اشتهر العصر الجاهلي بشعر الحب وكتب الكثير من الشعراء في هذا النوع ,وكانت إشعارهم مميزة فهم الذين تمكنوا ببراعة كتابة الأبيات الشعرية الجميلة جدا, وكان هناك الكثير من الشعراء المميزين في العصر الجاهلي وكانوا يتنافسون فيما بينهم,لان الشعر كان يمثل السلاح الذي ينتصر بة الشاعر على غيرة في الكثير من الإغراض المتنوعة, ومن أهم هذه الإغراض هي الغزل, والذي يعرف بالحب, وكان من أشهر شعراء العصر الجاهلي, امرؤ ألقيس, طرفة بن العبد, زهير بن اتبى سلمى, الحارث بن حلزة, عمرو بن كلثوم, عنترة بن شداد, لبيد بن ربيعه, الأعشى الأكبر, عبيد بن الأبرص, النابغة الذبياني.وتعالوا بنا من خلال موقع احلم نتعرف على الشاعر امرؤ ألقيس ونتناول أجمل أبيات شعر الحب
امرؤ ألقيس: هو امرؤ ألقيس بن حجر بن حارث, وهو شاعر من اليمن, من قبيلة كندة, نشا في بيت زى جاه ومال, فكان والدة سيد بني أسد, فنشأ ابنة نشأة ترف,حيث اشتهر بحبة للهو والسكر وقول الشعر الماجن. وكان شعرة متنوعا بين الغزل والوصف ولا سميا في وصف النساء والفرس والصيد, يتخلله الحكمة بالإضافة إلى الفاظه الجزلة الموجزة, التي تعبر عن حياته وقومه, فكان شعرة يمثل ترفه الذي يعيشه في شبابه, فعدة النقاد من أفحل شعراء الجاهلية وأفصحهم, وهو من أول من ابتدأ في شعر ذكر الأطلال والتغني بالمحبوبة, كما إنهم قالوا فيه بأنة من أفضل من استخدموا الاستعارات في شعرة, إذ لم يصل احد إلى ما وصل إليه شعر.
الشاعر امرؤ القيس … نبذة عن حياته وأشهر قصائده
قال امرؤ القيس
طَرِبتَ وَعنّاكَ الهَوى وَالتَطَرُّبُ
وَعادَتكَ أَحزانٌ تَشوقُ وَتَنصِبُ
وأَصبَحتَ من لَيلى هَلوعاً كَأَنَّما
أَصابَكَ مومٌ من تِهامةَ مورَبُ
أَلا لأبل الأَشواقُ هاجَت هُمومَهُ
وَأَشجانَهُ فالدَمعُ لِلوَجدِ يَسكُبُ
وَلَيلى أَناةٌ كالنهاة غَريرَةٌ
منعَّمَةٌ تُصبي الحَليمَ وَتخلبُ
كأَنَّ ثَناياها تَعلَّلنَ موهِناً
غَبيقاً مِن الصَهباءِ بَل هيَ أَعذَبُ
وَما أُمُّ خِشفٍ شادِنٍ بخَميلةٍ
من الدَهسِ منه هايلٌ وَمُكَثَّبُ
يَعِنُّ لَها طَوراً يَروقُها
عَلى الأُنسِ منه جرأةٌ وَتَوثُّبُ
بأَحسنَ منها مُقلةً ومقَلَّداً
وَإِن هيَ لَم تُسعِف وَطالَ التَجَنُّبُ
وَما رَوضةٌ وسميَّةٌ حَمويَّةٌ
بِها مونقاتٌ من خُزامى وَحُلَّبُ
تَعاورَها وَدقُ السَماءِ وَديمَةٌ
يَظَلُّ عَلَيها وَبلُها يَتَحَلَّبُ
بأَطيبَ منها نَكهَةً بَعدَ هجعَةٍ
إِذا ما تَدلّى الكَواكبُ المتصَوِّب
ُ فَدَع ذِكرَ لَيلى إِذا نأتكَ بوِدِّها
وَإِذ هيَ لا تَدنو إِلَيكَ فَتسقُبُ
أَتَتنا تَميمٌ قَضُّها بقَضيضِها
وَمَن سارَ من أَلفافِهم وَتأشَّبوا
بَرَجراجةٍ لا يُنفِدُ الطَرفُ عَرضَها
لَها زَجَلٌ قَد احزأَلَّ وَمَلحَبُ
فَلَمّا رَأَيناهم كأَنَّ زُهاءَهم
عَلى الأَرضِ إَصباحاً سوادٌ وَغُرَّبُ
سَمَونا لهم بالخَيلِ تَردي كَأَنَّها
سَعالٍ وَعِقبانُ اللِوى حينَ تُركَبُ
ضَوامِرُ أَمثالُ القِداحِ يَكُرُّها
عَلى المَوتِ أَبناءُ الحُروبِ فتحرَبُ
فَقالوا الصَبوحَ عِندَ أَولِ وَهلَةٍ
فَقُلنا لهم أَهلٌ تَميمٌ وَمَرحَبُ
أَلَم تَعلَموا أَنّا نَرُدُّ عدوَّنا
إِذا احشوا شَدوا في جَمعِهم وَتأَلَّبوا
بِضَربٍ يَفُضُّ الهامَ شِدَّةُ وَقعِهِ
وَوَخزٍ تَرى منه التَرائِبَ تَشخُبُ
فَلاقوا مِصاعاً مِن أُناسٍ كَأَنَّهم
أسودُ العَرينِ صادِقاً لا يُكَذِّبُ
فَلَم تَرَ منهم غَيرَ كابٍ لِوَجهِهِ
وآخرَ مَغلولٍ وآخر يَهرُبُ
وَلَم يَبقَ إِلّا خَيفَقٌ أَعوجيَّةٌ
وَإِلّا طِمِرُّ كالهِراوَةِ مِنهَبُ
وَفاءَ لنا منهم نِساءٌ كَأَنَّها
بِوَجرَةَ وَالسُلّانِ عينٌ وَرَبرَبُ
وَنحن قَتَلنا عامِراً وابنَ أُمِّهِ
ووافاهُما يَومٌ شَتيمٌ عَصَبصَبُ
وَغودِرَ فيها ابنا رِياحٍ وَحَبتَرٍ
تَنوشُهمُ طَيرٌ عِتاقٌ وأذؤُبُ
وَيعدو بِبَزّي هَيكلُ الخَلقِ سابِحٌ
مُمَرٌّ أَسيلُ الخَدِّ أَجرَدُ شَرجَبُ
كَأَنّي غَداةَ الرَوعِ من أُسدِ زارةٍ
أَبو أَشبُلٍ عَبلُ الذِراعَينِ مِحرَبُ
وَلَمّا رأَيتُ الخَيلَ تَدمي نُحورُها
كَررَتُ فَلَم أَنكُل إِذا القَومُ هَيَّبوا
حَبَوتُ أَبا الرَحالِ مِنّي بطَعنَةٍ
يَمُدُّ بِها آتٍ مِن الجَوفِ يَزعَبُ
فَلَم أَرقِهِ إِن يَنجُ منها وَإِن يَمت
فَجيَّاشَةٌ فيها عَوانِدُ تَثعَبُ
