الامتحانات من أصعب الأوقات التي تمر على الإنسان، حيث يكون هناك ضغط شديد عليه لإنجاز قدر كبير من المعلومات وفهمها وتحليلها استعدادًا للامتحان النهائي الذي سيُسأل فيه عن كل ما ذاكره ودرسه طول مدة دراسية معينة، وهذه الأوقات تكون شديدة التعقيد على الإنسان؛ لأنه يحتاج فيها إلى استرجاع هذه المعلومات الضخمة وهذه الكميات الكبيرة التي درسها وفهمها طول السنة.
ونحن في هذا الموضوع أدعية للامتحانات النهائية من أدعية التيسير، نتعرض إلى بعض الأدعية المأثورة في الدعاء في مثل هذه الأوقات، وكذلك بعض الأدعية الخاصة بتيسير الأمور إن شاء الله تعالى.
من الأدعية المأثورة:
قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طـه:144].
وقال أيضًا في كتابه على لسان نبيه: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي}.
وقد ورد في الحديث: اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدني علما. رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وقَهْرِ الرجال.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا.
ورُوِيَ عن ابن عباس أنه كان يقول: اللهم ذكرني ما نسيت، واحفظ عليَّ ما علمت، وزدني علما.
وكان ابن تيمية رحمه الله يدعو بقوله: يا معلم إبراهيم علمني.
ومن المأثور عن بعض السلف دعاؤهم عند الإفتاء: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
وكان مكحول يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وكان مالك يقول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكان بعضهم يقول: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
ونُقِلَ عن بعضهم أيضًا: اللهم وفقني واهدني وسددني واجمع لي بين الصواب والثواب وأعذني من الخطأ والحرمان.
انظر أيضًا: أدعية الاختبارات
أدعية التيسير:
في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. رواه البخاري وغيره.
قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت. رواه ابن حبان.
وقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها مسلم في شيء قط إلا استجاب له.
قوله صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ـ وحسنه الألباني.
الدعاء باسم الله الأعظم:
وروى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
وروى الترمذي وغيره عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: اللهم إني أسألك لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون بم دعا؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
انظر أيضًا: أدعية الامتحانات الصعبة
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية للامتحانات النهائية من أدعية التيسير، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية الرائعة حول التيسير في أوقات الامتحانات، وما نُقِلَ عن السلف الصالح من هذه الأدعية التي أُثرت عنهم، وعلى العبد أن يُكثر من الدعاء وأن يلجأ إلى الله تعالى في كل أوقاته، فالله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على أن ييسر للعبد أموره وأن يذكره ما ينسى وأن يعلِّمه ما يجهل، فاللهم علِّمنا يا رب العالمين ويسر أمورنا يا أرحم الراحمين.