الأذكار من العبادات العظيمة المشروعة في الإسلام، والتي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرشد إليها ونبَّه إليها في العديد من الأحاديث المروية في كتب السنة، وقد جاء القرآن الكريم بكثير من الآيات التي أغلبها ذكر لله تعالى ذكر لأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى، مما يدلك على عظمة الأمر وعلى عظمة هذه الأذكار في الإسلام، وكيف أنها تؤدي إلى جنة الرحمن سبحانه وتعالى.
ونحن في هذا الموضوع أذكار سجود التلاوة وأذكار الصلاة، نتعرض إلى ما ورد من أذكار سجود التلاوة وما جاء من أذكار يقولها العبد في صلاته لعل الله تعالى يغفر لنا ذنوبنا بهذه العبادات وهذه الأذكار.
دعاء سجود التلاوة:
اختلف أهل العلم في سجود التلاوة، فذهب جمهور العلماء على أنه سنة، وذهب بعض الحنفية إلى أنه واجب، وقد ورد عن عمر رضي الله تعالى عنه قوله: يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب، ومن ترك فلا إثم عليه. رواه البخاري.
وقد اشترط بعض العلماء الطهارة لهذا النوع من السجود، وبعضهم لم يشترط ذلك، وخلافهم ينبني على هل هذا السجود صلاة أم لا.
وقد كان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يسجد سجود التلاوة من غير وضوء. رواه البخاري. ولكن من فعله على طهارة فهذا أحوط.
صفة سجود التلاوة:
إذا مر القارئ بآية سجدة، كبَّر العبد ثم سجد، ويقول في السجود: سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته. رواه الترمذي والحاكم وزاد: ” فتبارك الله أحسن الخالقين”. ثم يكبِّر للرفع من السجود، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل رفع وخفض.
ولا يُشترط التسليم في هذا السجود على الصحيح، كما أنه يجوز هذا السجود في الأوقات التي ورد فيها النهي عن الصلاة.
انظر أيضًا: أدعية الركوع والسجود
أذكار ما بعد الصلاة:
آية الكرسي التي تقال بعد الصلاة سبب لدخول العبد الجنة، وهي: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَاشَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم}.
ففي الحديث عن أَبِي أُمَامَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا الْمَوْتُ». رواه النسائي.
في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَحَمِدَ اللَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَكَبَّرَ اللَّهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, فَتِلْكَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ, وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, لَهُ الْمُلْكُ, وَلَهُ الْحَمْدُ, وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ, وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ في صحيحه.
في الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، تعوَّذ بهن ، فإنه لم يُتَعَوذ بمثلهن، اقرأ المعوذات دبر كل صلاة.
في الحديث: (مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَحُرِسَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إلَّا الشِّرْكَ بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
ومنها ما رواه الترمذي وابن ماجه ، واللفظ له، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل ، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ، ويكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان. وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان ، فأيكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة ؟ قالوا وكيف لا يحصيهما ؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان وهو في الصلاة فيقول اذكر كذا وكذا حتى ينفك العبد لا يعقل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام ” والحديث صححه الشيخ الألباني.
انظر أيضًا: سجود التلاوة
كان هذا ختام موضوعنا حول أذكار سجود التلاوة وأذكار الصلاة، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأوراد حول سجود التلاوة وما يمكن أن يقوله العبد من أذكار في صلاته؛ ليكون العبد قريبًا من ربه سبحانه وتعالى، وليُحسن أن يكون في معية الله سبحانه وتعالى وحفظه، وهذه الأذكار تجبر عجز الفريضة إن شاء الله تعالى، فإن كانت في الفريضة نقص جاءت هذه الأذكار وجبرت هذا النقص بإذن الله.