النحو هو نظام علمي يحمي لغتنا من اختلاط المقاصد وفوضى التعبير ، ويجعل اللغة العربية سهلة وجميلة ، ويضمن لأبناء المجتمع لغة موحدة يتفاهمون من خلالها ، وتتوحد عبرها العقول وتتآلف القلوب ، وتتقارب الأساليب ، وتبعد بهم عن التشرذم الذي ينبع من الخضوع للهجات ، فييسر عليهم الالتفاف حول أهداف مشتركة ، تعلموها يوم انضبط التعبير بالتفكير والتفكير بالتعبير ، وبهذا تتم لهم وحدة التواصل ما بين الماضي والحاضر.
النحو يعد علم يخدم جميع العلوم مثل : الإنسانية ، والتجريبية ، والآداب ، والسياسة ، والفنون ، والقانون ، فهو لا يخدم اللغة العربية وحدها كما يظن معظم الناس ، إنه علم يضبط نظام اللغة العربية ، لغة العلوم والآداب والفنون ، ويصل بها إلى مقاصدها التعبيرية في نقل العلوم بأمانة وبدقة للمتعلم والمخاطب وكل أبناء المجتمع ، في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل.
علم النحو هو المرشد العلمي لاستخدام اللغة في التعبير والتأليف والتفكير والخطاب ، هو علم يكشف عن المعنى وما يتصل به من علاقات وتراكيب توجد التفاهم بين جميع أبناء المجتمع الواحد ، وفي هذا اليوم سوف نتعرف سوياً حول أهمية علم النحو وسنذكر بعض الفوائد لهذا العلم الجميل والرائع ، فتابعوا معنا.
الإلمام باللغة العربية:
- علم النحو يطلق عليه علم الإعراب ، وهذا العلم يعد واحد من أهم علوم اللغة العربية ، فهو يساعد في التعرف على ضعف أو صحة التراكيب العربية ، بالإضافة إلى التعرف على الأشياء التي تتعلق بالألفاظ من ناحية تراكيبها ، والهدف من ذلك هو تجنب الوقوع بأخطاء التأليف ، والقدرة على الإفهام ، وابن جنى يرى في كتابه (الخصائص) أن النحو هو طريقة لمحاكاة العرب في طريقة كلامهم ، وهذا من أجل تجنب اللحن في الكلام ، ولتمكين المستعرب في الوصول لمرتبة العربي في الفصاحة ، ومن أجل سلامة اللغة التي يتكلمها ، وبالتالي يكون هدف علم النحو هو تحقيق هذين الغرضين.
للمزيد يمكنك قراءة : أهمية اللغة العربية
التبحر في علوم الشرع:
- فهم ألفاظ الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية يتوقف على معرفة علم النحو ، وبالتالي علم النحو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلوم الشرع ، فطالب العلم الشرعي بحاجة للتبحر في علم الفقه ، وفي أصوله ، وعلم تفسير القرآن الكريم ، وأن يتعرف على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وسيرة صحابته الكرام ، والمعاملات الدنيوية ، وفقه العبادات ، وتحصيل تلك العلوم جميعاً لا يكون إلا بتعلم وتحصيل علم النحو الذي يعتبر أساس وسبيل الوصول لتلك المعرفة.
للمزيد يمكنك قراءة : فقرة هل تعلم عن اللغة العربية
طريق لتعلم باقي العلوم:
- أهمية علم النحو نابعة من تميزه على غيره من بقية العلوم ، فلا يمكن لأي أحد أن يستغني عنه ، وليس هناك أي بديل له ، وفي حقيقة الأمر أن الناس الجاهلين بعلم النحو تكون فهمهم ومعرفتهم للعلوم الأخرى مجهولة وفقيرة المعالم ، ومن يتقن علم النحو فهو من أصحاب الشأن الرفيع ، وهذا يرجع لأن علم النحو طريق للتبحر في كل الفنون والعلوم الأخرى ، فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله : (من تبحر في النحو اهتدى إلى كل العلوم).
نشأة علم النحو:
- علم النحو لم يظهر حتى النصف الأول من القرن الأول الهجري ، ففي تلك الحقبة لم يحتاج العرب لعلم النحو ، وهذا نتيجة لتحدث العرب للغة العربية الصحيحة وعدم خطأهم بها ، إلا أن بعد انتشار الدين الإسلامي ، وبعد اتساع رقعته اندمج العرب بالعجم ، وخاف العلماء على لغتنا العربية من الضياع ، ولهذا الأمر عمد كثير من العلماء في الحفاظ على اللغة ، فقد لجئوا لتدوين الأحاديث ، والأشعار ، والخطب ، وحاولوا جيداً استقراءها واستنباط ما بها من قواعد ، وكل هذا من أجل تقويم الألسن للنطق الصحيح ، بالإضافة لذهاب بعضهم للعيش مع الأعراب الذين لم يكونوا اختلطوا من قبل بالعجم ، فكان للعلماء دور كبير جداً ومتميز في ضبط قواعد اللغة ، فقد ألفوا عشرات الكتب المهمة التي اشتملت على دقائق علم النحو.
للمزيد يمكنك قراءة : كيف تعرف عن نفسك باللغة العربية