للعقيدة أهمية كبرى في الإسلام، فالإسلام عقيدة وعمل، لا يصح عمل بلا اعتقاد، ولا يصح اعتقاد بلا عمل، والعقيدة هي أول ما ينبغي على المسلم أن يتعلمه من أمور دينه، فأول ما تعلمه الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإيمان، الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والتعرف عليه وعلى صفاته جل وعلا، فله صفات الكمال والجلال، ولا ينبغي ألا يعرف مسلم صفات ربه سبحانه وتعالى، فالعقيدة الإنسانية هي أنقى عقيدة في الوجود، فهي العقيدة الحقة من عند الله تعالى، وهي التي نزهت رب العالمين سبحانه عن كل الشوائب التي شابت الأديان الأخرى واعتقادهم في الله.
ونحن في هذا الموضوع أهمية العقيدة الإسلامية في حياة المسلم، نتعرض إلى بيان أهمية الاعتقاد في حياة الفرد المسلم، وأنه لا بد لكل مسلم من أن يكون مُلِمًّا بمعرفة الله تعالى من خلال أدلة الكتاب والسنة وأقوال السلف رضوان الله عليهم.
العقيدة الإسلامية :
العقيدة هي أهم ما يمكن أن يعلمه الإنسان من أمور دينه على الإطلاق، فهي أهم من العبادات والمعاملات والأخلاق، حيث إن صاحب الاعتقاد السليم تصفو له إن شاء الله تعالى سائر أبواب الدين، حيث إن أول واجب على المكلف هو توحيد الله عز وجل، فحين أرسل النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل معاذ بن جبل إلى أهل اليمن قال له: فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات.
فيدل هذا الحديث الشريف على أهمية الاعتقاد وأنها أول ما يُبدأ به من الدين، وأول ما يدخل به المرء إلى الإسلام، أن يوحد الله تعالى ويشهد له بالوحدانية ويشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، فقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحح للناس عقائدهم وعباداتهم ونظراتهم إلى الكون والحياة، فالإسلام منهج حياة يبدأ بالاعتقاد ولا يحقر من المعروف شيئًا أبدًا.
وقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يدعو قومه مدة ثلاثة عشر عامًا إلى الاعتقاد الصحيح ونبذ الشرك والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولم تنزل فرائض الإسلام إلا في المدينة المنورة؛ الأمر الذي يدلنا على أن أولى أوليات الدعوة إلى الله تعالى هو الدعوة إلى الاعتقاد الصحيح الذي لا تشوبه شائبة من الشرك والعياذ بالله، ولا يُطالَب الإنسان بالعمل إلا بعد أن يصحح اعتقاده، فلا ينفع العمل مع اعتقاد شركي والعياذ بالله.
دراسة العقيدة تصحح المعتقدات الباطلة:
على المسلم أن يدرس عقيدته ليعرف الحق من الباطل ويعلم الفطرة من انتكاس الفطرة، فتصحيح العقيدة من أولى أوليات الداعي إلى الله عز وجل، فعليها يتوقف قبول العمل.
فالكافر لا تنفعه أعماله يوم القيامة، وهي تكون يوم القيامة هباءً منثورًا، وقد قال تعالى: {لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكوننَّ من الخاسرين}
فالشرك خسران مبين مهما فعل الإنسان من أعمال بعد ذلك فلا فائدة لتلك الأعمال.
العقيدة أشرف علم:
حيث إن شرف العلم من شرف المعلوم، فإذا كان المعلوم هو الله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته الله وما ينبغي لله تعالى وما لا ينبغي له سبحانه، فهذا يدل على أننا نتحدث عن أشرف العلوم، فأشرف علم هو ما تعلق برب العالمين سبحانه وتعالى، والعقيدة تزيد العبد خشية لله وتضرعًا وإنابة إليه سبحانه.
فأكثر الناس خشية لله تعالى هم العلماء الربانيون الذين علموا عظمة الله تعالى حق العلم، وعرفوا ما لله من صفات الكمال والجلال والجمال؛ فعلى المسلم ألا يتهاون في معرفة اعتقاده، بل عليه أن يدرسه وأن يتلو القرآن الكريم تلاوة متدبر ليعرف ما فيه من دلائل الاعتقاد الصحيح، ويقرأ كتب السنة كصحيح البخاري وصحيح مسلم، ففي هذه الكتب ما يفيد بالاعتقاد الصحيح في الله رب العالمين سبحانه وتعالى.
كان هذا ختام موضوعنا حول أهمية العقيدة الإسلامية في حياة المسلم، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات الخاصة بجانب العقيدة، والتي ينبغي لكل مسلم أن يهتم بهذا الجانب وأن يترك له من وقته حتى يتعرف على الله سبحانه وتعالى حق المعرفة، وليلزم أحد العلماء المشهود لهم بالورع والتقوى وليتعلم منه الاعتقاد، وما يمكن أن يقربه من الله سبحانه وتعالى، فليس هناك أفضل من أن ينشغل العبد بمعرفة ربه سبحانه وتعالى.