لا شك أن الدعاء من العبادات المهمة في الإسلام، والتي رغب فيها القرآن الكريم أعظم ترغيب، وحث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة الناس؛ لما في الدعاء من تفريج للكربات وإزاحة للهموم والغموم التي تنتاب الإنسان وهو في طريقه في هذه الحياة الكثيرة بالمشاغل والمتاعب والأمور الكثيرة، فالدعاء حينها يأتي كحل عظيم وأمثل لكل هذه المشكلات أن يلجأ العبد إلى ربه سبحانه وتعالى ويطلب منه ويستجير به سبحانه وتعالى.
ونحن في هذا الموضوع أدعية جميلة مكتوبة من أدعية الصحابة، نتعرض إلى بعض الأدعية الواردة عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلتها لنا كتب السنن؛ لنعرف من دعائهم طرفًا يسيرًا يعرفنا بهؤلاء العظام الكبار.
أدعية جميلة من أدعية الصحابة الكرام :
عن أنس بن مالك قال: كنا إذا دعونا قلنا: اللهم اجعل علينا صلاة قوم أبرار ليسوا بأئمة ولا فجار، يقومون الليل ويصومون النهار. رواه البزار وضعفه غير واحد.
وعن عبد الله بن سبرة قال: كان عبد الله بن عمر إذا أصبح قال: اللهم اجعلني من أعظم عبادك نصيباً في كل خير تقسمه الغداة، ونوراً يهدى ورحمة تنشرها ورزقاً تبسطه وضراً تكشفه وبلاء ترفعه وفتنة تصرفها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وعن سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس يقول: اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي الأحوص قال: سمعت عبد الله – يعني ابن مسعود – يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسأك بنعمتك السابغة التي أنعمت بها [عليّ] وبلائك الذي ابتليتني وبفضلك الذي أفضلت علي أن تدخلني الجنة. اللهم أدخلني الجنة بفضلك ومنك ورحمتك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي قلابة عن ابن مسعود أنه كان يقول: اللهم إن كنت كتبتني في أهل الشقاء فامحني وأثبتني في أهل السعادة. رواه الطبراني
وعن عبد الله بن عكيم أن ابن مسعود كان يدعو: اللهم زدني إيماناً ويقيناً وفهماً – أو قال: علماً – . رواه الطبراني وإسناده جيد.
وعن ثور بن يزيد قال: كان معاذ إذا تهجد من الليل قال: اللهم نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطيء وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدياً نوده إليك يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. رواه الطبراني وإسناده منقطع.
وعن عبد الله بن قرط قال: أزحف (وقف من التعب) على بعير لي وأنا مع خالد بن الوليد فأردت أن أتركه فدعوت الله فأقامه لي فركبت. رواه الطبراني وإسناده جيد.
انظر أيضًا: أدعية جميلة
دعاء لحماية العبد من الظلم
وعن ابن عباس قال: إذا أتيت سلطاناً مهيباً تخاف أن يسطو بك، فقل: الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعاً، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، إلهي كن لي جاراً من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
الله لا يُخلف الميعاد:
وعن الأسود بن يزيد قال: قرأ عبد الله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً} قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم، قالوا: يا أبا عبد الرحمن علمنا، قال: قولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني إن أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهداً تؤده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. قال: وزاد فيها زكريا عن القاسم: خائفاً مستجيراً مستغفراً راغباً إليك. رواه الطبراني.
انظر أيضًا: أدعية جميلة وقصيرة
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية جميلة مكتوبة من أدعية الصحابة، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية التي وردت عن الصحب الكرام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء الذين ضحوا وجاهدوا ونصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالي والنفيس ولم يدَّخروا شيئًا، هؤلاء الذين تعلق الإيمان بقلوبهم وأرواحهم قبل أن يكون مظهرًا من مظاهرهم، نعرض للقارئ الكريم ما في أدعيتهم من التأثر برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأسي به صلى الله عليه وسلم.