ما أجمل الدعاء! وما أجمل أن يكون هذا الدعاء في مواسم الخير التي يتعرض العبد فيها لنفحات الله تعالى، ولعل العبد يتعرض لنفحة من نفحات الله تعالى لا يشقى بعدها أبدًا، فالدعاء والذكر في أيام ومواسم الخير من أعظم وأهم العبادات، ينبغي للمسلم أن يعوِّد نفسه على دعاء الله تعالى والطلب منه سبحانه وتعالى، ولا شك أن مواسم الخير منها موسم الحج فهو من أفضل مواسم العام، وفيه يوم عرفة، اليوم العظيم يوم التاسع من ذي الحجة.
ونحن في هذا الموضوع أدعية في العشر الأوائل من ذي الحجة ويوم عرفة، نتعرض إلى بعض الأدعية النبوية العامة التي يمكن للمسلم أن يقولها في أيام العشر أو غيرها من الأيام، حيث إنه لم يرد دعاء مخصوص بيوم عرفة إلا ما ورد في رواية الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. [حسنه الألباني]
أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة:
الذي نعرفه أنه لم ترد أدعية مخصوصة بأيام العشر الأُوَل من ذي الحجة، ولا نعرف إلا الدعاء الذي حسَّنه الألباني والذي يقال يوم عرفة وهو خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
ومن ثم نتعرض إلى بعض الأدعية النبوية العامة النافعة للمسلمين بإذن الله تعالى.
أدعية نبوية:
أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه، ففي سنن أبي داود، وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قال: أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه؛ غفر له، وإن كان فارًّا من الزحف. صححه الألباني
رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم. فعن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم. صححه الألباني.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
وجَّهْتُ وجهيَ للَّذي فطَر السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا مِن المُشرِكينَ إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي للهِ ربِّ العالَمينَ لا شريكَ له وبذلكَ أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسلِمينَ اللَّهمَّ أنتَ الملِكُ لا إلهَ إلَّا أنتَ أنتَ ربِّي وأنا عبدُكَ ظلَمْتُ نفسي واعترَفْتُ بذَنْبي فاغفِرْ لي ذُنوبي جميعًا لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ لبَّيْكَ وسعدَيْكَ والخيرُ كلُّه في يدَيْكَ والشَّرُّ ليس إليكَ أنا بكَ وإليكَ تبارَكْتَ وتعالَيْتَ أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ.
انظر أيضًا: أدعية عشر ذي الحجة
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ ، دِقَّهُ ، وَجِلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ ، وَآخِرَهُ ، وَعَلَانِيَتَهُ ، وَسِرَّهُ. رواه مسلم.
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزِمَ الاستغفارَ، جعلَ اللَّهُ لَه من كُلِّ همٍّ فرَجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقَه من حيثُ لا يحتسِبُ. رواه أبو داود، وغيره.
وجاء في شعب الإيمان للبيهقي: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: أَكْثِرُوا الِاسْتِغْفَارَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسَكُمْ، وَأَيْنَ مَا كُنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ وَقْتٍ تَنْزِلُ الْبَرَكَةُ.
دعاء سيد الاستغفار:
عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. رواه البخاري.
انظر أيضًا: أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية في العشر الأوائل من ذي الحجة ويوم عرفة، قدمنا خلال هذه المقالة الدعاء الذي ورد ذكره يوم عرفة والذي حسنه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، ولا نعرف دعاءً مخصوصًا بأيام العشر سوى هذا الدعاء الذي يقال يوم عرفة، ثم أوردنا بعد ذلك بعض الأدعية الجامعة النافعة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء به في كل وقت وفي كل موسم من مواسم الخير.