضًا:: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبون{الأعراف: 96}.
كذلك من هذه الأسباب الجالبة للرزق هو صلة الرحم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه. رواه البخاري ومسلم.
وكذلك إكثاره من الصدقة، فقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ { سبأ: 39 }. وقال صلى الله عليه وسلم: ما نقص مالٌ من صدقة. رواه مسلم.
والمتابعة بين الحج والعمرة من أسباب الغنى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة. رواه الترمذي وقال: حسن صحيحٌ غريب.
ومن الأدعية المأثورة ما في حديث أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا. حسنه الحافظ في نتائج الأفكار.
وفي الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك. أخرجه مسلم.
ومنها الاستغفار، كما في قوله تعالى: وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى {هود:3}.
وفي قوله إخباراً عن نوح ـ عليه السلام ـ أنه قال: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10ـ12}.
وأخرج أحمد ومسلم من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: اللهم رب السماوات السبع، ورب الأرض، ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين وأغنني من الفقر.
انظر أيضًا: أدعية السعي في طلب الرزق
أدعية الفرج:
عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحداً قط هَم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل يا رسول الله: ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
وروى الإمامان: أحمد وأبو داود عن نفيع بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
وروى الإمامان البخاري ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.
وروى الأئمة: أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب، أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً.
وجاء في صحيح البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر القول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن.
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. والحديث رواه الترمذي.
انظر أيضًا: أدعية الفرج بالصور
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية الرزق والفرج أروع الأدعية، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأوراد والأدعية التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوص الرزق والفرج، فكل عبد يحتاج إلى توفيق الله تعالى ورزقه له وتفريجه عنه، فكم في هذه الحياة من الأمور الصعبة التي يحتاج فيها الإنسان إلى الفرج من الله تعالى، والله تعالى يحب أن يفرج عن عباده كرباتهم، فينبغي على العبد أن يسعى في مرضاة الله تعالى واستغفاره كي ينال الفرج والراحة في الدنيا والآخرة.