محتوي الموضوع
لم يدع الشرع الحنيف شيئًا من الدين إلا وبلغنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أمور دخول الخلاء والمنزل والسوق وغير ذلك من الأمور أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ماذا نفعل وماذا نقول وما هي الآداب المعينة التي تقال في هذا الأمر، وهذا يدلك على عظمة الإسلام وعلى عظمة هذا الدين الذي لم يدع شاردة ولا واردة وإلا وأخبرنا بها، فتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
ونحن في هذا الموضوع أذكار دخول الحمام والمنزل والسوق، نتعرض إلى بعض الأوراد الخاصة بدخول الخلاء والخروج منه وما يتبع ذلك من آداب ينبغي للمسلم أن يلتزم بها.
أذكار دخول الخلاء :
عند الدخول: (بِسْمِ الله) اللّهُـمَّ إِنِّـي أَعـوذُ بِـكَ مِـنَ الْخُـبْثِ وَالْخَبائِث.
عند الخروج: غُفْـرانَك.
من آداب دخول الخلاء :
في الحديث: إذا جلس أحدكم على حاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها. رواه الإمام مسلم في صحيحه.
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا بال أحدكم فلا يأخذنَّ ذَكَرَه بيمينه ولا يستنجي بيمينه ولا يتنفَّس في الإناء. رواه الإمام البخاري في صحيحه.
جاء في الحديث التي روته أم المؤمنين حفصة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه ويجعل شماله لما سوى ذلك. رواه الإمام أحمد.
في الحديث الذي رواه أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض. رواه الترمذي.
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة. رواه البخاري في صحيحه.
وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا استجمر أحدكم فليستجمر وترًا. رواه الإمام أحمد.
أذكار دخول البيت:
روى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يُذْكَرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. فَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ.
وروى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا بُنَيَّ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ. قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
انظر أيضًا: أذكار دخول المنزل
أذكار الخروج من البيت:
عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قطُّ إلا رفع طَرْفَهُ إلى السماء فقال: (اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ).
وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟) رواهما أبو داود في سننه، وصححهما الألباني.
ذكر دخول السوق:
جاء في سنن الإمام الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة. وفي رواية أحمد وابن ماجه وبنى له بيتاً في الجنة.
انظر أيضًا: دعاء دخول السوق
كان هذا ختام موضوعنا حول أذكار دخول الحمام والمنزل والسوق، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأوراد المهمة التي ينبغي للمسلم أن يتعرف عليها وكذلك بعض الآداب التي يلتزم بها المسلم عند دخول الحمام أو البيت أو السوق وننبه إلى أن هذا من كمال وتمام عظمة هذا الدين أن دلَّنا على كل شيء، ولم يدع شيئًا إلا وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم به؛ ليكون المسلم على بينة من دينه في أعظم البيان وأكمله وأبهاه.