الهداية نعمة من الله كبرى على عباده المؤمنين، والله تعالى من وفقه إلى طريق الهداية فقد وفقه إلى خيرَي الدنيا والآخرة، فلا يوجد في الحياة أعظم من توفيق الله تعالى وهدايته سبحانه وتعالى، والمؤمن لا يأمن على نفسه أن يزل أو أن يخطئ فهو بين الحين والآخر في حاجة دائمة إلى دعاء الله تعالى بأن يثبته على طريق الهداية وأن يباعد بينه وبين كل ما يؤدي إلى الضلالة والعياذ بالله.
والدعاء بالهداية كثير في القرآن الكريم، وارد في عدة سور من سور المصحف العظيم، منها ما نقرؤه بصورة يومية في سورة الفاتحة في خمس صلوات، قول الله تعالى حكاية عن المؤمنين الطائعين: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6، 7].
وقال تعالى معظِّمًا لأمر الطائعين المجاهدين لأنفسهم ولشهواتهم: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
فطريق الهداية طريق عظيم نسأل الله أن يكتب لنا هذا الطريق ما حيينا، ونحن في هذا الموضوع ننقل بعضًا من الآيات القرآنية الواردة بشأن الدعاء بالهداية، وكذلك بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضًا بعض الأدعية العامة.
أدعية للهداية طريقك إلى الجنة:
- رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي
- روى مسلم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، قَالَ: ” قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (قُلِ: اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي).
- روى ابن ماجة في سننه من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا ) [صححه الألباني في صحيح ابن ماجة].
- روى الحاكم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ) [حسنه الألباني]
- عن ابن مسعود رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَدْعُو، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو، فَقَالَ: ( سَلْ تُعْطَهْ )، وَهُوَ يَقُولُ: ( اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَعْلَى غُرَفِ الْجَنَّةِ ، جَنَّةِ الْخُلْدِ).
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى.
- اللهم يا قادراً على كل شيء.. اغفر لنا كل شيء وارحمنا برحمتك الواسعة التي رحمت بها كل شيء وإذا وقفنا بين يديك لا تسألنا عن أي شيء فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
- اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة.
- اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك، اللهم اهدني وسدد خطاي.
- اللهم اهدني واهد بي ويسِّر طريق الهدى لي يا رب العالمين.
كان هذا ختام موضوعنا أدعية للهداية طريقك إلى الجنة، حاولنا أن نقدم فيها ما بعض ما جاء في القرآن الكريم من أدعية قرآنية عظيمة تحث على الهداية وتقوى الله تعالى، وكذلك نقلنا بعض الأوراد النبوية المهمة والأدعية النبوية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته كي يقولوها.
ثم نقلنا بعض الأدعية العامة التي يجتهد الناس في الدعاء بها وبغيرها مما يأتي على خاطر الإنسان من دعاء الله تعالى بالدعاء الحسن الجميل، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لهدايته إنه ولي ذلك والقادر عليه.