وَقَد عَلِمَت أَولى المُغيرَةِ أَنَّني
كَررَتُ وَقَد شَلَّ السوامُ المُعَزِّبُ
وَنَهنَهتُ رَيعانَ العدى كَأَنَّهُ
غَوارِبُ تَيّارٍ من اليَمِّ يُجنَبُ
فَسائِل بَني الجَعراءِ كَيفَ مِصاعُنا
إِذا كَرَّرَ الدَعوى المُشيحُ المَثوِّبُ
شعر حب لامرؤ القيس رومانسي بدرجة لا تتخيلها
وكما قال امرؤ ألقيس أيضا
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ0
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
وُقوفًا بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي أَ
لا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
فَيا عَجَبًا مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِه
وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ
فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَع
عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ
فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ و
َلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ
فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ
فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ
إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ
بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ
وَيَومًا عَلى ظَهرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَت
عَلَيَّ وَآلَت حَلفَةً لَم تُخَلَّلِ
أَفاطِمَ مَهلًا بَعضَ هَذا التَدَلُّلِ
وَإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي
وَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَةٌ
فَسُلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسُلِ
أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي
وَأَنَّكِ مَهما تَأمُري القَلبَ يَفعَلِ
وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي
بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُه
تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ
تَجاوَزتُ أَحراسًا إِلَيها وَمَعشَر
عَلَيَّ حِراسًا لَو يُسِرّونَ مَقتَلي
إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ تَعَرَّضَت
تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ
فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه لَ
دى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ
فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ
وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي
خَرَجتُ بِها أَمشي تَجُرُّ وَراءَن
عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ وَاِنتَحى
بِنا بَطنُ خَبثٍ ذي حِقافٍ عَقَنقَل
ِ هَصَرتُ بِفَودي رَأسِها فَتَمايَلَت ع
َلَيَّ هَضيمَ الكَشحِ رَيّا المُخَلخَلِ
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُه
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ َ
ترائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ
كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ
غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ
تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي
بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطفِلِ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ
إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُل
تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَصَّرٍ
وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُذَلَّلِ
وَتَعطو بِرَخصٍ غَيرِ شَثنٍ كَأَنَّهُ
أَساريعُ ظَبيٍ أَو مَساويكُ إِسحِلِ
تُضيءُ الظَلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّه
مَنارَةُ مَمسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ
وَتُضحي فَتيتُ المِسكِ فَوقَ فِراشِه
نَؤومُ الضُحى لَم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ
إِلى مِثلِها يَرنو الحَليمُ صَبابَةً إِ
ذا ما اِسبَكَرَّت بَينَ دِرعٍ وَمِجوَلِ
تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِب
وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ
أَلا رُبَّ خَصمٍ فيكِ أَلوى رَدَدتَهُ
