كم يتعرض العبد المؤمن إلى كربات في هذه الحياة، وكم يحصل له من حوادث ومشكلات لم تكن تخطر له على بال، العبد معرض للابتلاء في كل وقت وحين، والله تعالى يخفف عن عباده المؤمنين؛ لما في قلوبهم من خشية وورع لله تعالى وتضرع إليه وإنابة له سبحانه وتعالى، فالعبد المنيب إلى ربه في منزلة قريبة من الله تعالى.
والدعاء هو من أكثر الأشياء التي يعين به الله عبده على أن يفك كربته وضيقه وشدته، فلا ينبغي أن ييأس العبد من دعاء الله تعالى، ولا أن يسكت عن الدعاء فإن في الدعاء مجلبة للرزق ودفع للغم والهم.
أدعية الكرب لفكِّ الكربة إن شاء الله:
- كان النبيُّ ﷺ يقولُ عِندَ الكَربِ: ( لا إلهَ إلا اللهُ العليمُ الحليمُ .. لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ .. لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريمِ ) . [صحيح البخاري]
- (( دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا و هو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ . فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له )) [الألباني ، صحيح الترمذي]
- (( دعَواتُ المكرُوبِ : اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو.. فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ .. و أصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ .. لا إلهَ إلَّا أنتَ )) [صحيح الجامع]
- (( ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابن أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا، قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال: بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها. [السلسلة الصحيحة].
- (( ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا )) [الألباني، صحيح أبي داود]
- “اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكِ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، تُعطيهما مَن تشاءُ، وتمنع منهما من تشاء ، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِيني بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاك”
- «”اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو؛ فَلاَ تَكِلْنِى إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِى شَأْنِى كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ”»
- «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ »
- « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ، وَرَبُّ الأَرْضِ ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ »
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
- «” لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ “» قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}[سورة الأنبياء: 87-88]
- اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر.
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية الكرب لفكِّ الكربة إن شاء الله، نقلنا فيه بعض الأوراد التي جاءت في تفريج الكربات وإذابة الهموم والأحزان، لعل العبد المسلم حين يقرأ بعض هذه الأوراد يجد لها راحة في قلبه وتعلقًا في صدره، ولا ينبغي إهمال سلاح الدعاء فإنه من أنجع الأسلحة التي تذيب قدر جبال من الهموم، نسأل الله تعالى رب العرش العظيم أن يفرِّج عن كل مسلم كربته وغمه وهمه إنه ولي ذلك والقادر عليه.