محتوي الموضوع
الدعاء من الأمور شديدة الأهمية في حياة الإنسان، وللدعاء فضل عظيم جدًّا ينال الإنسان ثوابه في الدنيا والآخرة، فكثير من الناس يغفل أهمية الدعاء ويظن أنه ليس عاملًا مهمًّا في الحياة، ونحن نقول له: إن الدعاء من أهم العوامل في تحقيق المراد، خصوصًا مع الإخلاص، فالله عز وجل يقبل دعاء المخلصين له المتوكلين عليه الظانين به الظن الحسن الجميل، فاحرص أيها الطالب على أن تدعو الله تعالى في جميع أوقاتك في عسرك ويسرك في شدتك ورخائك، ادع الله تعالى أن ييسر لك الأمور وأن يسهل لك طرق المذاكرة، وأن يهون عليك صعوبة الامتحانات، فالله عز وجل يعين عبده ولا يرد دعاءه ولا يرده صفرًا خالي اليدين.
فالله سبحانه وتعالى لا يرد عباده المنيبين إليه الخاضعين تحت ظل عفوه وغفرانه ورحمته، فيا أيها الطالب المُجِد مع جدِّك واجتهادك توكل على الله واصرف له الدعاء ولا تيأس ولا تحزن، ونقول للطالب الذي يريد أن يدعو الله دون أن يذاكر ودون أن يجتهد، هذا الذي تفعله يسمى تواكل، فأن تتوكل على الله يجب عليك أن تسعى أولًا ثم ييسر الله لك طرق الخير ويفتح لك أبواب العلم والبركة، ولكن أن تجلس هكذا بلا عمل وبلا فعل أي شيء ثم تنتظر أن يستجيب الله دعاءك فهذا من تسويل الشيطان لك، فاحرص على ما ينفعك، واحرص دائمًا على الدعاء مع العمل، الدعاء مع السعي، الدعاء مع الجد والاجتهاد بلا كلل أو ملل.
والله تعالى يوفق طلاب العلم والحق والخير إلى ما يحبه ويرضاه، وهذه بعض الأدعية التي يمكن أن يدعو الطالب بها خلال مذاكرته وخلال امتحاناته لعل الله تعالى يستجيب له ويفتح له من أبواب الخير والبركة، والدعاء بصورة عامة ليست له صور مخصوصة، فالإنسان يمكن أن يدعو الله تعالى بأي شيء يريده وبأي طريقة شاء، فليس للدعاء صيغة واحدة جامدة، بل الإنسان يدعو بما يفتح الله له من أبواب الدعاء، ومع موضوعنا الآن لننتبه إليه جيدًا:
دعاء قبل المذاكرة:
اللهم اني اسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين.
اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، انك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل.
دعاء بعد المذاكرة:
اللهم اني استودعك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت، فرده لي عند حاجتي إليه انك على كل شيء قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
عند التوجه الى الامتحان:
اللهم اني توكلت عليك، وسلمت امري إليك، لا ملجأ ولا منجي منك الا إليك.
عند دخول لجنة الامتحان:
ربّ ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيرا.
عند بداية الإجابة:
ربّ اشرح لي صدري، ويسّر لي امري، واحلل عقدة من لساني يفقه قولي، باسم الله الفتاح،
اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا، فإنك ان شئت تجعل الصعب سهلا يا أرحم الراحمين.
عند تعسّر الإجابة:
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، يا حي يا قيوم برحمتك استغيث، ربّ اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين.
عند النسيان:
اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمعني بضالتي. … او رد علي ضالتي
عند الانتهاء من الامتحان:
الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.
هذه كانت بعض الأدعية التي تيسر لنا نقلها وذكرها للقارئ الكريم، لعل الله تعالى يفتح بها له من أبواب فضله وعلمه ورحمته شيئًا كثيرًا، وعلى كل طالب علم أن يظل يدعو الله تعالى في كل موطن وعلى كل حال؛ فلا نيأس من الدعاء ولا نمل منه ولا نتأذى من كثرته، بل الدعاء هو الشيء الذي يرد الله عز وجل به الكثير من الشرور التي يمكن أن تكون قد قُدِّرت أن تنزل على العبد فيمنعها الدعاء الذي يدعو به الله تعالى؛ فيصرف الله تعالى عن عبده السوء نظير دعواته وإنابته له سبحانه والله، فسلاح الدعاء سلاح مهم جدًّا ينبغي أن يحسن الإنسان استعماله وألا يدعه هكذا بلا استعمال، فهذا من الخطأ الكبير، فكل إنسان هو في أمس الحاجة إلى توفيق الله تعالى له، وتوفيق الله تعالى إنما يأتي من إخلاص الإنسان ودعائه لله تعالى، أما هؤلاء الذين لا يدعون الله ولا يطلبون شيئًا من الله تعالى ويستنكفون عن ذلك، فهؤلاء ما عرفوا ربهم حق المعرفة، هؤلاء على قلوبهم غشاة وعلى أبصارهم غشاوة.
أسأل الله تعالى أن يبصر طلاب العلم بالحق وأن يرضيهم به، وأن يحق الحق بكلماته ويدحض الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأرجو أن يكون هذا الموضوع قد نال استحسان القارئ الكريم ونال إعجابه بهذا الموقع الرائع الذي يحتوي بداخله على ثلة من أفضل الموضوعات التي يمكن أن يقرأها القارئ الكريم في أي موقع من المواقع.