نَصيحٍ عَلى تَعذالِهِ غَيرَ مُؤتَلِ
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ
عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ
وَأَردَفَ أَعجازًا وَناءَ بِكَلكَلِ
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَل
ِ فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت في مَصامِه
بِأَمراسِ كِتّانٍ إِلى صُمِّ جَندَلِ
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِه
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَع
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
مِسَحٍّ إِذا ما السابِحاتُ عَلى الوَنى
أَثَرنَ غُبارًا بِالكَديدِ المُرَكَّلِ
عَلى العَقبِ جَيّاشٍ كَأَنَّ اِهتِزامَهُ
إِذا جاشَ فيهِ حَميُهُ غَليُ مِرجَلِ
يَطيرُ الغُلامَ الخِفُّ عَن صَهَواتِهِ
وَيَلوي بِأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ
دَريرٍ كَخُذروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ
لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ
وَإِرخاءُ سِرحانٍ وَتَقريبُ تَتفُلِ
كَأَنَّ عَلى الكَتفَينِ مِنهُ إِذا اِنتَحى
مَداكُ عَروسٍ أَو صَلايَةُ حَنظَلِ
وَباتَ عَلَيهِ سَرجُهُ وَلِجامُهُ
وَباتَ بِعَيني قائِمًا غَيرَ مُرسَلِ
فَعَنَّ لَنا سِربٌ كَأَنَّ نِعاجَهُ
عَذارى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
فَأَدبَرنَ كَالجِزعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ
بِجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَةِ مُخوَلِ
فَأَلحَقَنا بِالهادِياتِ وَدونَهُ
جَواحِرُها في صَرَّةٍ لَم تُزَيَّلِ
فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
دِراكًا وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيُغسَلِ
وَظَلَّ طُهاةُ اللَحمِ ما بَينَ مُنضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أَو قَديرٍ مُعَجَّلِ
وَرُحنا وَراحَ الطَرفُ يُنفِضُ رَأسَهُ
مَتى ما تَرَقَّ العَينُ فيهِ تَسَفَّلِ
كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ
عُصارَةُ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُرَجَّلِ
وَأَنتَ إِذا اِستَدبَرتَهُ سَدَّ فَرجَهُ
بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَعزَلِ
أَحارِ تَرى بَرقًا أُريكَ وَميضَهُ
كَلَمعِ اليَدَينِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
يُضيءُ سَناهُ أَو مَصابيحَ راهِبٍ
أَهانَ السَليطَ في الذَبالِ المُفَتَّلِ
قَعَدتُ لَهُ وَصُحبَتي بَينَ حامِرٍ
وَبَينَ إِكامِ بُعدَ ما مُتَأَمَّلِ
وَأَضحى يَسُحُّ الماءُ عَنكُلِّ فَيقَةٍ
يَكُبُّ عَلى الأَذقانِ دَوحَ الكَنَهبَلِ
وَتَيماءَ لَم يَترُك بِها جِذعَ نَخلَةٍ
وَلا أُطُماً إِلّا مَشيدًا بِجَندَلِ
كَأَنَّ ذُرى رَأسِ المُجَيمِرِ غُدوَةً
مِنَ السَيلِ وَالغُثّاءِ فَلكَةُ مِغزَلِ
كَأَنَّ أَبانًا في أَفانينِ وَدقِهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
وَأَلقى بِصَحراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ
كَأَنَّ سِباعًا فيهِ غَرقى غُدَيَّةً
بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ
عَلى قَطَنٍ بِالشَيمِ أَيمَنُ صَوبِهِ
وَأَيسَرُهُ عَلى السِتارِ فَيَذبُلِ
وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ
اشعار عن الحب والشوق والغياب للحبيب
عزيزي القارئ متابع موقع احلم هل كنت تعرف من قبل أن القبيلة العربية إذا نبغ فيها اسم شاعر معين فان هذا يعتبر فخر للقبيلة, ليس هذا فقط بل تأتى القبائل المجاورة لتهنئة هذه القبيلة, وتقام الولائم, وتجتمع النساء كما في الإعراس.
وتكون وظيفة الشاعر الأساسية هي أن يصبح لسان القبيلة, حيث يتغنى الشاعر بأمجادها وأنسابها, يدافع عنها ويحميها, ويخلد أعمالها بقصائده وأشعاره , ويحمى شرفها, وبذلك يكون الشعر مرآة تنعكس عليها الصورة المثالية للجماعة القبلية.
ولكن للأسف ظهرت بعد ذلك سيمة التكسب بين الشعراء, فبعد أن كان الشاعر له مكانة عظيمة إذ تغيرت العلاقات بتغير بتغير الأحوال الاجتماعية والاقتصادية, لا سميا بعد نشأة الطبقات الثرية في المجتمع القبلي, فتحولت العلاقة بين الشعراء وسادة القبائل إلي علاقة ربحية.