اثر الحروب في تدمير البيئة وكل شئ حولنا
محتوي الموضوع
نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان اثر الحروب في تدمير البيئة وكل شئ حولنا، حيث لا تؤثر أي حرب تندلع فقط على الموارد الاقتصادية لأطراف النزاع ولا على الاموال الضخمة التي يتم انفاقها في تلك الحروب ولا الارواح التي ازهقت من اجل تحقيق النصر والهزيمة والإصابات التي تلحق بالجنود والمدنين بل يمتد التأثير على البيئة من هواء وماء وتربة وحيوانات تعيش في مناطق الصراع ونباتات تنمو في تلك المناطق وسوف نعرض في هذا المقال أثر الحرب في تدمير البيئة.
الحرب والبيئة:
تعتمد كل حرب تدور على أسلحة تشمل انواع مختلفة من الصواريخ والقنابل مختلفة الانواع والإشكال والتأثير، فمنها ما هو مصنوع من مواد كيماوية وبعض الغازات السامة شديدة الخطورة، ومنها ما هو مصنوع من أشعة مدمرة وهذا الاسلحة والمواد المصنعة منها تضر بالبيئة وعناصرها المتنوعة من ماء وهواء وتربة، وبالتالي ينعكس هذا على النظام البيئة ككل ومن أشهر المناطق التي تعرضت بيئتها للتدمير الشامل ما حدث في جزيرتي هيروشيما وناجازاكي الموجودتان في اليابان، الذي نتج عن إلقاء الولايات المتحدة الأميركية لعدة قنابل نووية خلال الحرب العالمية الثانية 1945 م فأثر هذه القنابل لم يتوقف عند الانسان فقط بل امتد للنباتات أيضا فلم تنبت نبتة واحدة في تلك المنطقة المسكينة منذ تلك الواقعة المؤسفة أي ما يزيد عن 70 عاما.
أثر الحرب في تدمير البيئة:
سوف يتم فيما يلي شرح أثر الحرب على البيئة من كافة الجوانب والتي تتضمن الهواء و الماء والنباتات والغابات
أثر الحرب على الهواء:
تؤثر الغازات السامة المنبعثة من الأسلحة السامة المتنوعة بشكل كبير ومباشر على الهواء ومكوناته، فالسموم الموجودة في تلك الاسلحة تنتشر في الهواء ف تؤثر على الإنسان وكل الكائنات الحية فتلك السموم تصل لهم عن طريق الأكسجين الذي يتنفسوه ، أما الإشعاعات النووية التي تنبعث من العناصر المُشعة الموجودة داخل كل مفاعل نووي فهي تؤثر على كل الكائنات الحية التي تعيش بالقرب من مكان إنشاء تلك المفاعلات، وتترك تأثير سيئ و كبير عليها، وبالتالي ينتج طفرات وراثية جديدة وخطيرة تغير من صفات الحيوان وخصائصه التي ورثها من والديه ، وينتج عنه أمراض مختلفة من السرطان.
أثر الحروب على الماء:
- تعتمد بعض الصناعات الحربية مثل المفاعلات النووية بشكل كبير ومباشر على استخدام الماء بكميات كبيرة حيث تغييره كل فترة، والماء الذي يتم استعماله يتم تصريفه في أقرب مصارف للمياه، مما يؤدي إلى تلوث تلك المياه المستعملة بالمواد السامة المشعة، مما يؤدي للقضاء على البيئة المائية نهائيا.
- معظم الغواصات الحربية والسفن الحربية تلقي بمخلفاتها الحربية في الماء، مما يلوث المياه ويقتل كل الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، تتسرب المواد الكيميائية السامة الناتجة عن أي الحرب بفعل الأمطار إلى المياه الجوفية التي بالتالي تتلوث، وعندما يستخدمها الإنسان تُسبب له الضررو تسبب الضرر لجميع الكائنات الأخرى التي تصل لهذا الماء الملوث.
أثر الحرب على الغابات والنباتات:
- تلف الكثير من المساحات الشاسعة من الغطاء النباتي والغابات، مثلما حدث في الحرب العالمية الثانية في هيروشيما وناجازاكي باليابان، وما حدث من دمار خلفته الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق، وقطاع غزة بفلسطين والحرب القائمة حاليا بسوريا، فلقد تحولت الأراضي الزراعية الخضراء إلى صحراوية يابسة تحتاج لوقت طويل جدا لكي يتم استصلاحها وزراعتها من جديد.
- تعرض التربة لتلوث نتيجة كل المواد الكيميائية الموجودة في القنابل والصواريخ وما تخلف منها، فيؤدي هذا إلى تفكيك التربة وموت كل الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بداخل تلك التربة، كما ان انجراف التربة بشكل ضخم وكبير يجعلها غير مؤهلة وقابلة للزراعة.
المبادرات الدولية للحد من خطر أثر الحرب في تدمير البيئة :
- هناك بعض المعاهدات الدولية التي تم إقرار بعضها ونجحت في تقليل أثر الحروب في تدمير البيئة بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة ، وأهمها معاهدة أوتوا لمنع الألغام الأرضية في سنة 1999 ولقد وقع عللى هذه الاتفاقية ما يقرب من 133 دولة.
- وهناك أيضا مؤتمر منع الأسلحة التقليدية (CCWC) والألغام، وتم هذا المؤتمر في سنة 1981 وكان عدد الدول الموقعة 20 دولة فقط، وكانت بلجيكا فقد أول دولة تصدر قانون في دستورها يمنعها من استخدام الألغام وحذت حذوها كندا.
- ومن أهم المعاهدات أيضًا معاهدة تقنيات التغيير في البيئة (ENMOD) التي تمت في جنيف في سويسرا عبر رعاية الأمم المتحدة في 1977 ووقع عليها 48 دولة والتي تنص على منع استخدام أي تقنية أو وسيلة لتغيير الطقس والمناخ.
وفي الختام ندعو الله تعالى أن ينتهي أثر الحروب على البيئة قريبا، وينعم العالم أجمع بالسلام والامان بعيدا عن الكوارث والاثار السلبية على الانسان والكائنات المحيطة به.