ما أجمل أن يدعو العبد لغيره بالدعاء الصالح الذي ينفعه في دينه ودنياه، فيدعو العبد لأخيه بالتيسير وفك الكربة وأن يرزقه الله تعالى من فضله وكرمه، فالله تعالى كريم يحب أن يتفضل على عباده ويتكرم عليهم سبحانه وتعالى، لذلك ينبغي للمسلم أن يدعو لأخيه بالخير والبركة والنماء، وأن يدعو الله تعالى بتيسير الأمور على أخيه وأن يجعله في منزلة عالية بإذن الله تعالى في الدنيا وفي الآخرة.
ونحن في هذا الموضوع أدعية للغير بالتيسير والرزق، نتعرض إلى بعض الأدعية النبوية الكريمة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها لنفسه ولأخيه ولأحبابه.
اجمل الادعية لمن تحب
اللهم اجعل له مع كل هم فرج يا الله ومن كل ضيق مخرجا. اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا أن تخشع من تقواك يا الله واجعل عيوننا ان تدمع من خشيتك واجعلنا يا رب من أهل التقوى والمغفرة وارزقنا يا الله التقى والهدى والعفاف يا رب.
اللهم أحفظه من كل سوء وسخر له القلوب وأسعده في متعاقب الشروق والغروب، أسأل الله العظيم أن ينظر إليك وهو يباهي بك أمام ملائكته ويقول (إني احببت عبدي فاحبوه).
يكتب الله لك في كل خطوة سعادة وبكل نظرة عبادة وفي كل بسمة شهادة وكل رزق زيادة قد مضى العمر وفات يا أسير الغفلات فقد اغنم العمر وبادر بالتقى من قبل الممات.
أسأل الله الذي جمعنا في هذه الدنيا الفانية أن يجمعنا مرة أخرى في جنته التي قطوفها دانيه، المؤمن إذا مات يتمنى الرجوع إلى الدنيا ليكبر لله تكبيرة أو يهلل له تهليله أو يسبح له تسبيحة في زودك الله من تقاك وحفظك من النار ووقي و للفضيلة هداك وللجنة دعاك وجعل الفردوس مأواك.
اجمل الادعية العامة
قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت. رواه ابن حبان.
قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. رواه البخاري وغيره.
روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها مسلم في شيء قط إلا استجاب له.
قوله صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ـ وحسنه الألباني.
انظر أيضًا: أذكار لجلب الرزق
إذا كانت لك حاجة:
قال الله تعالى:[ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً] (الطلاق: 4)
وقال تعالى: [أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ] (الرعد: 28)
فعلى العبد أن يُكثر من ذكر الله تعالى وأن يتقي الله تعالى حيثما كان ولا يتعدى على حرمات الله، وأن يعرف حق الله تعالى فلا يتعداه أبدًا، وليطلب من الله سبحانه وتعالى إذا أحوجته الحاجة إلى أمر من الأمور، فالله عنده خزائن لا تنفد.
وفي الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
دعاؤك باسم الله الأعظم:
روى الترمذي وغيره عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم {البقرة: 163} وفاتحة سورة آل عمران: الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم { آل عمران: 1،2} قال الترمذي: حسن صحيح.
وروى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
وروى الترمذي وغيره عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: اللهم إني أسألك لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام ياحي يا قيوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون بم دعا؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
انظر أيضًا: أذكار لفك الكرب
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية للغير بالتيسير والرزق، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية النبوية الرائعة التي يمكن للعبد أن يدعو بها لنفسه أو لغيره أو لأحبابه من المسلمين بالتيسير والبركة والعون من الله سبحانه وتعالى، فما أجمل أن يدعو العبد المسلم لأخيه، وأن تكون الأخوة بين الناس قائمة على أخوة الدين والإيمان، فيكون الحب في الله تعالى وينتشر المودة بين الناس والرحمة والتآلف.