محتوي الموضوع
لقد تم تصنيف الغزل قديماً في الجاهلية لنوعين اثنين ؛ النوع الأول وهو : الغزل الفاحش أو الغزل الصريح ، وأشهر زعيم لهذا النوع من الغزل هو امرؤ القيس الذي له العديد من القصائد الفاحشة ، وثاني نوع ألا وهو الغزل العفيف وقد سطع نجم هذا النوع في العصر الأموي بينما كانت النواة الأساسية بالعصر الجاهلي ؛ ويوجد الكثير من زعماء هذا النوع أمثال : عروة بن حزام وعنترة بن شداد وغيرهم ، ولكن حديثنا هنا سيدور حول شعراء الغزل الحديث وأشهر ما قالوه في الحب.
نزار قباني:
- نزار قباني هو أحد أشهر شعراء الغزل المحدثين ؛ وقد ولد في سوريا بمدينة دمشق في العام ألف وتسعمائة وثلاثة وعشرون ميلادياً ، ويعد المنزل الذي نشأ وترعرع فيه قباني آية من الجمال ؛ وذلك لما فيه من أصالة سورية معتقة.
- وقد اهتم قباني أيما اهتمام بلغته الشعرية ، فاختار أن تصبح وسطاً بين لغتي الفصاحة المتقنة والمشافهة اليومية التي كانت تجرى على ألسن الناس ، فأتى قباني بلغة سهلة وسلسة تحاكي لغة الشارع حينها! وقد استمد مفرداته من الحياة اليومية ، فتميز قباني بألفاظ بعيدة كل البعد عن الدهشة والتعقيد ، حيث لا تحتاج لشرح كبير لأن كلماته كانت تشرح نفسها.
أشهر قصائد نزار قباني:
يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
ومن ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ..
-2-
يا سيِّدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
-3-
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ
أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ..
عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..
وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..
وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..
وسوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
وتحترقُ الغاباتْ..
-4-
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
ووردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أن أتهجى إسمَكِ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
وفرعون الكلماتْ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ..
-5-
يا سيِّدتي
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً..
والمحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ…
-6-
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ..
ولا الزيناتُ..
ولا أجراس العيد..
ولا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعنيني أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
-7-
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ
حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.
لا أتذكرُ إلا عطرُكِ
حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهُكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
-8-
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهدابْ…
إبراهيم ناجي:
- وهو أحد أهم شعراء الغزل المحدثين ، مصري الجنسية ، ولد في العام ألف تسعمائة ثمانية وخمسون ميلادياً ، وقد حاز إبراهيم ناجي على شهادة التعليم الثانوي في العام ألف وتسعمائة وسبعة عشر ميلادياً ، ودرس الطب وقام بفتح عيادة له في مدينة القاهرة المصرية ، ومما كان يحكى عنه أنه كان يداوي فقراء مصر مجاناً ، بل كان يقوم بدفع ثمن الدواء لمن لا يستطيع ، وقد وُلي العديد من المناصب كان آخرها رئيس المركز الصحي بوزارة الأوقاف.
- وكان إبراهيم ناجي أحد شعراء الحب بالإضافة لأنه كان رئيساً لمدرسة أبولو الشعرية ، وله العديد من القصائد الرومانسية التي ذاع صيتها وقتها وما تزال لها مكانة كبيرة في قلوب محبي شعر الغزل.
أشهر قصائد إبراهيم ناجي:
- يا فؤادي، رحم الله الهوى
- كان صرحًا من خيال فهوى
- اسقني واشرب على أطلاله
- واروِ عني طالما الدمع روى
- كيف ذاك الحب أمسى خبرًا
- وحديثًا من أحاديث الجوى
- وبساطًا من ندامى حلم
- هم تواروا أبدًا وهْو انطوى …
**
- يا رياحًا، ليس يهدا عصفها
- نضب الزيت ومصباحي انطفا
- وأنا أقتات من وهم عفا
- وأفي العمر لناسٍ ما وفى
- كم تقلبت على خنجره!
- لا الهوى مال ولا الجفن غفا
- وإذا القلب على غفرانه
- كلما غار به النصل عفا
- يا غرامًا كان مني في دمي
- قدرًا كالموت أوفى طعمهِ
- ما قضينا ساعة في عرسه
- وقضينا العمر في مأتمهِ
- ما انتزاعي دمعة من عينه
- واغتصابي بسمة من فمهِ
- ليت شعري أين منه مهربي
- أين يمضي هارب من دمهِ
**
- لست أنساكِ وقد أغريتني
- بفمٍ عذبِ المناداة رقيق
- ويد تمتد نحوي كَيَدٍ
- من خلال الموج مُدَّت لغريق
- آه يا قِبلة أقدامي إذا
- شكت الأقدام أشواك الطريق
- وبريقًا يظمأ الساري له
- أين في عينيك ذياك البريق
- لست أنساك وقد أغريتني
- بالذرى الشم فأدمنت الطموح
- أنت روح في سمائي وأنا
- لك أعلو فكأني محض روح
- يا لها من قمم كنَّا بها
- نتلاقى وبسرَّينا نبوح
- نستشف الغيب من أبراجها
- ونرى الناس ظلالًا في السفوح
شعر الغزل بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : شعر غزل بدوي قصير
للمزيد يمكنك قراءة : شهد الشمري شعر غزل
للمزيد يمكنك قراءة : غزل حب قصير
في الشعر الغزلي يتغنى الشاعر بجمال محبوبته ويظهر الشوق إليها ، وهو لون قديم جداً من ألوان الشعر العربي كان مشهوراً منذ بداية الشعر ، إلا أنه مر بالعديد من المراحل مع تغير الظروف والأحداث والبيئات المحيطة بالشعراء ، وإلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقال الليلة وقد تكلمنا ودار حديثنا فيه عن أشهر شعراء الغزل في العصر الحديث ومقتطفات رومانسية من أشعارهم ، تعرفنا في هذا الموضوع على أهم شاعرين محدثين في الغزل ألا وهما : نزار قباني وإبراهيم ناجي ؛ كما وتعرفنا على أشهر قصائدهم في الحب التي ذاع صيتها آنذاك.