محتوي الموضوع
جاءا ذكر خيبر في التاريخ المعاصر بصورة كبيرة، وهي من المدن التي يعود إنشاؤها إلى أكثر من 1700 سنة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، أي في القرن السادس ق.م. وهي من المدن التي لها منزلة دينية كبيرة عقب وقوع غزوة خيبر على أراضيها، والتي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة الكرام ضد اليهود، إضافة إلى الأحداث المهمة الأخرى التي حدثت عليها.
وتتصف هذه المدينة السعودية بأنها من أكثر واحات النخيل الغنية بعيون الماء، وتمتاز بغزارة المياه وبالتربة الخصبة التي تصلح لزراعة كل أنواع الفاكهة والحبوب، ويتواجد بها ما يزيد على أربعين ألف نخلة، ويبلغ عدد سكانها إلى 53 ألف نسمة، وهي مدينة واقعة على بعد 168 كيلو مترًا إلى ناحية الشمال الشرقي من المدينة المنورة.
ونحن في هذا الموضوع أين تقع خيبر وكيف وقعت غزوة خيبر، سنستعرض جزءًا من تاريخ هذه المدينة المهمة والتي جرت عليها أحداث غيرت مجرى الأحداث لمدة طويلة.
موقع مدينة خيبر :
تقع هذه المدينة على مسافة 170 كم من الناحية الشمالية للمدينة المنورة، ويقال: إنها كانت من المدن الكبيرة التي تعج بالمزارع والحصون، وخيبر هي ذلك الموضع الذي ذُكِرَ في الغزوات التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع أو ثمان من الهجرة، وقد سُميت بذلك الاسم؛ لما تشتمل عليه من الحصون الكثيرة، حيث إن خيبر هي كلمة يهودية معناها الحصن، وخيبر تشتمل على العديد من الحصون التي سُميت بالخيابر.
وتمتاز خيبر بحرارة الحجارة السوداء التي تكسو المدينة؛ الأمر الذي جعلها منطقة صعبة المرور، وقد تكونت تلك الحجارة السوداء عقب تكرار حصول ثورات بركانية، حيث إن تلك الحجارة هي قذيفة من الحمم البركانية من فوهة البركان وحتى سطح الأرض، ويرجع تسميةي خيبر تبعًا للروايات إلى أسباب ثلاثة، هي:
أن اسمها مشتق من الأرض الخيِّرة، بمعنى الأرض السهلة والطيبة، وثانيًا أن اسمها مستمد من رجل عملاق يُسمى خيبر بن قانية، وثالثًا أن اسمها ورد من كلمة يهودية معناها الحصن.
أهمية خيبر التاريخية:
لقد استمدت هذه المدينة أهميتها التاريخية في عصور الفتوحات والغزوات، وقد كانت مدينة حصينة، وقد برز دور الطائفة اليهودية في المدينة في تاريخ الإسلام، حيث زرعوا الفتنة والشقاق بين المسلمين وبني قريظة، حتى دعوا بني قريظة إلى خيانة المسلمين، وقد عاش المسلمون ظروفًا صعبة إثر هذه المؤامرات التي تسبب فيها اليهود.
غزوة خيبر:
لقد تعرض المسلمون للعديد من الضغوط من اليهود وبخاصة يهود خيبر، وقد ظل الوضع هكذا حتى استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تأمين جانب المشركين في قريش بأن أبرم معهم معاهدة صلح الحديبية في سنة ست من الهجرة، حيث عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى توجيه أنظاره إلى محاسبة اليهود وقبائل نجد على ما فعلوه وألحقوه بالمسلمين؛ لكي يوفر لهم السلام والأمن والهدوء.
وقد كانت هذه الغزوة في سنة 7 من الهجرة، وكانت بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وصل عدد المسلمين فيها نحو ألف وثمان مئة مقاتل أو غير ذلك نظرًا لاختلاف الروايات، وقد كان الهدف من هذه الغزوة هو رفع راية الإسلام وتقوية الشوكة الإسلامية والعمل على توحيد شبه جزيرة العرب.
وقد احتدم القتال بين المسلمين واليهود، رغم عد التكافؤ بين المسلمين وبين يهود خيبر، ولكن النصر كان حليفًا للمسلمين في هذه الغزوة؛ ليقينهم بالنصر من الله تعالى، وما يمن الله به على عباده المتقين.
كان هذا ختام موضوعنا حول أين تقع خيبر وكيف وقعت غزوة خيبر، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات التاريخية حول مدينة خيبر السعودية، هذه المدينة التي لها أهمية كبرى في التاريخ الإسلامي، حيث فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوة بعد قتال شديد، وقد من الله تعالى على المسلمين بالنصر والظفر، وكانت هذه الغزوة بمثابة فصل من فصول الصراع الكبرى بين المسلمين واليهود، ونرجو من الله تعالى أن يهيئ جيلًا مشابهًا لجيل الأوائل ينتصر لقضية هذه الأمة مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.