تأتي الأذكار دائمًا لتذكر العبد بالله تعالى، ومتى كان العبد متذكرًا لربه لا ينسى إن شاء الله تعالى، فتكون قوته في الحفظ عالية، وكلمات زادت تقوى العبد لله تعالى كلما زاد علمه وخشيته، قال تعالى: {واتقوا الله ويعلِّمكم الله}، فتقوى الله تعالى هي أول ما يساعد الإنسان على التعلم والصبر على هذا التعلم، ثم بعدها ينتقل إلى مجال الذكر، وهو مجال رحب في هذا الدين، وردت العديد من الأذكار في الكتاب والسنة لتبين مدى أهمية هذا الأمر.
ونحن في هذا الموضوع أذكار عند المذاكرة للتيسير والتذكير إن شاء الله، نتعرض إلى بعض الأوراد الميسرة إن شاء الله تعالى على العبد في دراسته ومذاكرته وحفظه وتذكره.
أذكار للتيسير:
روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها مسلم في شيء قط إلا استجاب له.
قوله صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ـ وحسنه الألباني.
في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت. رواه ابن حبان.
قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. رواه البخاري وغيره.
انظر أيضًا: أذكار قبل المذاكرة
لا تَدَعْ اسم الله الأعظم:
وروى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
وروى الترمذي وغيره عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم {البقرة: 163} وفاتحة سورة آل عمران: الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم { آل عمران: 1،2} قال الترمذي: حسن صحيح.
وروى الترمذي وغيره عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: اللهم إني أسألك لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام ياحي يا قيوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون بم دعا؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
أذكار للتذكير:
مما لا شك فيه أن ذكر الله تعالى يساعد في التذكير، فقد وردت الآية الكريمة {واذكر ربك إذا نسيت}؛ لتدلل على أهمية الذكر بالنسبة للعبد في التذكر، ومن أعظم الأذكار الاستغفار وكثرة الاستغفار لله تعالى، وأذكار الاستغفار كثيرة، نذكر منها دعاء سيد الاستغفار وهو:
عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
انظر أيضًا: أدعية بعد المذاكرة
كان هذا ختام موضوعنا حول أذكار عند المذاكرة للتيسير والتذكير إن شاء الله، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأذكار والأدعية والأوراد النبوية التي تساعد إن شاء الله تعالى على التذكر وعلى تيسير أمر العبد في أي أمر كان، فلم ترد أدعية مخصوصة أو أوراد معلومة لمن يبدأ في المذاكرة، ولكن ما ورد كما ذكرنا في السابق أن الذكر بشكل مطلق يساعد على التذكر وأن أذكار التيسير تساعد في تيسير الأمر بإذن الله تعالى.
