محتوي الموضوع
الصلاة هي صلة العبد بينه وبين ربه سبحانه وتعالى، وقد حذر الله تعالى عباده أن يتهاونوا في أمر الصلاة، فهي العهد التي بيننا وبين الكفار فإن قُطِعَت فهذا من أعظم المصائب التي يمكن أن يفعلها الإنسان في حياته، أذكار ما بعد الصلاة آيات وأحاديث هو موضوع مهم ينبغي أن نتعلم ما فيه جيدًا، فهي آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، تؤكد على أهمية الأذكار التي تقال بعد الصلاة والتي ينبغي للعبد أن يمتثل فيها لكل ما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
ونحن في هذا الموضوع أذكار ما بعد الصلاة آيات وأحاديث، قمنا بترتيب وتنسيق الموضوع بالشكل اللائق بالقارئ الكريم، عسى الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا من علمه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
آية الكرسي سبب لدخول العبد الجنة:
{اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَاشَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم}.
ففي الحديث عن أَبِي أُمَامَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا الْمَوْتُ». رواه النسائي.
التسبيح والحمد والتكبير بعد الصلاة سبب لمغفرة الله تعالى:
ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَحَمِدَ اللَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَكَبَّرَ اللَّهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, فَتِلْكَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ, وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, لَهُ الْمُلْكُ, وَلَهُ الْحَمْدُ, وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ, وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ في صحيحه.
ينبغي للمسلم أن يعود نفسه على التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء عنه من أوراد، فقد جاء من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه أنه كان يعلم أولاده هذه الكلمات ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر كل صلاة : “اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ،وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر” رواه البخاري والترمذي.
قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص من أسباب حفظ العبد:
ففي الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، تعوَّذ بهن ، فإنه لم يُتَعَوذ بمثلهن، اقرأ المعوذات دبر كل صلاة.
رفع الدرجات وكسب الحسنات ومحو السيئات، ففي الحديث: (مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَحُرِسَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إلَّا الشِّرْكَ بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
كان هذا ختام موضوعنا حول أذكار ما بعد الصلاة آيات وأحاديث، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأوراد التي جاءت في الأحاديث النبوية عن أذكار وأراد ما بعد الصلاة، وينبغي للعبد أن يمتثل لكل ما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يحاول أن يبتدع في الدين طريقة أخرى، فالهَدي كله هَدي النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الرحمة التي أهداها رب العالمين للخلائق جميعًا هدًى ونورًا يهدي الله تعالى به من يشاء من عباده.
وقد حاولنا أن ننقل بعض هذه الأوراد لنشجع القارئ الكريم على الامتثال لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة الأوراد التي جاءت في هذا الخصوص.